350 مليون دولار لإعادة هيكلة وحدات الإنتاج و720 مليون استثمار
حملت زيارة وزير الصناعة والمناجم عبد السلام بوشوارب، إلى عنابة، بشرى سارّة لمركب الحجار، الذي قررت الدولة استرجاع أسهمه بنسبة 100%، بعد أن دخل في شراكة عمّقت من متاعب المركب.
قال بوشوارب أمام مسيري المركب، إنه سيتم رفع الإنتاج إلى مليون و200 ألف طن من الحديد سنويا والسعي للوصول إلى 02 مليون طن سنويا من الحديد والصلب، مؤكدا أن مركب الحجار أولوية الأولويات.
هذا وحدد الوزير تاريخ الفاتح من ديسمبر من العام الجاري تاريخ إعلان المؤسسة الجزائرية الجديدة بعد إعادة هيكلة وحداتها الإنتاجية وكذا المناجم التابعة لها ببوخضرة والونزة.
واستبشر عمال المركب خيراً بعد إعادة ترميم الفرن العالي وتهيئته ليكون حاضرا وجاهزا للإنتاج، من خلال زيارة لورشة الفرن العالي الذي شكل توقفه انحدارا لمعدلات الإنتاج كادت أن تعصف بالمركب منذ عامين، الأمر الذي شدد عليه الوزير على أن أهم مسعى تؤكده الدولة الجزائرية هو تهيئة وحدات الإنتاج بما يتمشى والسوق المحلية والحاجة إلى مادة الحديد والصلب.
إعادة استرجاع مركب الحجار من طرف الدولة، شكل نقطة محورية في نية هذه الأخيرة في إعادة بعث القاعدة الصناعية بتهيئة البنية التحتية والتي يمثل مركب الحجار حصة الأسد فيها، بحكم أنه المركب الوحيد الذي يزود هذه القاعدة بالمادة الأولية من الحديد والصلب، وهو الأمر الذي جاء على لسان المدير بن عباس، فيما يخص مخطط التنمية والاستثمار الجديد الذي يولي أهمية قصوى للمؤسسات الإنتاجية الوطنية.
وقد عزمت الحكومة الجزائرية تحويل 350 مليون دولار من أجل إعادة هيكلة وحدات إنتاج مركب أرسيلور ميطال بعد عملية استرجاعه، و720 مليون دولار لتجسيد ملف الاستثمار الجديد لإعادة بعث المؤسسات الوطنية التي تشكل العصب الذي يحرك القاعدة الصناعية لولاية عنابة، مع التشديد على إشراك الخواص في هذا المسعى الوطني، الذي رفعته الدولة الجزائرية لاستحداث الثروة خارج قطاع المحروقات، إلى جانب تخصيص 600 مليون دولار كقرض من البنك الجزائري لتدعيم مؤسسة فيروفيال لتحويل الحديد والصلب، دون إغفال عملية تجديد مناجم بوخضرة والونزة من خلال تخصيص 76 مليون دولار لتدعيم حركة نقل المادة الأولية من وإلى مركب الحجار بعنابة وتجديد خط السكة الحديدية.
وطالب الوزير القائمين على مؤسسة فيروفيال، بتدعيم عربات النقل البري على مستوى خط السكة الحديدية من أجل ضمان سير طبيعي لتشغيل وحدات المركب، من خلال تصنيع 380 عربة جديدة للسكة الحديدية لنقل الفوسفات إلى مؤسسة فرتيال كذلك، بالإضافة إلى تدعيم مصنع وادي الكبريت، على غرار الوحدات الإنتاجية الأخرى.
خلفت التحفيزات الكبيرة التي حملها وزير الصناعة والمناجم عبد السلام بوشوارب، ارتياحا كبيرا وسط عمال الوحدات الصناعية لمركب الحجار ومؤسسة فيروفيال عنابة لتحويل الحديد، والتي اعتبرها الجميع التفاتة جادة من طرف الدولة الجزائرية لإعادة بعث القاعدة الصناعية لولاية عنابة.
كما عاين الوزير أيضا، مؤسسة تصنيع الأجهزة الكهرومنزلية «رايلان» والتي قطعت شوطا لا بأس به في تدعيم السوق الوطنية من مختلف الآلات الكهرومنزلية في إطار منافسة حادة، استطاعت بفضل الخبرة المكتسبة احتلال مكانة لا بأس بها على مستوى السوق الوطنية، سواء من جانب الجودة وكذا الأسعار التنافسية مع الماركات العالمية الأخرى، حيث دعا الوزير القائمين على المؤسسة إلى رفع التحدي من خلال زيادة الإنتاج وهو الأمر الذي تقف الدولة الجزائرية إلى جانب تدعيمه.