اشتكى عدد من سكان دواوير بلدية الحسيان التابعة لدائرة عين النويصي في ولاية مستغانم، من تزودهم بمياه شرب ذات رائحة كريهة، و قد أبدى هؤلاء السكان تخوفهم من أن يعود تغير ذوق المياه و رائحتها الغريبة إلى مشكل في الشبكة الرئيسية لتوزيع مياه الشرب و تعرضها لحالات اختلاط المياه جراء التسربات، و ذكر السكان في رسالة استلمت « الشعب » نسخة عنها، أن المشكل طرح مؤخرا و لم تعد المياه العذبة تصل لحنفياتهم، فأصبحوا يقتنون المياة المعدنية المعبأة في القارورات أو من خلال الصهاريج المتنقلة التي تقتني المياه من أبار السقي الفلاحي بالمنطقة بأثمان باهضة، حيث أصبح الوضع على حد رسالة سكان بلدية الحسيان بعين النويصي يعكر يوميات هذه المنطقة الفلاحية الهادئة و المعروفة بمياهها العذبة التي توفرها عدة أبار، والتي تعد في الأساس أصل تسمية البلدية بـ « الحسيان « ذات طبقة المياه الجوفية الثرية.
في الموضوع، تحدث مصدر مسؤول من مصالح الجزائرية للمياه بمستغانم لـ»الشعب»، أن المشكل راجع إلى تغيير نمط تمويل سكان المناطق الواقعة في جنوب الولاية، من مياه محطة التحلية بـ»السوناكتير» التي تشرف على تسييرها الجزائرية للمياه ، إلى نمط التمويل بمياه الماو انطلاقا من سد عجيسة بعين تادلس، في حالات الصيانة و الأعطاب أو في حالة استدراك النقص في التمويل بمياه الشرب، موضحا أن كلا المصدرين يوفران 90 بالمئة من المياه للمنطقة، و أضاف مصدر» الشعب» ، أن مياه الماو تحتاج إلى معالجة خاصة بالفحميات النشطة و الباهظة الثمن، بدليل أن محطة معالجة المياه لسد العجيسة، تستعمل تقنيات للمعالجة البكتريولوجية لمياه الشرب، غير أن الأوحال والرواسب تمتص مادة الكلور، حيث لا يتم اكتشافه خلال عملية التحليل البكتريولوجي لماء الشرب، هذا الأخير طرحه سكان قرى بلدية الحسيان، مؤكدين من خلال تقارير مكتب الصحة للبلدية أن مياه الحنفيات تخلو من مادة الكلور، أما مصادرنا فقد طمأنت السكان أن المياه صالحة للشرب ولا خطر على السكان من تناولها، بحجة أنها تخلو من العناصر الملوثة للمياه كما تخلو من مادة الكلور.
من جهته رئيس بلدية الحسيان بعين النويصي في ولاية مستغانم، بغداد مختار، في حديث لـ»الشعب» ، لم ينف صحة الانشغال الذي جاء في رسالة السكان، موضحا أنه وفق إتفاقية عمل تم سحب تسيير شبكة توزيع المياه من مصالحه و تحويلها للتسيير من طرف الجزائرية للمياه، حيث استفادت هذه الأخيرة من عدة مشاريع لتمويل المنطقة بمياه الشرب انطلاقا من محطة سوناكتير لتحلية مياه الماو، إضافة إلى مياه الماو الذي تسيره مؤسسة «سيور».