قررت برلين تخصيص ثلاثة مليارات يورو لمساعدة الولايات الاتحادية والمجالس المحلية للتكفل بالعدد القياسي للمهاجرين الذين وصلوا ألمانيا حسب ما أعلنه الائتلاف الحاكم في بيان له، كما تعتزم الحكومة تخصيص ثلاثة مليارات يورو أخرى لإعانات طالبي اللجوء، ووافق الائتلاف الحاكم بقيادة «ميركل» على سلسلة من التدابير مثل التعجيل بإجراءات اللجوء وتسهيل بناء ملاجىء للمهاجرين.
فتحت ألمانيا أبوابها للاجئين السوريين وسط تحفظ أغلب شركائها في الاتحاد الأوروبي وتحذيرهم لها من تداعيات هذه الموجة على مستقبل القارة وذلك بتجميدها تطبيق إتفاقية «دبلن» بقرار مكتب الهجرة واللاجئين وقف إجراءات ترحيل اللاجئين السوريين إلى الدول التي سبق أن دخلوا إليها.
وتستعد ألمانيا لاستقبال 800 ألف لاجىء ومهاجر وهو رقم مضاعف بأربع مرات عما استقبلته العام الماضي، وكانت «ميركل» قد أكدت أن بلادها يمكنها تدبر أمر اللاجئين في العام الحالي من دون زيادة للضرائب وقد فاقت تكلفة استقبال اللاجئين في ألمانيا 10 مليار يورو حسب صحيفة فرانكفورت.
وكان 8 آلاف مهاجر دخلوا ألمانيا السبت الماضي على متن القطارات والحافلات قادمين من المجر عبر النمسا وصولا إلى ميونيخ، وقد أحصت الشرطة عصر أمس وصول 14 ألف مهاجر من النمسا معظمهم سوريون فارون من الحرب الأهلية ببلادهم.
كرم الضيافة الألماني للاجئين السوريين عامل إنساني لم يقم به بهذا الحجم لا العرب ولا المسلمون رغم إمكانياتهم اللامحدودة.
غير أن ألمانيا لم تنجو من الانتقادات حيث يرى خبراء دوافع أخرى لها تجاه اللاجئين منها سبب يتمثل في محاولة ضخ دماء جديدة في مجتمع يعاني من حالة شيخوخة مزمنة لم تفلح معها إجراءات الحكومة في الحد منها بتشجيع زيادة النسل ورفع معدل الولادات، كما أن لألمانيا أقوى اقتصاد في أوروبا وبحاجة إلى يد عاملة تفوق المليون ونصف خلال السنوات القادمة كما أكدته تقارير ألمانية.
كما اتهمت «مارين لوبان» المتطرفة ألمانيا بالسعي لاستعباد المهاجرين وطالبي اللجوء قصد تشغيلهم بأبخس الأثمان أمام مناصريها أول أمس الأحد مشيرة إلى أن فرنسا ليست لديها الوسائل أو الرغبة لفتح أبوابها «لتعساء العالم»وعلى خلافها يؤكد الرئيس «هولاند»تأييده لميركل حيث كتبا خطابا مشتركا موجها لزعماء الاتحاد الاوروبي للدعوة لإيجاد آلية لتوطين المهاجرين في جميع دول أعضاء الاتحاد، كما خرج أول أمس الآلاف في مسيرات بباريس ومدن فرنسية أخرى تضامنا مع المهاجرين وطالبي اللجوء كما أبدى الرئيس الفرنسي السابق ساركوزي تأييده إنشاء مراكز إيواء للاجئين مقترحا شمال إفريقيا وصربيا وبلغاريا مواقع لهذه المراكز.
أما رئيس الجمعية الوطنية الفرنسية «كلود بارتلون»فقد اعتبر أزمة المهاجرين الذين يفرون من الأزمة الدموية في سوريا وراء إقدام فرنسا على تغيير إسترتيجيتها معتبرا مسألة استقبال المهاجرين مسألة شرف لفرنسا.
إن رحلات الموت التي يخوضها اللاجئون الفارون من مناطق الحرب حركت المشاعر في العالم سيما بعد غرق الطفل «ايلان الكردي» في أحد قوارب الموت، ما أثار موجة تعاطف وتضامن مع هذا السيل البشري من اللاجئين.
وتبقى مسألة اللاجئين قضية إنسانية وبشرية مسؤولية الجميع.