أعطى السفير الصيني بالجزائر السيد يانغ غوانغيو، صورة عن العلاقات الثنائية التي تعد مرجعية للحوار جنوب - جنوب في محيط جيو استراتيجي متغير.
قال السفير، في حفل استقبال بمناسبة احتفالية 66 سنة بتأسيس جمهورية الصين الشعبية في فاتح أكتوبر 1949، بحضور شخصيات سياسية، يتقدمهم وزير التعليم العالي والبحث العلمي الطاهر حجار وممثلي السلك الدبلوماسي المعتمد، إن العلاقات بين الجزائر والصين بلغت مستوى من التطور يطبعه الاتفاق الاستراتيجي الموقع بين البلدين. وهي علاقات تستجيب لروح الصداقة والتعاون المرسخ في الميدان منذ عقود، ويستمد قيمه من مبادئ ثابتة في سياستي البلدين، منها تفضيل الحوار السياسي في تسوية التعقيدات والأزمات بعيدا عن التدخل في الشؤون الداخلية، التمادي في المطالبة بدمقرطة العلاقات الدولية وتقاسم الوظائف والجهود في ترسيخ السلم والأمن العالميين، بعيدا عن احتكار القرار والمركزية المنبثقة عن اتفاقيتي يالطا وبوتسدام.
وذكر السفير بالروابط التاريخية العريقة والنضال المشترك الذي خاضته الجزائر والصين في محاربة الاستعمال وجهودهما المضنية في اللحاق بركب التطور واحتلال موقع لائق في مجموعة الدول الناشئة التي كسبت رهان التنمية المستديمة المبنية على توازن الثالوث المقدس: الإنسان، الآلة وحماية البيئة بصفتها رئة التنفس والحياة الآدمية على الإطلاق.
وقال السفير، الذي أعطى أرقاما عن النمو المسجل في الصين (7 من المائة) وحجم الاستثمارات الضخمة المقدرة بنسب فاقت المعقول، متجاوزة التوقعات، عكس الكساد الذي تعرفه غالبية الدول الرائدة في الليبيرالية والتفتح، قال إن هذه الإنجازات تحققت في ظل الإصلاحات التي قررها الرئيس دانغ كسياو بينغ في بداية الثمانينيات من القرن الماضي. وهي إصلاحات أعطت أنموذجا آخر في المناهج الإنمائية، حيث اندمج خلالها القطاعان العمومي والخاص وكذا المجموعات الإقليمية والمقاطعات في شراكة منتجة حولت المستحيل إلى ممكن.
وتسعى الجزائر إلى الاستفادة من التجربة الصينية في هذا المجال، فاتحة الأبواب لشركات بلد التنين الأصفر المرافقة في إنجاز المشاريع المتعددة من طرق، سكن، اتصالات وتكنولوجيات إعلام. وهي قطاعات توقف عندها السفير الصيني، منوّها بجهود الجزائر في بناء اقتصاد تنافسي مكسر للتبعية للمحروقات وتداعياته الخطيرة على المداخيل وتمويل البرامج.
وعاد السفير غوانغيو إلى زيارة رئيس مجلس الأمة عبد القادر بن صالح إلى الصين والمشاورات التي أجراها مع القادة الصينيين، وكذا زيارة الوزير الأول عبد المالك سلال شهر أفريل الفارط قائلا، إن هذا التواصل والتنسيق يعطى إجابة مقنعة عن بقاء الروابط الثنائية قوية وصلبة وتتخذ أرضية للمزيد من المكاسب والإنجازات.
وبعد أن نوه بدور الجزائر في تسوية الأزمة المالية ومواصلة جهود الوساطة في إعطاء دفع أكبر للحوار الليبي، وصولا إلى اتفاق نهائي تؤسس على ضوئه حكومة الوفاق في البلد المجاور، أشاد السفير بمناخ الأعمال والظروف الحسنة التي يعمل فيها الصينيون ببلادنا. وقال إن العمال الصينيين 40 ألفا، الناشطين في مختلف القطاعات، لم يشعروا يوما بالقلق. وأن المؤسسات الصينية تقوم بجهود جبارة في توظيف الجزائريين ورسكلتهم وتكوينهم؛ المثال تقدمه مؤسسة «هواوي» التي توظف أكثر من 800 مهندس في مجال الاتصالات.