في كلمة ألقاها الجمعة أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، أعلن وزير الخارجية السوري وليد المعلم أن دمشق تقبل المشاركة في مباحثات تمهيدية غير ملزمة اقترحتها الأمم المتحدة للتحضير لمؤتمر سلام. وقال أنه لا يمكن لسوريا أن تقوم بأي إجراء سياسي ديمقراطي يتعلق بانتخابات أو دستور والإرهاب يضرب في أرجائهاويهدد المدنيين الآمنين فيها.
وذلك في إشارة إلى “أربع لجان خبراء” اقترحها الوسيط الأممي “ستيفان دي ميستورا” لإجراء “مشاورات تمهيدية غير ملزمة”.
وقال المعلم إن “هذه اللجان هي لتبادل الأفكار وهي مشاورات تمهيدية غير ملزمة تمكن الاستفادة من مخرجاتها التي يتم التوافق عليها للتحضير في ما بعد لإطلاق جنيف-3”، أي جولة ثالثة من مفاوضات السلام.
وأكد المعلم أن “مكافحة الإرهاب أولوية للسير بالمسارات الأخرى،
وسوريا مؤمنة بالمسار السياسي عبر الحوار الوطني السوري-السوري دون أي تدخل خارجي”.
وإذ تطرق إلى الضربات الجوية الروسية في سوريا، اعتبر المعلم أن “الإعلان عن بدء الغارات الجوية الروسية في سوريا والذي جاء بناء على طلب من الحكومة السورية وبالتنسيق معها هو مشاركة فعّالة في دعم الجهود السورية في مكافحة الإرهاب”. في المقابل، أكد أن الضربات الجوية للتحالف الذي تقوده الولايات المتحدة “غير مجدية ما لم يتم التعاون مع الجيش العربي السوري، القوة الوحيدة في سورية التي تتصدى للإرهاب”.
ويستعد الجيش السوري لعملية برية واسعة في مثلث (حماة ـ السلمية ـ حمص)التي قصفت القوات الروسية أول أمس مواقع للنصرة وداعش فيها، وستقوم الطائرات الروسية بتأمين الغطاء الجوي للقوات السورية خلال هذا الهجوم الواسع.
وأمام هذه التطورات التي عرفتها سوريا تضطر الأمم المتحدة لوقف العمل الإنساني بموجب اتفاق وقف اطلاق النار حيث قالت متحدثة باسم دي ميستورا يوم الجمعة أن الأمم المتحدة اضطرت لتعليق العمليات الإنسانية في سوريا بسبب زيادة الأنشطة العسكرية، وجاء في بيان لمكتب دي ميستورا أن الأمم المتحدة تدعو كل الأطراف المعنية إلى تحمل مسؤولياتها في حماية المدنيين والتوصل إلى التفاهمات الضرورية من أجل تنفيذ الاتفاق الخاص بالعمليات الإنسانية.
وكانت القوات الروسية قد استجابت لطلب القيادة السورية تقديم مساعدات عسكرية لمحاربة الإرهاب الذي نخر البلد والذي اعتبرت سوريا محاربته أولوية قصوى.
غير أن الغرب والتحالف بقيادة أمريكا عموما لم يهضم ما أقدمت عليه روسيا فحذر أوباما يوم الجمعة روسيا قائلا أن حملة القصف الجوي التي تشنها لدعم الأسد ستجر موسكو إلى مستنقع يصعب الخروج منه لأن موسكو يقول لا تفرق بين الإرهاب والمعارضة وأضاف أوباما أنه لن يحول الحرب الأهلية السورية إلى حرب بالوكالة بين الولايات المتحدة وروسيا.
وقد عين دي ميستورا قبل عشرة أيام رؤساء مجموعات العمل الأربع بين السوريين بهدف إحياء المفاوضات الهادفة إلى وضع حد للنزاع المستمر منذ أربعة أعوام ونصف عام.