ارتياح للظروف الإنسانية
غادرت الدفعة 17 من النازحين النيجريين تمنراست باتجاه بلدهم، بعد تكفل بهم من قبل الجزائر. جاءت عملية الترحيل بناءً على طلب السلطات النيجرية. «الشعب» عاشت أجواء ترحيل الرعايا النيجريين المتواجدين بمركز الاستقبال بتمنراست، صباح أمس، تحت إشراف الهلال الأحمر الجزائري.
بحسب مسؤول الهلال لـ «الشعب»، فإن عملية الترحيل لأزيد من 450 رعية نيجري إلى أغاديس على متن 9 حافلات. وتكون عين قزام آخر محطة لهم في العدوة إلى النيجر.
تتواصل عملية ترحيل المهاجرين النيجريين إلى وطنهم، التي شرعت فيها الدولة الجزائرية في وقت سابق، استجابة لطلب السلطات العليا لدولة النيجر، حيث شهد، نهاية الأسبوع الماضي، وصول الدفعة 17 إلى مركز التجميع والإيواء بولاية تمنراست والتي تضم 453 مهاجر على متن 12 حافلة و03 شاحنات لحمل أمتعة الرعايا وفريق طبي مرافق طيلة الرحلة القادمة من الجزائر العاصمة، ناهيك عن تجنيد عناصر الحماية المدنية، وكذا أفراد الهلال الأحمر الجزائري المشرف الأول على العملية وتوفير شاحنة تبريد لحمل الأغذية طيلة الرحلة، في صورة تبين مدى التكفل الجيد بهؤلاء المواطنين، في عملية تضامنية إنسانية بالدرجة الأولى، تبرز البعد الإنساني والتضامني للدولة الجزائرية بالرعايا الإفريقيين.
مشهد وقفت عليه «الشعب» بمركز التجميع والاستقبال بعاصمة الأهقار، حيث تم اتخاذ جميع التدابير اللازمة للتكفل الأمثل بالرعايا المرحلين: وقد شهد المركز توفير الجانب الأمني والصحي وكل ضروريات الراحة، لمثل هذه العمليات التي تعتبر إنسانية بالدرجة الأولى.
أكد رئيس مركز التجميع والإيواء بعاصمة الولاية، بن دالي أرزقي، لـ «الشعب»، أن هذه الدفعة المرحلة ضمت 394 رعية نيجرية و59 رعية من جنسيات إفريقية مختلفة، حيث تم التكفل بهم إلى حين. وقد تم اتخاذ جميع الترتيبات اللازمة، على غرار كل الدفعات التي مضت من أجل إيصال الرعايا إلى وطنهم في أحسن الظروف، وهذا تحت إشراف متطوعي الهلال الأحمر الجزائري، حيث يتم توفير كل متطلبات الراحة إلى حين مواصلة الرحلة.
في هذا الصدد، أكد مولاي الشيخ، رئيس اللجنة الولائية للهلال الأحمر لـ «الشعب»، أنه يتم استقبال المرحلين والحرص على راحتهم لمدة 24 ساعة، قبل أن توفر لهم حافلات مريحة يواصلون الرحلة على متنها إلى غاية الولاية المنتدبة الحدودية عين قزام (400 كلم)، وبسبب صعوبة المسالك التي لا يمكن للحافلات اجتيازها، يتم توفير شاحنات رباعية الدفع لإيصال المرحلين إلى مدينة (أغاديس) النيجرية.
الرعاية الصحية والنفسية أولوية
من أجل التكفل الأمثل بالرعايا المرحلين وترسيخ مبدإ العمل الإنساني التضامني الذي تتحلى به الدولة الجزائرية، قامت الجهات الوصية بتوفير عيادة دائمة على مستوى المركز، يشرف عليها أطباء وممرضون من قطاع الصحة بعاصمة الأهقار، والتي تعمل بنظام المناوبة وعلى مدار 24 ساعة خلال كل أيام الأسبوع. كما يتم إيفاد أطباء مرافقين خلال الرحلة، إضافة إلى سيارة إسعاف، تحسّبا لأي طارئ وإلى غاية وصول المرحلين إلى بلدهم. بالإضافة إلى الرعاية الصحية، حرصت الجهات القائمة على العملية، تسخير فريق نفساني، بالتنسيق مع مديرية النشاط الاجتماعي بالولاية، وهذا بتسخير 05 أطباء نفسانيين على مستوى المركز، كما يتم مرافقتهم إلى غاية الحدود الوطنية مع دولة النيجر.
طرود غذائية وألبسة للمرحلين
من أجل رفع المشقة والغبن عن المرحلين، خاصة في شق الرحلة الثاني بين عاصمة الأهقار ودولة النيجر، أكد مدير المركز لـ «الشعب»، أن جميع المرحلين وبدون استثناء يستفيدون من طرود غذائية تتوفر على أهم حاجيات الفرد في خطوة تبرز مدى إنسانية وتضامن الدولة الجزائرية، كما يتم تقديم هدايا رمزية عبارة عن ألبسة لجميع المرحلين.
إشادة بتكفل الجزائر الإنساني
عرفت العملية في مرحلتها الثانية تثميناً واستحساناً، جاء ذلك على لسان بعض من التقتهم «الشعب» وسألتهم عن ظروف الرحلة والاستقبال، حيث أكد «بلال» طفل لم يتعد عمره 12 عاما أن ظروف المعاملة الجيدة من طرف كل القائمين، سواء على المركز أو الرحلة. وأضاف شاب آخر، أن العملية كانت ناجحة بامتياز، مشيدا بدور الفريق المرافق للرحلة وكيفية التعامل مع الرعية النيجرية الحامل والتي تم التكفل بها رفقة زوجها على مستوى المؤسسة العمومية الاستشفائية بعين صالح.
في نفس السياق، أكد علي سيدي، موظف بقنصلية النيجر بعاصمة الأهقار، على ارتياحه للعملية والظروف التي مرت بها منذ انطلاقها، مشيدا بالدور الجزائري في إنجاح العملية مما يبرز القيمة الإنسانية التضامنية لها من الجانب الجزائري.