طباعة هذه الصفحة

رافع من أجل حوار جدي بمشاركة كل القوى الفاعلة

بلعيد: آثار الأزمة الاقتصاديــة تفـرض عمل استشرافي لتحسين التسيير المؤسساتي

سعاد بوعبوش

على المعارضة أن تتحول الى قوة اقتراح حلول
دعا رئيس جبهة المستقبل عبد العزيز بلعيد المواطنين للتكاتف وتشكيل جبهة موحدة  لحماية الجزائر من المخاطر المحدقة بها نتيجة آثار الأزمة الاقتصادية تحت مسميات مختلفة كالإرهاب الدولي، تفكك النسيج الاجتماعي المساس بأمن وسلامة التراب الوطني والفساد، الرشوة وسوء التسيير، والعمل معا لإبقاء الجزائر واقفة في مواجهة كل التحديات الخارجية.

أكد بلعيد في كلمة افتتاحية لأشغال الطبعة الثالثة للجامعة الصيفية لجبهة المستقبل  بقرية الفنانين بزرالدة بحضور سفير جمهورية فلسطين  بالجزائر، أن المؤشرات والتحاليل الاقتصادية توضح أن بلادنا على مرمى أزمة مالية وشيكة ستؤثر على مؤشرات التنمية الوطنية والقدرة الشرائية للمواطن، ما يستدعي حسبه إشراك الجميع والبحث عن مصادر بديلة بإحياء قطاعات أخرى كالفلاحة والصناعة التحويلية والسياحة التي تعد مصدر اقتصادي واعد و منبع لا ينضب للعملة الصعبة إلى جانب تنمية وترقية الموارد البشرية لأن الحزب يؤمن باقتصاد الإنسان وليس المحروقات .
وألح  بلعيد على اتخاذ التدابير وخلق الظروف الملائمة لمواجهة المخاطر المحدقة، خاصة في ظل تدهور الوضعية الأمنية في الساحل الصحراوي التي تدعوا للقلق في ظل تفكك الدولة الحقيقية بليبيا وعجز تونس على تحقيق الأهداف المرجوة بسبب نقص الموارد البشرية.
وأكد بلعيد أن الحوار الجدي و الحقيقي هو ما رافع عليه الحزب في عدة محطات و في سياساته التحكيمية و لهذا دعم السلطة في خيار الحوار في حل الأزمات ، لكن لابد أن يتبع  بأمور أخرى كأخلقة الحياة السياسية و تشجيع إطاراتها السامية و حمايتها من مختلف الممارسات و الضغوطات السلبية من لوبيات المال الوسخ.
وبخصوص المشاكل الداخلية على غرار أحداث غرداية و عين صالح قال ذات المتحدث  أن الخيار الأمني ليس السبيل الوحيد لمعالجتها  لأنه من شأنه أن يقود إلى إطلاق العنان للتعصب والتطرف والعنف، ويبقى الحوار والاستماع لصوت الآخر هو الحل للوصول إلى وضع رؤية استشرافية تعكس و تترجم مشاركة كل الجهات الفاعلة بعيدا عن التكتلات التي تخدم المصالح الضيقة و تحويل الرأي العام الجزائري إلى متاهات، معربا عن رفضه الدخول في الصراعات الهامشية.
وحسب رئيس جبهة المستقبل  فإنه لمواجهة التحديات يجب تفعيل الاتصال بين الأحزاب والقوى السياسية الأخرى للوصول إلى حوار حقيقي، مشيرا إلى أن المبادرات السابقة فشلت بسبب تدخل حسابات ضيقة لبعض المجموعات والتكتلات والأشخاص بشروط مسبقة ما أدى إلى إجهاضها في بداياتها.
وحسب بلعيد السلطة هي الوحيدة القادرة على فتح حوار حقيقي لأنها تمتلك كل مقاليد نجاحه و بإشراك المعارضة هذه الأخيرة المطالبة بالرقي بنشاطها وتحولها إلى مقترح الحلول، باعتبارها شريكا للسلطة ونفس الأمر بالنسبة للأحزاب التي هي الأخرى شريك في الحياة السياسية حتى و لو كان هناك اختلاف في الأفكار والرؤى.
وأكد المتحدث أن جبهة المستقبل لن تكون أبدا أداة تخريب في استغلال الأزمة الاقتصادية وعلى السلطة اعتبارنا شريكا حقيقيا في الحياة السياسية، وعلى باقي الطبقة السياسية أن تقوم بذلك ولكن للأسف غابت لديها الفطنة وراحت تلعب ورقة المزايدات السياسوية وتخلق جدلا عقيما واتجهت إلى توظيف واستغلال المطالب الشرعية للمواطنين لأهداف تخدمها أو تخدم الجماعات الضاغطة.
من جانبه وجه سفير جمهورية فلسطين بالجزائر لؤي محمود طه عيسى رسالة تحسيسية بما يحاك ضد الأمة العربية والإسلامية ما جعلها تغرق في الظلماء التي للأسف لم تعرف كيف تتعاطى مع مختلف المسائل التي تواجهها وتضع الأولويات، داعيا إلى حماية الجزائر التي هي أمانة فلسطين في أعناق الجزائريين لأنها الوحيدة التي مازالت واقفة في مواجهة مخطط تقسيم المقسم.