تعميم التعليم التحضيري لكل الولايات
يلتحق، اليوم، أزيد من 8 ملايين تلميذ في الأطوار التعليمية الثلاثة (ابتدائي، متوسط وثانوي) بمقاعد الدراسة عبر كامل التراب الوطني، يؤطرهم أكثر من 400 ألف أستاذ. وسيكون الدرس الافتتاحي «التضامن بكل أبعاده». وتعطي وزيرة التربية الوطنية نورية بن غبريط إشارة الانطلاق الرسمية للدخول المدرسي 2015/ 2016 من سكيكدة، كما سيتم التركيز هذه السنة على انتهاج أسلوب الترشيد والعقلنة في تسيير واستعمال الموارد المادية والبشرية في ظرف صعب يميزه تراجع أسعار البترول.
أكدت بن غبريط ان الدخول المدرسي سيكون هادئا نظرا لروح المسؤولية والوعي الكبير الذي تحلّت به النقابات العشر في اجتماعها مع الوزارة، نهاية شهر أوت الماضي، كما عبّرت عن إلتزام الوزارة بتحقيق أهم المطالب التي تضمنتها المحاضر الرسمية للاجتماعات مع النقابات والتي وقعت في شهر مارس ومن بينها تنظيم امتحان مع الدخول المدرسي لترقية 45 ألف أستاذ في الأطوار التعليمية الثلاثة والتحويل التلقائي للمناصب لترقية الأساتذة الذين كانوا آيلين للزوال.
حسب أرقام وزارة التربية، يلتحق أكثر من 4 ملايين تلميذ بالطور الابتدائي، وأزيد من 02 مليون تلميذ بالطور المتوسط، أما الطور الثانوي فسيلتحق به أكثر من مليون تلميذ يؤطرهم أزيد من 400 ألف أستاذ، وللتذكير فإن عدد الهياكل القاعدية الجاهزة للتمدرس قدرت بـ 25.946 مؤسسة تربوية، منها 18.350 ابتدائية و5.346 متوسطة و2.250 ثانوية.
وتراهن الوزارة، على ضمان حسن سير السنة الدراسية على المواطنة والإنصاف والنوعية، كما تحرص على تنفيذ جملة من الإجراءات البيداغوجية من خلال الاهتمام بالطور الابتدائي، والتركيز على تعميم التعليم التحضيري على مستوى كل الولايات لغاية سنة 2017. ما يميز الدخول المدرسي الراهن هو توسيع تدريس اللغة الأمازيغية إلى 20 ولاية، والاهتمام باللغة العربية والرياضيات إلى جانب اللغات الأجنبية.
وموازاة مع ذلك، سيتم خلال هذا الدخول المدرسي عقلنة تسيير الزمن المدرسي من خلال تطبيق 32 أسبوعا على الأقل من النشاط الفعلي، وترقية شعب الرياضيات وتقني رياضي وتشجيع إنشاء جمعيات أولياء التلاميذ على مستوى جميع المؤسسات التربوية.
أما فيما يخصّ الكتاب المدرسي، سيكون هناك كتاب موّحد للنشاطات العلمية وآخر للنشاطات اللغوية والاجتماعية، حيث قام الديوان الوطني للمطبوعات المدرسية بطبع 55.500.000 نسخة تضم 167 عنوانا للموسم الدراسي 2015-2016، في حين سيستفيد حوالي 4 ملايين و300 ألف تلميذ من مجانية الكتاب المدرسي.
كما تم إدراج لأول مرة كتاب التعليم الآلي خاص بتلاميذ الطور الثانوي، والذي سيتم تعميمه مستقبلا على كافة الأطوار التعليمية، وستعكف الوزارة الوصية على تكوين كل الفرق التربوية من أساتذة، مفتشين ومدراء.
وفي هذا الإطار، سيتضمن الكتاب المدرسي نصوصا لأكبر عدد ممكن من المؤلفين الجزائريين، فضلا عن ترسيخ ثقافة زيارة المعالم التاريخية تجسيدا للاتفاقيات الموقعة مع وزارة الثقافة، وهذا من أجل ترسيخ الإنتماء إلى الهوية الجزائرية، كما تسهر الوزارة الوصية على إيجاد حلول لمشكل الإكتظاظ في الأقسام من خلال إدراج إمكانية اللجوء إلى نظام الدوامين والاعتماد على الأقسام المتنقلة في بعض الولايات، والأقسام متعددة المستويات.
مضاعفة أقسام ذوي الاحتياجات الخاصة
ولضمان تمدرس الأطفال ذوي الإحتياجات الخاصة، تعتزم وزارة التربية الوطنية وبمساهمة وزارة التضامن الوطني مضاعفة عدد الأقسام الخاصة بالأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة، كالمصابين بالتوّحد والصم البكم، حيث يوجد حاليا 142 مؤسسة تربوية موزعة عبر 22 ولاية فتحت أقسام داخل المؤسسات التربوية لهذه الفئة، وعدد المتمدرسين المصابين بمرض التوحد بلغ 1236 طفلا.
وتجدر الإشارة إلى أن موقع وزارة التربية الوطنية، قدم منشور للسنة الدراسية 2015-2016 يرتكز على مواصلة تجسيد العمليات المتعلقة بالتحوير البيداغوجي، انتهاج أسلوب الترشيد والعقلنة في تسيير واستعمال الموارد المالية والمادية والبشرية المتاحة، وكذا دعم الاحترافية لدى موظفي قطاع التربية الوطنية، قصد ضمان أحسن استئناف لنشاطات الهيئة التربوية بالمقارنة مع السنوات السابقة.
علاوة على تعزيز سياسة الحكومة في مجال تحسين الخدمة العمومية في قطاع التربية الوطنية، ومواصلة تعزيز قدرات القطاع في مجالات هياكل الاستقبال والتأطير التربوي والإداري ودعم التمدرس، وذلك بمنح الأولوية للمناطق الجغرافية الأكثر احتياجا عند توزيع الموارد، ذلك لتحقيق الإنصاف وتكافؤ الفرص والحد من الفوارق بين ولايات الوطن وداخل الولاية نفسها.