طباعة هذه الصفحة

بعد قيادته “الخضر” لتحقيق ثالث انتصار خارج الديار

غوركوف يعادل رقم هاليلوزيتش ويطمح للمزيد

عمار حميسي

كسب مدرب المنتخب الوطني رهان مباراة ليزوتو لصالحه رغم الهفوات التي مر بها لكن الأمر الإيجابي هو ترسيخ ثقافة الفوز خارج الديار التي زرعها البوسني هاليلوزيتش وحصدها غوركوف.

عادل غوركوف رقم البوسني هاليلوزيتش في عدد المباريات التي فاز بها خارج الديار بعد الفوز المحقق في ليزوتو ..علما أن هاليلوزيتش قاد “الخضر” لتحقيق الانتصار في ثلاث مباريات خارج الديار في البنين ورواندا وأمام ليبيا في المغرب.
و قاد غوركوف “الخضر” لتحقيق الانتصار في ثلاث مباريات خارج الديار الأول في إثيوبيا والثاني في بلانتير أمام مالاوي والثالث في ليزوتو وهو ما يؤكد مواصلة غوركوف ترسيخ ثقافة الفوز خارج الديار في أذهان اللاعبين الذين كانوا من قبل يطمحون للعودة بنقطة فقط أو الانهزام بأخف الأضرار .
ومن الممكن أن يتجاوز غوركوف رقم سابقه هاليلوزيتش خلال مواجهة الدور التمهيدي لتصفيات كأس العالم التي سيلعبها المنتخب في نوفمبر أمام الفائز من مباراة تنزانيا ومالاوي حيث ستكون بلانتير أو دار السلام شاهدا على تفوق غوركوف في أدغال إفريقيا.
اقتنع التقني الفرنسي أن الكرة الإفريقية لها خصوصياتها والتي تختلف عن مثيلاتها في أوروبا والتي تعتمد على اللعب التكتيكي والاختراق عن طريق الكرة لكن الأمر مختلف على المستوى الإفريقي .
ولاحظ الجميع كيف قام التقني الفرنسي بتغيير خطة اللعب من الاعتماد على التمريرات القصيرة والاختراق من الوسط إلى الاعتماد على الكرات الطويلة.
ويبدو أن درس كوت ديفوار في ربع نهائي “الكان” كان قاسيا على غوركوف الذي تأكد أنه خسر تلك المباراة لتمسكه بخياراته التكتيكية بمحاولة دخول منطقة الخصم وهو خطأ استراتيجي حرمه من التأهل لنصف النهائي.
من جهة أخرى أثبت غوركوف قوته التكتيكية وقراءته السريعة للعب من خلال التغييرات التي قام بها بتغيير مراكز اللاعبين وهو ما أربك دفاع المنافس الذي كان يعتمد على المراقبة اللصيقة.
دفاع المنطقة لا يناسب “الخضر”
من النقاط السلبية التي توجب الوقوف عندها هي الأخطاء الدفاعية التي تتكرر في كل مرة مما يفتح الباب أمام التساؤل عن الحلول الممكنة ويبقى الأكيد أن طريقة اللعب التي يعتمد عليها غوركوف على مستوى الدفاع لا تناسب المنتخب.
يفضل غوركوف الاعتماد على طريقة دفاع المنطقة رغم عدم توفر تعداد “الخضر” على لاعبين يحسنون تطبيق هذه الطريقة مما يؤدي لتلقي المنتخب لأهداف هو في غنى عنها خاصة عندما تكون قاتلة .
وتعتمد معظم المنتخبات الإفريقية على اللعب المباشر الذي يبقى العدو الأول لدفاع المنطقة ويتذكر الجميع كيف خسر المنتخب مباراته أمام غانا في “كان” 2015.
من ناحية أخرى يواصل غوركوف سياسة عدم الاعتماد على لاعب ارتكاز يقوم بكسر هجمات المنافس وهو الدور الذي كان يقوم به مهدي مصطفى وكارل مجاني .
وظهرت عدة ثغرات في الوسط بسبب هذا الأمر فتايدر لاعب يدعم الدفاع ويساند الهجوم بالكرة فقط ورغم مستواه الجيد إلا انه لا يستطيع القيام بدور لاعب الارتكاز الذي تبقى خصوصيته كسر الهجمات وتغطية الوراقين في حال صعود زفان أو غولام إضافة إلى مساندة الدفاع .
تعويض بريسكي أصبح أكثر من ضروري
ظهر جليا غياب المحلل عن طريق الفيديو سمير بريسكي الذي غادر طاقم المنتخب والتحق بالبوسني وحيد هاليلوزيتش في منتخب اليابان خاصة أن دوره كان كبيرا في تحليل أداء المنافسين .
ويبقى الملاحظ هو اضطرار غوركوف لإجراء تغييرات تكتيكية في المباريات ليس لترجيح كفة المنتخب وإنما لتصحيح خطا موجود مما يؤكد وجود خلل في تحليل طريقة لعب المنافسين ودراسة نقطة قوتهم وضعفهم وهو ما يساعده على وضع التشكيلة المناسبة .
وظهر جليا أن غوركوف أخطا في التشكيلة التي بدا بها مباراة ليزوتو من خلال الاعتماد على سليماني وحيدا في الهجوم والبحث عن الاختراق من الوسط.ويقوم غوركوف بمهمة تحليل نقاط قوة وضعف المنافسين بنفسه إلا أن هذا الاختصاص تطور كثيرا وأصبح تواجد محلل فني عن طريق الفيديو أمرا ضروريا في المنتخبات والأندية الناجحة وهي من الإيجابيات التي أتى بها التقني البوسني وحيد هاليلوزيتش للمنتخب.