نجحت المطالب المعيشية للمتظاهرين الذين احتشدوا بقلب العاصمة اللبنانية بيروت في كسر الاصطفاف الطائفي، بينما عبرت الشعارات والهتافات التي رددت طيلة مدة المظاهرة عن حالة الملل التي وصل إليها غالبية اللبنانيين.
توحدت ساحتا الشهداء ورياض الصلح في وسط بيروت السبت لتشهدا على واحدة من أكبر المظاهرات في تاريخ لبنان، خارج القيدين الطائفي والحزبي، اللذين نجحا على مدى أعوام طويلة في احتكار الساحات لمصلحة مطالب آنية وفئوية.
وعبرت الشعارات والهتافات التي رددت طوال مدة المظاهرة -التي نظّمتها، أمس الاول، حملة «طلعت ريحتكم» وحملات أخرى- عن حالة الملل التي وصل إليها غالبية اللبنانيين.
ونجحت المطالب المعيشية للمتظاهرين اللبنانيين في كسر الاصطفاف الطائفي، الذي غطى -وفق متظاهرين- سنوات الهدر والفساد وتضخم الثروات في يد فئة صغيرة، مقابل ازدياد مستويات الفقر والبطالة بين الشباب، الذين شكلوا عصب مظاهرات السبت، دون أن يحجبوا التنوع الذي تميزت به المظاهرات.
وتنوعت مطالب المتظاهرين بين إسقاط النظام، رغم إقرار عدد كبير بعدم واقعية هذا المطلب، واستقالة الحكومة وتغيير الطبقة السياسية، واستقالة وزيري البيئة محمد المشنوق والداخلية نهاد المشنوق، لتطول كل الحاجات الحياتية من مياه وكهرباء وهاتف وفرص عمل، والمطالبة بحرية وديمقراطية حقيقيتين.
وقدر حسن شمص وهو أحد منظمي حملة «طلعت ريحتكم»، الأعداد المشاركة بنحو 250 ألف متظاهر، مثنيا على النجاح الباهر الذي أمنته الحملة على مستوى التنظيم والحشد، «حيث أثبتت أنها قادرة على جمع اللبنانيين أكثر من أي حزب آخر».
وأعطت الحملة الحكومة مهلة 72 ساعة قبل العودة إلى الشارع، وطالبت باستقالة وزيري البيئة والداخلية، ومحاسبة المسؤولين عن الاعتداء عن المتظاهرين، وتسليم البلديات أموالها لكي تتولى هي مسؤولية إزالة النفايات وجمعها والتخلص منها.
وقال شمص إنه بعد تحقيق هذه المطالب ستكون هناك عودة مع مطالب أخرى، كون موضوع النفايات ليس إلا جزءا بسيطا من أزمات اللبنانيين، للوصول إلى الهدف الأكبر وهو تنظيم انتخابات نيابية جديدة.