أكد وزير الثقافة عز الدين ميهوبي، أن السياسة الجديدة التي ينتهجها القطاع قوامها الأساسي هو دفع حركة المشهد الثقافي على جميع المستويات خاصة المحلي وبتكاليف مالية أقل، لا تكون على حساب جودة الإنتاج بقدر ما تعمل على إعطاء نفس جديد لعدة مشاريع تشهد بعض النقائص والسلبيات من خلال الاعتماد على التنظيم المحك ومتابعة النشاطات.
من بين المشاريع التي ستحظى بمتابعة خاصة مهرجانا جميلة وتيمقاد الدوليين كونها يحملان صورة الجزائر على المستوى العربي وفي هذا الصدد نفى وزير الثقافة في جلسة النقاش ضمن منتدى «الشعب» أن الوزارة ستعمد إلى تقليص الميزانية المخصصة لهما ولكن الوزارة ستعمل على إيجاد طرق تمويل جديدة يساهم فيها القطاع الخاص.
ويمثل الاستثمار الخاص نقطة أساسية لتمويل المهرجانين اللذين تسعى وزارة الثقافة مستقبلا إلى الدفع بهما نحو مزيد من الشهرة على المستوى العربي والنزول عند رغبة الجمهور في تنويع الوجوه المشاركة وهو ما أشار إليه ميهوبي ردا على سؤال صحفية من يومية المحور اليومي.
وأكد وزير الثقافة أن من بين الأهداف المسطرة بخصوص المهرجانين هو دعوة وجوه عربية جديدة للمشاركة مشيرا إلى أن العديد من الفنانين على الساحة العربية أبدو مشاركتهم في التظاهرتين وهو ما ستعمده الوزارة في الطبعات القبلة في إطار التنظيم والتنويع لتحسين صورة الحدثين.
قال ميهوبي أن استيراد الكتاب من الخارج دليل على الاهتمام الكبير الذي توليه الدولة الجزائرية لقطاع الثقافة بوجه عام والكتاب بشكل خاص، نافيا أن يكون ذلك دليل على نقص التأليف على المستوى الوطني بل هو دليل على مكانته في الساحة الوطنية وذلك في رده على سؤال الإعلامي توفيق ضيف الله من قناة النهار حول استيراد كميات كبيرة من الكتب بمبالغ ضخمة.
وفي هذا الإطار كشف وزير الثقافة أن معرض الجزائر الدولي للكتاب سيشهد مشاركة أزيد من 880 دار نشر تمثل 34 دولة من مختلف قارات العالم لحد الساعة، موضحا أن الرقم مرشح للارتفاع مستقبلا إلى غاية الانتهاء من استقبال طلبات كافة دور النشر التي أبدى الكثير منها المشاركة.
كما أعلن ميهوبي عن البرنامج الثري والمتميز الذي سطرته الوزارة بمناسبة المعرض الذي ستتميز طبعته عن الطبعات السابقة من ناحية التنظيم أو العرض، حيث سيتم إقامة ندوة موضوعاتية حول الكتاب والمدرسة بحضور نخبة من المفكرين والمثقفين والخبراء في المجال، فضلا عن تنظيم ندوة بمناسبة مرور 70 سنة على مجازر 08 ماي 1945 التي سيتزامن تاريخها مع المعرض الدولي للكتاب.
وسيكون لمجال النشر الالكتروني حيز كبير من التناول ضمن أيام المعرض وهي خطوة جديدة لم يسبق لتظاهرة الكتاب وان تطرقت إليها حيث سيتم تنظيم ملتقى تحت عنوان النشر الالكتروني حقائق وآفاق.
في حين أكد الوزير تسليط الضوء على مجال النقد الأدبي وأدب المجتمع وهي مواضيع ذات أهمية بمكان ستعطى لها مساحة كبيرة من النقاش، حيث أعلن عن تنظيم ندوة فكرية حول الأدب والنشر باللغة الأمازيغية سيكون مصحوبا بعرض في هذا المجال لعدة مؤلفات وذلك من تنظيم المحافظة السامية للغة الامازيغية.
وقال ميهوبي أن الجديد في الطبعة المقبلة لمعرض الكتاب هو إدراج جانب السمعي البصري، من خلال عرض مجموعة من الأفلام السينمائية المقتبسة من أعمال أدبية وهو ما سيكون همزة وصل تربط الكلمة والصورة للوصول إلى ذهن المشاهد أو القارئ عن طر يق أساليب جديدة والاهتمام بالفن السابع.
تطور نسبي في مجال التأليف
وبلغة الأرقام تطرق ميهوبي إلى عدد دور النشر المحترفة في الجزائر والبالغ عددها 253 دار نشر دون احتساب المؤسسات الغير تجارية أو الربحية على غرار مطبوعات المؤسسات الرسمية كالوزارات والجامعات أو تلك التي تصدرها المتاحف وهي لا تدخل ضمن إطار البيع.
ويعرف قطاع النشر في الجزائر حركية معتبرة بالنظر إلى الكم الهائل من المؤلفات التي صدرت بين الفترة 2011 إلى غاية يومنا هذا حيث كشف ميهوبي عن تسجيل 10 آلاف و57 كتاب صدر خلال هذه الفترة باللغة العربية، في حين سجلت نفس الفترة 3 آلاف و898 كتاب صادر باللغة الفرنسية مؤكدا أن هناك تطورا نسبيا في ديناميكية التأليف مقارنة بسنوات مضت داعيا لأهمية الترويج للكتب الجزائرية.
وفي رده على سؤال الإعلامية بالإذاعة الدولية سهيلة حول تراجع الاهتمام بالمسرح الوطني للهواة بمستغانم والدعوة إلى بناء آخر قال أن صرح عبد الرحمن كاكي معلم له مكانة كبيرة في الوسط الجزائري ويحمل دلالة تاريخية تترجم حضارة الركح الذي يحمل جمالية الهندسة الايطالية التي تعطيه مكانة خاصة في المشهد الثقافي.
وبالمناسبة أعلن ميهوبي عن التحضير لإطلاق بوابة الكترونية للتعريف بكتاب الجزائر من خلال توفير المعلومات عن سيرهم وحياتهم المهنية حتى يتسنى للجيل القادم التعرف على إعلامهم من خلال التوثيق الرقمي لكل الكتاب والمفكرين مشيرا إلى أن الكتاب المدرسي يكاد ينعدم من نصوص الأدب الجزائري.
وأوضح أن ما نسبته 17 بالمائة من النصوص المستخدمة مستمدة من الانترنت وان 2 بالمائة فقط تمثل الأدب الجزائري في الكتاب المدرسي قائلا أن تكريم الكتاب يكون في حياتهم وليس بعد مماتهم لاسيما أن اغلب كتابنا ارتقوا إلى العالمية.
وفي هذا الجانب صرح ميهوبي عن عقد مشاورات مع وزارة التربية لإقامة لجنة مشتركة لانتقاء نصوص وطنية ترسم في الكتاب المدرسي حسب الأطوار التعليمية لان رأس مال كل امة هو مدرستها والأخيرة لا تقوم إلا بما تنهله من علم كتابها.