تعزيز الشراكة بين الجزائر وجنوب إفريقيا
نظمت المديرية العامة للبحث العلمي والتطوير التكنولوجي، أمس، ورشات للتكنولوجيات الجزيئية مع مجموعة من الخبراء الجزائريين ومن جنوب إفريقيا، بهدف تبادل الخبرات والقدرات المعرفية بين مختلف المؤسسات ولتشجيع الحوار بين الباحثين والجهات الفاعلة الاقتصادية والاجتماعية حول التحديات المتعلقة بالتكنولوجيات والعلوم الجزيئية، حيث تندرج هذه الورشة في إطار التعاون بين الجزائر وجنوب إفريقيا، بهدف تعزيز الشراكة بين البلدين في مجال البحث التطبيقي والتطوير التكنولوجي والذي سيفضي لإنشاء مركز بحث جزائري - جنوب إفريقي، سيخصص لتجميع وتوصيف المواد المصغرة لمختلف التطبيقات.
أكد عبد الحفيظ أوراغ، المدير العام للمديرية العامة للبحث العلمي والتطوير التكنولوجي، على هامش انعقاد ورشات التكنولوجيات الجزيئية، أن الجزائر وصلت إلى درجة عالية من التبادل العلمي والتكنولوجي مع جنوب إفريقيا، وتسعى لتفعيل هذا التبادل في إطار إنجاز مشاريع تطبيقية في الميدان، خاصة في التطوير التكنولوجي، مع إدماج موارد البحث العلمي في السوق الوطنية.
وأوضح أوراق في هذا الإطار، أن هذه الورشة تعتبر ورشة خبراء ودراسة كيفية التواصل بين الجزائر وجنوب إفريقيا لتطوير برامج البحث في العلوم والتكنولوجيات الجزيئية، قصد الوصول إلى مرحلة تصنيع مواد في هذا الميدان بين البلدين، مشيرا إلى أن الجزائر تتوافر على الموارد البشرية ذات الكفاءة العالية في هذه العلوم. كما أن دولة جنوب إفريقيا لديها تطوير تكنولوجي عال ولهذا تبحث الجزائر عن هذه الشراكة، لكي تضع أسس تبادل في ميدان التكنولوجيات الجزيئية.
وأبرز أوراغ في هذا السياق، أن هناك العديد من المشاريع الممولة بين البلدين لفائدة مخابر البحث، خاصة وأن إفريقيا الجنوبية بلغت مرحلة متقدمة من التطور التكنولوجي، قائلا: «قمنا بتمويل أكثر من 25 مشروعا أعطت نتائج في الميدان بأكثر من 25 من الأشغال، وتم نشر ذلك في المجلات».
وأضاف، أنه تم إنتاج مواد في مجال التكنولوجيات الجزيئية، خاصة في ميدان الفلاحة ومعالجة المياه، علاوة على الاستثمار في الأجهزة والبنى التحتية، من بينها البني التحتية لمركز البحث والتكنولوجيات المتقدمة، الذي هو حاليا عملي. وبحسبه، أن إرادة البلدين هي بناء هياكل مشتركة لتبادل الخبرات لكلا البلدين وأن هناك فكرة لإنشاء مركز للتكنولوجيات الجزيئية لم يقرر بعد مكان إنجازه.
اجتماع عالي المستوى بين وزارتي البلدين في أكتوبر الداخل
قال أيضا، إن الهدف من تنظيم ورشة العمل هو تبادل الآراء ومعرفة ما هو متوفر من تسهيلات وموارد بشرية، لاسيما وأن جنوب إفريقيا تتوافر على تكنولوجيات جد متطورة وخبرة علمية، نبحث عنها ولا يوجد صراع مصالح بين البلدين، كاشفا عن انعقاد اجتماع على مستوى عال بين وزارة التعليم العالي والبحث العلمي في الجزائر ونظيرتها في جنوب إفريقيا، في أكتوبر الداخل، لتحديد مكان إقامة مركز التكنولوجيات الجزيئية والبرنامج المخصص لهذا المركز.
وأضاف أوراغ، أن الجزائر تملك قدرات بشرية من الباحثين الناشطين في مجال التكنولوجيات الجزيئية ولهم مستوى عال، علاوة على أن الكثير من الجزائريين عادوا من الخارج ويشتغلون حاليا في بلدهم للاستفادة من خبرتهم، ويشكلون لنا قاطرة للتعاون بين البلدين قائلا: «همّنا الأول هو تكوين عدد كبير من الإطارات في مجال العلوم الجزيئية، وإقامة شراكة مع جنوب إفريقيا للاستفادة من القدرات العالية للتأطير لديها، لتساعدنا على تكوين عدد إضافي من الدكاترة في مجال التكنولوجيات الجزيئية، والاعتراف بالشهادات العلمية من طرف كلا البلدين».
من جهته قال البرفيسور سوناري، ممثلا عن جنوب إفريقيا، إن هذه الأخيرة لديها مشاريع وإنجازات في ميدان التكنولوجيات الجزيئية، كما أن الجزائر جيدة في مجال البحث العلمي، قائلا: «لا نستطيع القيام بكل شيء لوحدنا، نحن بحاجة إلى شريك، وكلا البلدين مهتم بهذا النوع من التكنولوجيا».