طباعة هذه الصفحة

بوشوارب عقب جلسة عمل مع ممثل الشؤون الخارجية الفرنسي

إنجاز مركب للفوسفات والكبريت، وتقدم مفاوضات بيجو

جلال بوطي

تباحث، وزير الصناعة والمناجم عبد السلام بوشوارب، أمس، بفندق الاوراسي، مع ممثل الشؤون الخارجية لجمهورية فرنسا جان لويس بانكو، حيث أكد الطرفان على أهمية الشراكة الاقتصادية الثنائية التي تربط البلدين لاسيما المشاريع الإستراتيجية المبرمجة في مجال الصناعة، وهو ما أشاد به المسؤول الفرنسي الذي ثمّن إرادة الجزائر في تمتين العلاقات وتوفير مناخ استثمار مناسب.

أفاد بوشوارب عقب لقائه ممثل الشؤون الخارجية الفرنسية والوزير الأسبق في جلسة مغلقة عن اتفاق الطرفين على إنشاء مركب جديد للفوسفات والكبريت بولاية تبسة في إطار الشراكة الثنائية التي تجمع البلدين بالإضافة إلى أربعة مشاريع أخرى في مجال الصناعة تم برمجتها خلال هذا اللقاء، واصفا إياه بالهام في إطار دفع عجلة التنمية الاقتصادية لبلادنا مع الشريك الفرنسي.
وعن المشروع الذي ستكون أرضيته بولاية تبسة كشف وزير الصناعة أن الشركة الفرنسية ترولي وآير ليكيد هي التي ستتولى إنجاز المشروع الذي سيكون عبارة عن مركب لصناعة الفوسفات والكبريت، معلنا عن أربعة مشاريع تتولاها كبرى الشركات الفرنسية يتم دراستها حاليا ضمن لجنة الصداقة الجزائرية الفرنسية مستقبلا والتي قد تجتمع في 26 من أكتوبر القادم.
كما صرح بوشوارب في ندوة صحفية مشتركة مع الممثل الفرنسي أن المفاوضات بشان مصنع بيجو عرفت تقدما كبيرا ونتائجها قد تكون في الوقت القريب، مؤكدا أن الشريك الفرنسي طمأن بأن الجزائر ستحظى بهذا المشروع الاستراتيجي باعتبارها شريكا هاما في العلاقات الاقتصادية مشيرا إلى أن فرنسا تحترم الشروط التي وضعتها الجزائر في مجال الاستثمار ما يجعلها في صدارة الدول ذات الشراكة القوية.
وشرح وزير الصناعة ظروف تأخر المفاوضات بشان مشروع مصنع بيجو قائلا أن الأمر معقد وليس بالسهل في ظل المنافسة الكبيرة للدول الإفريقية التي ستحظى بمشروع مماثل وذكر منها إضافة إلى الجزائر المغرب وجنوب إفريقيا والنيجر، مضيفا أن مناخ العمل المناسب هو ما تسعى الشركة الفرنسية إلى توفيره وكذا تأطير المشروع.
وفي هذا الإطار أكد بوشوارب إرادة شركة بيجو للاستثمار في الجزائر مشيرا إلى أن الشركة تضع في الحسبان حالة الأسواق الدولية قبل الخوض في أي مشروع. وبخصوص المنافسة التي يطرحها الجار المغربي لاستمالة الشركة قال بوشوارب أن كل بلد له الحق في توفير المناخ المناسب وخلق المنافسة.
وأشار  وزير الصناعة إلى أن معظم المشاريع التي ستكون بين الجزائر وفرنسا ستعتمد على التكنولوجيات الحديثة في ظل اعتماد قاعدة 49/51 التي تتجاوب معها الشركات الفرنسية قائلا إن هذا ما جعلنا نفضل الشريك الفرنسي في المشاريع الاقتصادية التي تتوافق مع شروط الاستثمار.
من جهته أشاد جان لويس بانكو ممثل الشؤون الخارجية الفرنسي بمناخ الاستثمار في الجزائر بالنسبة للشركات الفرنسية التي أصبحت تظهر إرادة حقيقية في خلق مشاريع استثمار عملاقة، مشيرا إلى أن العلاقات الاقتصادية بين الجزائر وفرنسا تعرف تقدما كبيرا لاسيما في المجال الصناعي.
وقال ممثل شؤون خارجية فرنسا أن الجزائر تمثل شريكا استراتيجيا يحتاج إلى تطوير أكثر فأكثر على جميع الأصعدة، موضحا أن القطاع التجاري والصناعي يحظى باهتمام كبير من الجانب الفرنسي مؤكدا أن جلسة العمل مع وزير الصناعة شملت عدة اتفاقيات شراكة وتعاون على غرار قطاع البنى التحتية الذي تسعى المؤسسات الفرنسية للاستثمار فيه.
وفي هذا الخصوص قال جان لويس أنه تم الاتفاق على برمجة عدة مشاريع في قطاع النقل بالسكك الحديدية منها الاهتمام بالمترو والترامواي، إضافة للتطرق إلى التباحث حول مشاريع قطاع الصحة وكشف الممثل الفرنسي أن اجتماع اللجنة الجزائرية الفرنسية سيكون في 26 من شهر أكتوبر بباريس للتطرق إلى كل الاتفاقيات المبرمجة، في حين قال أن لقاء سيجمع الوزير الأول الفرنسي بالوزير الأول عبد المالك سلال في فيفري المقبل.