حلت أمس الذكرى الـ 58 لمعركة قرية «إيسين» في جنوب غرب ليبيا على الحدود مع الجزائر، التي تشكل إحدى محطات تضامن الشعوب المغاربية مع الثورة الجزائرية، ورمزا تاريخيا خالدا من رموز المقاومة والكفاح المسلح ضد الاستعمار بين شعوب المنطقة، حيث فتحت باب الكفاح ضد المستعمر الفرنسي في جنوب شرق الجزائر، وساهمت في فك الحصار على الشمال بعد اشتداد القتال به، وللأسف جيل اليوم يجهل هذه المعركة نظرا لقلة الدراسات حولها.
وحسب بعض المؤرخين، فإن القوات الفرنسية قامت في 3 أكتوبر1957 بقصف قرية إيسين الحدودية بين الجزائر وليبيا بالطائرات، ردا على العمليات التي كان يقوم بها المجاهدون الجزائريون انطلاقا من الأراضي الليبية. حيث بدأت المعركة بعد نصب كمين من طرف المجاهدين لقافلة تموين فرنسية بمدينة جانت الجزائرية وانسحبوا إلى الأراضي الليبية، فقام جيش الإحتلال الفرنسي بملاحقتهم داخل التراب الليبي وقام بقصف قرية إيسين الحدودية بين الجزائر وليبيا بالطائرات. وعلى إثر ذلك تدخّل الجيش الليبي ضد قوات الاستعمار الفرنسي ووقعت معركة ايسين، التي ارتكب فيها أبشع الجرائم.
حيث كانت المعركة من المواضيع التي ناقشها مؤتمر طنجة في أفريل 1958 الذي جمع هيئات ممثلة لشعوب بلدان المغرب العربي (المغرب تونس والجزائر)، والذي دعم الثورة الجزائرية، علما أن هناك معركة أخرى حدثت بنفس المنطقة في نوفمبر1958.
وهنا لا تفوتنا الفرصة بالإشادة بدورة الإخوة الليبيين في دعم الثورة الجزائرية، وخير دليل ما قام به الملك إدريس الذي أمر بإيواء الجزائريين وجمع التبرعات المالية لهم، وإنشاء قاعدة جوية للإمداد العسكري للثورة وتزويد المجاهدين بالأسلحة والذخيرة، مما يبرز التلاحم بين الشعبين الجزائري والليبي اللذان امتزج دمهما مثلما حدث في ساقية سيدي يوسف بتونس في 8 فيفري 1958.