اليوم وبدءا من الساعة الثامنة صباحا يكون مواطنو بلدية الجزائر الوسطى على موعد مع إيداع ملفات الجواز السفر البيومتري بالمصلحة الجديدة المجاورة لبناية إستخراج وثائق الحالة المدنية والتي أعيد ترميمها وتهيئتها وفق المهام المخولة لها.
كانت الساعة تشير إلى الـ١١ صباحا عندما دخلنا إلى مصلحة الجواز البيومتري رفقة السيد قاضي حميد مسؤول هذا الفضاء لنكتشف جوا مهنيا خاصا ومميزا في وسط الأعوان المكلفين بهذه الخدمة «خلية نحل» كل واحد في مكتبه ينتظر الشروع الرسمي في استصدار هذه الوثيقة بعد أن تلقوا تكوينا متوسط المدى بدائرة سيدي امحمد.
ويلاحظ في عين المكان أن كل شيء جاهز ببلدية الجزائر الوسطى سواء تعلق بالجوانب المادية أو البشرية زيادة على أن هناك اهتمام استثنائي بهذه المصلحة.. وهذا بالسعي لإنجاحها مهما كلف الأمر لأنها تجربة تستحق كل الإشادة والتنويه وهذا عندما نقلت من الدائرة إلى البلدية وهذا في حد ذاته مكسب عظيم بالنسبة للمواطن في انتظار تعميم التجربة على باقي البلديات الأخرى عقب الإقرار بنجاح «النموذج» في عينات من مجالس العاصمة.
ولا يكلف مسار إنجاز الجواز البيومتري عناءا كبيرا أو ثقيلا في امتداداته الإدارية بل أن ما سجلناه في المصلحة يندرج في إطار العمل الجبار والنوعي الذي تقوم به وزارة الداخلية والجماعات المحلية من أجل التخفيف على المواطن من أعباء البيروقراطية المتعبة التي كانت معششة في هذه المصالح عندما كان كل شيء يدون بالقلم.
الإعلام الآلي أو الرقمنة اختصرت المسافات واختزلت الوقت في زمن لا يتعدى دقائق يودع المعني ملفه دون أي عناء أو كثرة الكلام والحديث مع الأشخاص، بل أن الآلة التي نصبت عند مدخل المصلحة هي التي تمنحك وصل الإيداع ولتفادي أي إشكال في احترام دور كل واحد فإن الرقم الذي بحوزتك تسمعه مباشرة في مكبر الصوت لتسلم الوصل لأحد الأعوان الذي يتسلم بدوره منك الملف.. يمرره مباشرة إلى جناح خاص بالتدقيق في مدى صحة المعطيات الواردة فيه، ثم ينقل مباشرة إلى جهاز آخر وهو المرحلة النهائية، إما يقبل الملف إما ينادى على صاحبه لإخباره بالإشكال الذي طرأ عليه.
وإذا تمت الموافقة على الملف يطلب من صاحبه تغيير مكانه وهذا بالذهاب إلى مربع الكراسي المقابل لغرفة أو مكتب التصوير الذي يتوفر على آلة لأخذ الصور والبصمات، والتوقيع الإلكتروني.
وهنا يتفضل بالإجراءات المطلوبة في هذا الشأن.. ثم ينتظر التواصل معه عبر الرسائل القصيرة قصد دعوته لسحب جوازه وفي نفس الآلة الخاصة بالإيداع هناك إطار ضوئي مكتوب عليه «سحب» رفقة رقم الدور وتاريخ ذلك اليوم.
ونسجل في هذا الإطار أن عملية إستخراج الجواز البيومتري قطعت شوطا معتبرا بالنظر إلى الإمكانيات التكنولوجية المسخرة له وهو التحدي الذي رفعته وزارة الداخلية والجماعات المحلية.
وتوافد كثير من المواطنين منذ الصباح على هذه المصلحة للاستفسار حول العديد من المسائل التي تخص هذه الوثيقة مبدين ارتياحهم لهذه المبادرة التي أقدمت عليها السلطات العمومية في تجنيب الناس المتاعب التي اعتادوا عليها عندما كان الإيداع والسحب من الدائرة.
كما أن إقرار وزارة الداخلية والجماعات المحلية بتوسيع صلاحيات رؤساء البلديات أو تحويل مهام أخرى لصالحهم يعزّز هذا الإتجاه.. بدأت أولى المؤشرات بهذه الوثيقة الأساسية ريثما تصل الأخرى في وقتها المناسب.. هذا ما صدر عن لقاء الحكومة بالولاة.