طباعة هذه الصفحة

آراء فنانين عن فقيد الأغنية الجزائرية تنقلها “الشعب”

حنكته، رخامة صوته وهدوئه جعلت منه أيقونة دون منازع

هدى بوعطيح

بوجمعة العنقيس أيقونة الأغنية الشعبية، رحل عن الساحة الفنية، بعد أن صنع للطرب الشعبي اسما في المحافل الدولية، فكان خير خلف لخير سلف، مواصلا مسيرة من سبقوه وعلى رأسهم الحاج محمد العنقى، فحافظ على الموروث الشعبي، وأبدع في الأغنية الشعبية، التي قدم لها نفسا جديدا، ليكون بذلك مدرسة انتهل منها جيله، وستبقى مفتوحة للأجيال القادمة.

رحل بوجمعة العنقيس تاركا وراءه رصيدا فنيا زاخرا، رحل وترك الساحة الفنية ومحبيه يبكون فراق صاحب أروع الأغاني التي ما تزال تردد إلى يومنا هذا، على غرار “راح الغالي راح”، و«يا بحر الطوفان”..
عميد الأغنية الشعبية سيتذكره كل من عايشه، لاسيما من الوسط الفني ومن انتهل من إبداعاته كفنان، معتبرين رحيله خسارة كبيرة للساحة الفنية وللأغنية الشعبية على وجه الخصوص، حيث أدى رسالته على أكمل وجه فكان فنانا حكيما وخلوقا، وهو ما جاء على لسان الفنانين الصادق جمعاوي، والمطربة ظريفة في تصريحهما لـ«الشعب”، مبدين أسفهما وتأثرهما لفراق شخص كان بمثابة الأستاذ لهما.


الصادق جمعاوي: صيته تجاوز الحدود
اعتبر الفنان الصادق جمعاوي رحيل بوجمعة العنقيس خسارة كبيرة للساحة الفنية، قائلا بأنه لا أحد يمكنه أن يقف أما قضاء الله وقدره، إلا أنه يعزي نفسه أولا والعائلة الفنية إلى جانب عائلته في هذا المصاب.
وأضاف جمعاوي بأن بوجمعة العنقيس آخر عمالقة الأغنية الشعبية في المغرب العربي، مؤكدا بأن صيته تجاوز الحدود، حيث نقل الفن الجزائري الأصيل إلى مختلف المحافل، وناضل لأجله، وأشار إلى أن الفقيد تأقلم مع مختلف الأجيال منذ الخمسينيات إلى يومنا هذا، وهذا راجع ـ حسب جمعاوي ـ لحنكته وموهبته وطريقة أدائه ورخامة صوته، وهدوئه الذي اتسم به، حيث كان إنسانا خلوقا ومحبا، وهي العوامل التي جعلت منه أيقونة بدون منازع.
الصادق جمعاوي أكد أن الفنان بوجمعة العنقيس قدم على غرار الهاشمي قروابي، وعمار الزاهي وآخرون نفس جديد للأغنية الشعبية، بفضل الأغاني القصيرة أو “الطقطوقات” التي كتبها له محبوب باتي، فجعلت منه فنانا محبوبا، كما غنى لكبار الشعراء الجزائريين.
«بوجمعة العنقيس سيكون مدرسة ثانية بعد الحاج محمد العنقى”، هذا ما أكده أيضا الفنان الصادق جمعاوي، مشيرا إلى أن رصيده الفني وتسجيلاته كتبت تاريخه بحروف من ذهب، حيث بات قدوة للأجيال الصاعدة في مجال الأغنية الشعبية، وبلغ مهمته النبيلة على أكمل وجه.
وكان لجمعاوي شرف الغناء إلى جانب الفنان الراحل ـ حسب ما أكده ـ لـ«الشعب”، وذلك في مناسبتين إحداهما سنة 1984 بقاعة حسان حرشة أمام حضور غفير، وهو ما أهله للاقتراب أكثر من هذا الفنان الحكيم، والذي لا يتحدث إلا بالهدوء والرزانة والحكم، فأخذ عنه تقنيات صوتية بسيطة جدا لكنها مؤثرة استخدمتها ـ يقول جمعاوي ـ في مختلف ألحاني.


المطربة ظريفة:ساهم في ترقية الفن الجزائري   
«راح الغالي راح ودا ذكرياتو معاه” بهذه الكلمات تحدثت الفنانة ظريفة عن فقيد الأغنية الشعبية، قائلة بأن الساحة الفنية فقدت أحد عمالقتها الكبار، ونوهت المطربة بخصال الفقيد الذي اعتبرته مدرسة فنية في ميدان الشعبي.
ظريفة بدورها أكدت أنه كان لها شرف العمل إلى جانب بوجمعة العنقيس، وجمعتها به جولات في مختلف مناطق الوطن، حيث استفادت من خبرته، وأخذت عنه أصول وأبجديات الفن الجميل والراقي، وبأن الفن رسالة وليس مجرد كلمات تُغنى، وأضافت بأن العنقيس كان يهدف من وراء فنه إلى تربية الذوق وتعليم الأجيال الصاعدة، وحبه لفنه جعل منه فنان له صيته ومحبوه.
وبعيدا عن بوجمعة العنقيس الفنان، قالت ظريفة بأنه إنسان طموح، يعمل لفنه وفي هدوء بعيدا عن المشاكل، ولا يبخل بالنصائح في سبيل ترقية الفن الجزائري.