الكاتـــب هــو جســر يحمـــل رسالـــة الشعــب البسيـــط
هي واحدة من الأقلام الشابة التي خاضت تجربة الكتابة الأدبية، بحس أدبي متشبع بآليات الإبداع، حيث تناولت العمل الروائي في أول تجربة لها، عكس الكثير من الأسماء الشبابية الأدبية التي بدأت كتاباتها بالقصة أو الشعر، لكن بشرى بوشارب حاولت من خلال عملها الروائي “حروف الدم “ أن تجد لنفسها موقعا منفردا عن الآخر بدخولها عالم الرواية البوليسية ..الرواية التي تصور حالات الموت والدم الأكثر إثارة،مما رشح عملها لطبعه في الأردن الشقيق وإمكانية تحويل العمل إلى فيلم سينمائي.
في هذا الحوار نقف على أهم المحطات التي جعلت منها كاتبة لها طموح أن تصبح اسما في عالم الرواية ..إذا كان الطموح شيئا مشروعا وإنسانيا فإن مواجهة الجمهور والقراء يجب أيضا أن نضع له حسابا سواء تعلق الأمر بالنقد أو غيره .
”الشعب”: “حروف الدم” باكورة أولى للكاتبة بشرى بوشارب جاءت رواية دون غيرها من الأجناس الأدبية الأخرى. هل هو تحدي أم رهان أم اشتغال على المتن الروائي ؟.
بشرى بوشارب: تشرفت بهذا اللقاء أو بمعنى أدق بالحوار الثقافي مع قراء رواية “حروف الدم” مستقبلا وبحول الله إن صح التعبير، أنا أعتبر أن الرواية تحدي لموهبة عاشت داخلي لسنوات ورهان بحول الله على نجاحها واشتغال على الرقي بالرواية الجزائرية وما تطرحه من موضوعات عربية وملمة بكل ما يحدث من خلال مؤلفها، تستطيع القول أني أردت أن أضرب عدة عصافير بحجر واحد.
كيف جاء ت فكرة خوض الرواية باعتبارها تتطلب الكثير من المعايير والمرجعية والأدوات والنفس الطويل ؟
كان خيالي وتفكيري الأول في فتح أبواب طرح المسألة وبعدها التنقيح والتصحيح ومن ثم البحث في معالم وعوالم المدن التي زارها البطل والبطلة كذلك، صحيح أن الفكرة بكل أبعادها من خيالي لكنها تمس الواقع بشكل كبير وتفرض نفسها وبقوة.
كيف تعامل النقاد مع موضوع الرواية من حيث المتن الروائي ؟
أدرك أنك لن تصدقني، لكنني لم أصدق رأي كل من قرأها لحد الآن وبعد جلسة التوقيع بمختلف مستوياتهم كان انطباعا رائعا والجميع كانت ردود أفعالهم واحدة وجوابهم واحد أبكتنا الرواية ولم نستطع التوقف عن تصفح أحداثها فهناك من طوي أوراقها في يومين والآخر في ثلاثة أيام، أما النقاد فكانت ردود أفعالهم رائعة ولا أستطيع أن أصفها وبكل تواضع ورفعة لله وصلت الرواية لدرجة أن هناك من يريد أن يدرّسها لطلابه كنموذج لطريقة السرد الذي جاء فيها واعتبروها رواية عربية تستحق أن تعلو منصات عربية كما وصفوني بالمرأة العربية التي وضعت لنفسها مكانة خاصة ضمن الرواية العربية وبأسلوبها الخاص والمتميز وحفزوني كما طلبوا مني البدء في التفكير بمولد ثاني لإصداره ولم أتوقع كل هذا الإطراء والحمد لله.
الدم لغة الهيتشكوك.. الفيجيتيف ..الحرب.. الاغتيالات. أي نوع من الدماء حملته حروف الرواية ؟
والله كل ما طرح علي هذا السؤال أبتسم لكن سؤالك أنت كان مختلفا قليلا هناك من تحير لهذا العنوان وهناك من أعجبه، لكن كما قال ناقد في جلسة توقيع الرواية أنها فعلا حروف الدم لكن من نوع خاص، لأنها تحكي التضحية، الوفاء .
صحيح مقابل القهر والظلم لكن تأتي مشاعر أخرى لتتغلب عليها، وفي روايتي هذه الدم هو التضحية والعطاء بكل ما تحمله الكلمة من معنى لأن الدم ليس بالضرورة حرب واغتيال لأنه في مواضع كثيرة يكون العطاء والتضحية وهذا بالذات ما قدمته في روايتي وبشكل أدق هو عطاء من أم لولدها وتخيل معنى الدم في هذه الحالة أي المواضع يأخذ.
ماذا عن العروض التي تقدمت لك فور صدور الرواية؟
الجواب الخامس: قل قبل نشرها ومن خلال صفحتي فقط جاءني عرض خارج الوطن ونحن بصدد التشاور ودراسته لكن أنا منهمكة أولا في نشرها لأبناء وطني أولا خاصة الشباب.
ليست متوفرة بالسوق أين يكمن الخلل ؟
ليس هناك أي خلل فبالإضافة إلى أنه ستبرمج عدة جلسات لتوقيع الرواية بإذن الله سيتم توزيع “حروف الدم” تدريجيا عبر كامل الوطن وسأعلن ذلك في صفحتي بحول الله.
لمن تقرأ بشرى من الروائيين الجزائريين والعالميين ؟
من الروائيين الجزائريين أنا بصدد القراءة في هذه الأيام لوافية بن مسعود والأكاديمي الأستاذ الرائع علاوة كوسة أما الروائيين العرب قرأت في صغري رائعة من روائع الأدب العالمي البؤساء لفكتور هيجو ورواية الأم لمكسيم غوركي، نجيب محفوظ، جبران خليل جبران والعديد من المؤلفات لأغاتا كريستي ...إلخ
من تكون بشرى الكاتبة والإنسانة؟
إنسانة بسيطة طموحة جدا لها أحلامها الخاصة تجاهد لتحقيقها والحمد لله بدأت بأول خطوة كم أنها تعمل كإطار في سلك الجمارك وبالمناسبة أحيي مديري وزملائي الذين دعموني بقوة وكانت ردود أفعالهم حول الرواية رائعة بعدما تصفحوها والأصدقاء وأخريين كثر لا أعرفهم مع حفظ الألقاب، أما عن الكاتبة ففي ذهني الكثير لأحققه بمشيئة الخالق بعد “حروف الدم “وبعد أن أسمع وأشاهد أصداءها خاصة وأن الكثيرين طلبوا مني التحضير لرواية ثانية وأتمنى أن تحقق ما حققته الأولى وتمس القضايا العالقة والمختبئة وراء خطوط عريضة باعتبارها الأدق والأخطر
كلمة أخيرة
ككل كاتبة شكرا لحروف الدم التي لم أتخيل أن تفتح لي هذا الباب الواسع للتعرف بكل هؤلاء الأشخاص أفكارهم أنماطهم وكذلك حلمي أن أرتقي بالرواية خاصة الجزائرية لأبعد الحدود ملبية بها أذواق الناس من خلال همومهم أوجاعهم وآهاتهم دون أن ننسى أن الكاتب هو جسر ممتد يحمل رسالة الشعب البسيط لمن يملكون القرار أو الحل أو حتى لمن في مقدورهم المساعدة وذلك بصحوة ضمير وأتمنى أن أكون أنا من خلال رواياتي بحول الله تلك اليمامة التي تحمل هموم العالم وتوصلها من خلال عباراتها وأحاسيسها
شكرا ألف شكر لجريدة الشعب التي فتحت لي هذا الفضاء الواسع.