تنطلق اليوم بمدينة البليدة، الايام المسرحية حول أحد أعمدة المسرح والتمثيل المسرحي بالجزائر، الممثل الراحل “ محمد التوري “، وهي البادرة التي عزم المنظمون على انجاحها، واستعادة ذكريات وتاريخ المسرح بمدينة الورود من خلال شخصية “ التوري “، والتركيز على الخلفيات التاريخية لنشأة المسرح بواحدة من المدن المشهورة بهذا الفن الراقي .
الايام المسرحية، بحسب البرنامج المسطر، تمتد الى غاية يوم الجمعة القادمة، وجاءت في شكل عروض فنية مسرحية مسائية عائلية، يحتضنها المركز الثقافي بونعامة الجيلالي، تؤديها جمعيات مهتمة بهذا النوع الفني، قدمت من غرب ووسط وجنوب وشرق الجزائر الواسعة، حيث سيتخلل حفل الافتتاح تقديم أولا محاضرات وندوات، حول حياة الفنان محمد التوري، يقدمها الأساتذة نوال ابراهيم، والفنان المخضرم حميد رابية، والأستاذ عمر ركابي من البليدة، ليتم فتح المجال حول العروض المسرحية، أين تتشرف التعاونية الثقافية فن الخشبة لولاية سيدي بلعباس، بتقديم عرض مميز، يتحدث عن يوميات الشباب واهتماماتهم، يحمل عنوان “ بدون تأشيرة “، ليتواصل العرض في الأمسية الموالية مع تعاونية بذور الفن لولاية تيزي وزو، بتقديم عرض اجتماعي، يحمل عنوان “ المشعوذ “، وأما الجمعية الثقافية بن شنب للمسرح والموسيقى لولاية المدية، فاختارت موضوعا مميزا وعرضا تاريخيا، أراد أصحابه الخروج عن المألوف وتفضيل التميز بتقديم عرض لمسرحية فيها الفكاهة والحكم، يحمل عنوان “ ليلة القبض على جحا”، فيما فضلت جمعية المسرح لمدينة فوكة بولاية تيبازة، تقديم مسرحية اجتماعية، بعنوان: “أنا نية”، ليسدل الستار بتخصيص عائلة الفنان الراحل محمد التوري بتكريم مميز .
وعن مضمون الايام المسرحية واختيار شخصية محمد التوري بالتحديد، يقول أهل الاختصاص في فن المسرح، أن “ التوري “ يعتبر إرثا حيا في المسرح وشخصية فنية تعتبر طفرة لا تعوض، استطاعت أن تخلف ارثا فنيا ولو يسيرا، لكنه يحمل من المعاني والقيم التي كان يؤديها الفنان الراحل، مع مجموعة من أعمدة التمثيل المسرحي وحتى التلفزيوني، أمثال الراحلة “ كلثوم “ لعلاج واقع معيش وقتها في سنوات الثلاثينيات والاربعينات الى الايام الاولى من ثورتنا المجيدة ( توفي الفنان الراحل في العام 1959 عن عمر لم يتعد الـ 45 سنة)، بل أن الفنان ضمن أرمدة من الفنانين، استطاعوا حتى التطرق في تمثيلياتهم الفنية، الحديث عن مواضيع اجتماعية، يعتقد البعض أنها مواضيع الساعة، مثل المسرحية الرائعة “زواج بالتيليفون”، وهو ما يعترف به أحد قدماء ومؤرخي المنطقة يوسف أوراغي “ لـ “ الشعب “، حيث يقول بأن “ التوري “ يعتبر طفرة تاريخية في التمثيل المسرحي، ومرجعية في الأداء الفني المميز، سيظل اسمه خالدا بين شوامخ الشخصيات التي أثرت وصنعت تاريخها بيدها في جزائر التاريخ والحضارة.