خلفت الأمطار المتساقطة في الـ 24 ساعة الأخيرة بعدة بلديات وأحياء في ولاية البليدة، تسربات لأكثر من 30 مسكنا، وعيادة طبية بموزاية، وصل ارتفاع منسوبها إلى حدود الـ 1,5 متر، فضلا عن وقوع حادث مروري بالطريق الوطني رقم 1 نحو المدية، أزّم من حركة السير المروري لمدة قاربت الساعتين.
وتدخل والي البليدة بوزغدي عبد القادر، وأصدر على هامش الزيارة التفقدية لدائرة العفرون إلى الغرب، تعليمات مستعجلة إلى رؤساء البلديات، للاهتمام بخطر كارثة الفيضان، وضرورة العناية بمجاري صرف مياه الأمطار وضرورة تنقيتها، تفاديا لوقوع فيضانات غير متوقعة خلال الأيام القادمة.
وغمرت مياه الأمطار شوارع مدينة البليدة وبوعرفة في الجنوب، الشفة، موزاية والعفرون بالخصوص، وحولتها إلى مجاري، عطلت من حركة السير، وجرفت معها الأوساخ والأتربة والحجارة، فيما عانى سكان بحي بن عاشور الآهل بأكثر من 15 ألف نسمة، من فيضان المياه وتسربها إلى داخل المساكن، وهو الحال بحي بني عزة الفوضوي، كما تسربت مياه الأمطار المتساقطة أيضا إلى داخل قاعة الولادة بعيادة موزاية الطبية، ومساكن هشة بحي الاسكندرية بسيدي عبد القادر وسط مدينة البليدة، أجبرت رجال الإنقاذ والحماية المدنية على التدخل لضخ المياه المتسربة نحو الخارج، وإلى الطريق الوطني رقم 1 المؤدي إلى المدية وولايات الجنوب، خلف حادث مرور خطير بين شاحنتين نصف مقطورتين، أزمة مرورية خانقة استمرت نحو ساعتين من الزمن، بقي أصحاب المركبات محتجزين إلى غاية إزالة الشاحنتين، ومن حسن الحظ لم يخلف الحادث خسائر في الأرواح، سوى أضرار مادية، كما شهدت عدة أحياء انقطاعات في التيار الكهربائي استمر في بعض المناطق لنحو 10 ساعات كاملة، كانت الرياح السبب الرئيس في انقطاعها.
وبحي السواكرية وماية وكلاريا والزوقاري في مفتاح، احتج أولياء تلاميذ، بمحيط تجمع مدرسي، لمطالبة المسؤول الأول عن الجهاز التنفيذي بالولاية، بالتدخل لأجل الوقوف على حجم معاناة أبنائهم خلال فترة دراستهم، حيث بيّن ممثلون عنهم لـ «الشعب»، أن الطرقات الموحلة في أيام التساقط، والترابية خلال أيام الصحو والجو المشمس، تتحول إلى كابوس بالنسبة لهم، أجبرتهم وتجبرهم في العديد من المرات على منع أبناءهم من الخروج والسير عبر تلك الطرقات والأزقة، التي تتحول إلى ما يشبه البرك العائمة، وهم اليوم يكرّرون طلبهم في تعبيد تلك الطرقات وتهيئة أحيائهم الشعبية، لإنقاذهم من مظاهر التخلف.