طباعة هذه الصفحة

الشعب تنقل آراء من صنعوا الحدث بمعسكر

معركة المناور الكبرى ملحمة صنعها المجاهدون

معسكر : أم الخير . س

أحييت ولاية معسكر أمس، الذكرى 58 لمعركة المناور الكبرى التي وقعت في 5 سبتمبر 1957 بجبل المناور شرق إقليم الولاية، حيث سطرت السلطات الولائية بمناسبة هذه الذكرى التاريخية، برنامجا ثريا تم من خلاله التركيز على القيمة التاريخية للمناسبة، وإعطائها صفة التواصل بين جيل الثورة، وجيل الشباب الذين حضروا بدورهم الذكرى على غرار كل سنة، بتنظيم معارض للصور التاريخية، و إقامة استعراضات فلكلورية و مسابقات فكرية و رياضية ، حيث تم تكريم المتفوقين فيها.

وها هي جمعية الشهيد زقاي عبد القادر المدعو سي عبد اللطيف أحد رموز الثورة التحريرية بمنطقة الحبوشة بجبل المناور، تواصل مسيرتها الجمعوية المنظمة لتخليد ذكرى شهداء المنطقة الذين سقطوا في ميدان الشرف خلال معركة جبل المناور الكبرى، وتضمنت مشاركتها لإحياء الذكرى 58 للمعركة إصدار مجلة لتسليط الضوء على المعركة، والمحطات التاريخية التي عرفتها المنطقة المجاهدة.
وفي هذا الصدد، ذكر الشاب عزوز محمد الأمين، رئيس جمعية شباب المناور المسماة «الشهيد زقاي عبد القادر» ، لـ «الشعب» أن الجمعية تغتنم الفرص التاريخية والمناسبات الوطنية، للتعريف بالمنطقة وشهدائها الأبرار، حيث استطاعت الجمعية من خلال عدة تظاهرات رياضية وطنية ومعارض تاريخية، تسليط الضوء على معركة جبل المناور، وخلق التواصل الروحي بين الشباب وجيل الثورة الذين ضحوا بالغالي والنفيس من أجل تحرير البلاد من الاستعمار الغاشم.
من جهة أخرى وبمناسبة الذكرى تم، إطلاق تسميات رمزية على عدة أحياء سكنية ببلدية المناور والبرج والخلوية، كما تم تدشين وتسمية ثانوية ببلدية البرج التي ستحظى بشرف تسمية «الشيخ سي المختار لواجي» أحد مجاهدي المنطقة، وتسمية حي سكني بـبلدية الخلوية بـ» المصالحة الوطنية «، إضافة إلى زيارة لأحد المجاهدين ببلدية المناور، أين يتواجد المجاهد «ملال يحيى» مريضا وطريح الفراش.
وتعود وقائع معركة المناور حسب مدير المجاهدين لولاية معسكر إلى شهر سبتمبر من سنة 1957 حيث حاول الجيش الاستعماري الفرنسي رد الاعتبار لنفسه بعد ثلاث معارك شهدتها الولاية خلال شهر أوت، فجهز حملة كبيرة باستقدام آلاف الجنود وعشرات الطائرات والمدافع والآليات العسكرية، مما دفع جنود جيش التحرير الوطني تحت قيادة القائد سي رضوان، إلى اللجوء إلى جبل مناور حيث لحقتهم القوات الاستعمارية واضطروا لمواجهتها رغم قلة عددهم وعتادهم.
واستطاع المجاهدون حسب نفس المصدر القضاء على 650 عسكري فرنسي وإصابة عدد كبير منهم، وإسقاط 6 طائرات وإعطاب 17 أخرى، بينما استشهد 69 مجاهدا و10 مدنيين الجانب الجزائري، وأصيب 23 آخرين بجروح متفاوتة الخطورة، ومن بينهم القائد سي رضوان الذي ترك القيادة للمجاهد سي محمود بعد إصابته، لينسحب بقية المجاهدين والجرحى نحو جبال تيميكسي بشرق ولاية معسكر، أين توفي المجاهد سي رضوان.