اتخذ الرئيس الصيني شي جين بينغ من الاحتفالات المخلدة للذكرى الـ70 للانتصار على الفاشية، محطة للحديث عن سياسة البلد الآسيوي الخارجية، قيمها، مبادئها وتطلعاتها مرافعا من أجل السلام في محيط دولي متقلب مضطرب.
وقال الرئيس في الاحتفالية التي شارك فيها عبد القادر بن صالح رئيس مجلس الأمة ممثلا لرئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة، أن انتصار الصين فتح آفاقا مشرقة للتجدد والتقويم والمساهمة في ترسيخ ثقافة السلم والمحبة بين مختلف شعوب المعمورة التواقة لها آخذة من تجارب الحروب درسا ومرجعية لعدم تكرار المأساة.
وأضاف الرئيس «إن تجربة الحرب تجعل للسلام قيمة عند الناس والهدف من احتفالنا بالذكرى الـ70 لانتصار الصين المقاوم على العدوان الياباني والحرب العالمية ضد الفاشية هو أن نأخذ التاريخ في الاعتبار من أجل السلام.. التحيز والتمييز والكراهية كلها تنتهي بالمآسي والحرب والمعاناة. الاحترام المتبادل والمساواة والتنمية السلمية والرضى المشترك تمثل الطريق الصحيح الذي يجب اتخاذه».
وتتقاسم الكثير من الدول مع الصين هذه المبادئ والقيم لا سيما الجزائر التي خاضت حربا تحريرية ضد استعمار فرنسي استيطاني ظل يردد على الملأ مغالطات عن الأمة الجزائرية وحضارتها العريقة الضاربة في أعماق التاريخ.
أكد هذا الطرح ممثل رئيس الجمهورية في احتفائية بكين، التي خرجت على المألوف وكسرت المركزية الغربية التي ظلت على الدوام تعطي تفسيراتها لمجريات الحرب العالمية، وتؤرخ لها من وجهة نظرها، معتبرة الانتصار من صنع «الحلفاء» وحدهم الذين احتكروا القرار الدولي ووضعوا قبضتهم على الدبلوماسية الدولية دون القبول بإشراك الآخر النامي وتقاسم معه وظيفة حفظ السلام والأمن رافضين كل مبادرة لدمقرطة العلاقات الدولية وما تشمله من مسعى توسيع عضوية مجلس الأمن.
أكد بن صالح الذي كانت له لقاءات مكثفة مع ممثلي الدول المشاركة في ذكرى الانتصار موقف الجزائر المتجاوب مع سياسة الصين الخارجية، واستعدادها الدائم لتوسيع التعاون الثنائي تطبيقا لاتفاق الشراكة الاستراتيجي الموقع بين البلدين عام 2014 وكذا الاتفاقات الموقعة لاحقا.
ليس بمفاجأة أن تدعم الجزائر الوفية لمبادئ سياستها الخارجية المستمدة من مرجعية نوفمبر المدعمة لحركات التحرر والقضايا العادلة وعدم التدخل في الشؤون الداخلية، مبادرة الرئيس الصيني شي جين بينغ حول إنشاء الحزام الاقتصادي لطريق الحرير وطريق الحرير البحري للقرن الـ21. وتعمل على إنجاحها بالتنسيق مع الشريك الصيني في إطار منتدى التعاون الصيني العربي ومنتدى التعاون الصيني الافريقي عام 2006 الذي شارك فيه رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة.
ليس بجديد أن تحظى مشاركة بن صالح في احتفائية بكين بهذا الاهتمام لدى الصين التي ترافق الجزائر في البناء والإنماء عبر شراكة تقاسم الأرباح والأعباء وتنفذ مشاريع استثمارية انتزعت صفقاتها عن جدارة واستحقاق. هي مشاريع يتصدرها قطاع السكن، الأشغال العمومية والاتصالات التي احتلت الأولوية في البرامج الخماسية.