عرفا بمواقفهما الثابتة تجاه الاستقلال وبناء الجزائر وفق تعاليم نوفمبر ومبادئه وقيمه الخالدة. وظلا متشبعان بمفهوم البناء الوطني الذي استشهد من أجله خيرة صناع الثورة الجزائرية الذين انتفضوا من أجل الحرية متحدين فرنسا الاستعمارية وحلفها الأطلسي شعارهم النصر أو الاستشهاد. انهما المجاهدان محيوت أحمد وحداد يوسف اللذين غادرنا أمس دون رجعة.
فقدت الساحة الوطنية أمس أحد النشطاء الأوائل في جيش التحرير الوطني الذي شارك في العديد من المعارك والعمليات برهن من خلالها على عبقريته في التسيير والتنظيم الميداني أثناء الثورة الجزائرية المجيدة. ويتعلق الأمر بالمجاهد محيوت أحمد الذي غادرنا إلى الأبد عن عمر يناهز 80 سنة.
وقد نوه وزير المجاهدين الطيب زيتوني في برقية تعزية إلى عائلة الفقيد ورفقاء الدرب بخصال المرحوم محيوت الذي التحق بصفوف جيش التحرير سنة 1956 والجزائر تخوض أوجه معركة من أجل استعادة السيادة من استعمار فرنسي استيطاني ظل يردد على الملأ أكاذيب عن الأمة الجزائرية مدعيا «عدم العثور عليها في التاريخ البشري».
وواصل زيتوني في الحديث عن مناقب الفقيد الذي وري جثمانه أمس بمقبرة قرية بوعاصم بالناصرية قائلا ان المجاهد الذي ولد في 25 أفريل 1935 ببومرداس، بقيا وفيا لرسالة نوفمبر مقتنعا إلى حد الثمالة بجزائر الانتصارات والمجد التي ناضل من أجلها الثوار وحلم بها شهداء الحرية والانعتاق.
ومعروف عن الفقيد الذي القت السلطات الاستعمارية القبض عليه في مارس 1958 وابقت على سجنه إلى يوم الاستقلال، مواصلته لرسالة التحرير باخلاص وتفان مكنته من تقلد مهام كثيرة منها انتخابه في أول عهدة للمجلس الشعبي الوطني نائبا وعضوا سابقا في الحزب العتيد «الأفالان» ومن كبار معطوبي الحرب.
من جهة أخرى أثنى الوزير زيتوني على خصال المجاهد حمادة حداد المدعو «يوسف» الذي رحل أمس عن عمر يناهز 87 سنة.
وقال الوزير متوقفا عند مسار الفقيد النضالي ودوره البارز في حرب التحرير التي غيرت مجرى التاريخ وطرحت مفاهيم جديدة وقيم ادرجت في وثيقة جنيف حول حقوق الانسان منها الحق في المقاومة وتقرير المصير، أن المرحوم وهو من مواليد 1928 بعين مليلة في أم البواقي كان عضوا بارزا بشبكة جونسون.
وقد عقد اجتماع تحضيري للثورة بمنزله في قسنطينة بمشاركة غراس ومحمد بوضياف المعروف بالاسم النضالي «سي الطيب الوطني».
ويعد الفقيد الذي تقلد مهاما ومسؤوليات بعد الاستقلال أداها بأمانة واستقامة، أحد الأوجه الثورية بالمنظمة المدنية للافلان سنة 1954 قبل القاء القبض عليه وسجنه 18 سنة.
في ديسمبر 1956 انتقل فقيد الجزائر من ليون إلى باريس وكلف بالمنطقة الأولى قبل مؤتمر الصومام الذي أسس هياكل للثورة وقسم المهام ووزع المسؤوليات والوظائف القيادية معطيا أولوية الداخل على الخارج والسياسي على العسكري.
سار المجاهد الراحل على هذا الدرب حتى القي عليه القبض ثانية في فيفري 1960 وبقي معزولا إلى غاية جوان من نفس العام قبل أن يكون مسؤولا بنظام جبهة التحرير الوطني في سجن فران حسب ما ذكره الوزير الطيب زيتوني في برقية التعزية للعائلة ورفقاء النضال الذين آمنوا بأن تحرير الجزائر من الاحتلال الفرنسي لن يكون بغير الكفاح المسلح اللغة التي تفهمها فرنسا.
من جهتها عبرت المنظمة الوطنية للمجاهدين عن حزنها العميق لتلقيها نبأ وفاة الفقيد حداد يوسف اثر مرض عضال.
وعادت المنظمة في برقية تعزية إلى مسار المجاهد الذي كان من الرعيل الأول في معركة الحرية مقدمة أدق التفاصيل عن محطات ومراحل النضال التي خاضها باستماتة واضعا الوطن فوق كل اعتبار. ومعلوم ان الفقيد واصل نشاطه النضالي ضمن جبهة التحرير الوطني إذ تم تعيينه مسؤول اتحادية بمدينة الصخر العتيق إلى جانب انخراطه في المنظمة الوطنية للمجاهدين وانتخابه عضو بالمجلس الوطني ثم بالأمانة الوطنية. وهي الصفة التي حملها الى غاية التحاقه بجوار ربه.
للإشارة المغفور له يعد من أنشط العناصر التي تولت متابعة قضايا وانشغالات المناضلين المنخرطين في هيئات فيدرالية فرنسا سابقا التابعة للأفلان إلى جانب قادة هذه الهيئة منهم المجاهد عمر بو داود الذي واصل مهام دعمه لحركات التحرر ومناصرة القضايا العادلة في مقدمتها فلسطين.