نجــــــاح رياضـــــــي واقتصـــــادي عنوانـــــه “النّجوميــــة والتّخطيـــــط المــــميّز”
تتهاطل وتتنوّع العبارات للأوصاف المميّزة لنادي برشلونة الاسباني العريق، الذي ما فتئ يجمع الألقاب على الصعيد المحلي والأوروبي والعالمي، ويجلب أحسن لاعبي العالم بفضل الاستراتيجية الفريدة من نوعها التي سمحت له تجسيد الشعار الذي يزيّن كل أرجاء ملعبه كامب نو: “أكثر من مجرد نادي”، وهو الشعار الذي يطبق فعلا فوق الميدان من خلال ما تلاحظه عدما تدخل في عالم “البارصا”، والشيء الذي يلفت الانتباه فور وصولك إلى مدينة برشلونة هو أن البطاقة السياحية للمدينة تضع الملعب الشهير للبارصا ضمن المعالم السياحية البارزة التي على السواح زيارتها، وإلا فإنّ الزيارة لهذه المدينة تنقصها قطعة مهمة للغاية في ديكورها.
كل التّفاصيل في هذا الاستطلاع الذي قامت به “الشعب” حول النادي الاسباني، الذي سحر العقول وأحدث ثورة في الرياضة الأكثر شعبية على الإطلاق: كرة القدم.
بما أن المقصد مهم للغاية، فإنّ التحضير لزيارة معقل البارصا لابد من التخطيط له بصفة دقيقة للاستمتاع بلحظات من تاريخ هذا النادي العريق، ومباشرة وأنت في مدينة برشلونة تستوقفك العديد من النقاط المتواجدة في وسط المدينة أو خارجها خاصة بالمعلومات السياحية التي تعرض بطاقات الدخول إلى ملعب كامب نو بتوضيح السعر للزيارة السياحية، وكذا للمقابلة القادمة لفريق ميسي ونيمار وسواريز أين يوضح في هذه الأخيرة مختلف الأماكن المتاحة في الملعب، والتي تباع بطاقات دخول المقابلة الواحدة بأسعار تتراوح ما بين 44 إلى أكثر من 170 أورو. وقد أكّدت لنا إحدى العاملات في نقاط البيع أنّ الملعب يمتلأ في كل مقابلات البارصا، وهو الأمر الذي يعني الكثير من الناحيتين الرياضية والاقتصادية، فإلى جانب الألقاب التي جمعها، فإنّ إيراداته لعام 2014 قد بلغت حوالي 500 مليون أورو.
كل الطّرق تؤدّي إلى كامب نو
وبالنسبة لنا اخترنا أن نزور ملعب كامب نو في اليوم الذي لا تكون فيه مباراة البارصا، أين عليك حجز التذكرة في أماكن عديدة، والتنقل إلى الملعب جدّ سهل من ناحية النقل كون عديد خطوط الميترو توصلك الى هذا المعلم الرياضي الفريد من نوعه، فمن وسط المدينة إلى الملعب لا يتعدى الوقت المستغرق الـ 10 دقائق، الأمر الذي يعني الكثير بالنسبة للمتفرج والمناصر الذي يمكنه في وقت قصير التوجه إلى الملعب، والعودة منه بدون معاناة وفي ظروف جد مواتية. اخترنا أقصر طريق الذي يؤدي إلى الملعب بالنزول في محطة “لاس كورتيس” وهو المكان الذي يضم الملعب القديم لنادي برشلونة قبل بناء الملعب الحالي “كامب نو”، والمسافة قصيرة بين الموقعين.
المهم إنّنا وصلنا إلى الملعب الذي يظهر عملاقا من الخارج وتصادفك عديد عصافير “الببغاء” في الحديقة المحيطة للملعب، في مشهد يدل على أن كل شيء فريد بالنسبة لهذا الفريق الكاتالاني، قبل أن تقابلك سبورة الترحاب بالضيوف في عالم البارصا بكامب نو.
سنلعب الوقت الاضافي لتكون “الزّيارة مكتملة”
منذ دخولك الباب الرئيسي وأنت مندهش من هذا المحيط الذي يأخذك في ديكور “بالأزرق والبنفسجي” كعلامة مسجلة لبرشلونة، وفي تنظيم وتوجيه جد مدروس يغوص الزائر في الملعب وأرجائه في زيارة تكون في زمن يقدر تقريبا ساعة ونصف، أي الوقت الذي تستغرقه مباراة كرة القدم، لكن وأنت داخل هذا الملعب الذي يشهد كل مراحل البارصا، تجعلك “تمدد الوقت إلى غاية الوقت الإضافي وحتى ضربات الجزاء لكي تكون الزيارة مفيدة للغاية”، حسب ما أكده لنا أحد الزوار الذي كان بجانبنا.
نعم لديه الحق في هذا التصرف كون الملعب “يأخذك” منذ اللحظة الأولى التي وطأت قدميك فيه لترى كل انجازات النجوم الذين تعاقبوا على النادي، والذين مازالوا يصنعون أمجاده حاليا.
عشّاق البارصا من كل القارات...
أول ملاحظة التي تظهر وأنت تدخل متحف البارصا هو العدد الكبير من الزوار، فالقاعة الأولى المخصصة لتاريخ البارصا مملوءة عن آخرها من “عشاق البارصا عبر العالم” وكذا السواح الفضوليين..أين تندهش من أنك تسمع كل لغات العالم حولك من خلال تواجد هؤلاء الأشخاص وقد لا تسمع الاسبانية الا قليلا، الأمر الذي يؤكد فعلا أن كامب نو من المعالم الأساسية لزوار مدينة برشلونة من كل العالم.
وفي تنظيم محكم لا تتأثر من كثافة الزوار من خلال وجود كل الوسائل التي تريح الزائر بتوفر المرشدين والوسائل التقنية التي تسهل معرفة تاريخ النادي، اين أدخلت التكنولوجيا العالية في ابراز كل خطوات النادي الكاتالوني، ويمكن للزائر الحصول على آلة منذ دخوله يستمع بها لشروحات قيمة في كل خطواته داخل المتحف
والملعب بلغات عديدة يتم برمجتها.
وأنت تطوف لرؤية الصور الأولى يظهر فعلا العمل الجبار للمشرفين على النادي من خلال توفر صور منذ السنوات الأولى لهذا النادي، الذي تم تأسيسه عام 1899 على يد السويسري خوان غامبر، هذا الأخير الذي أخذت صورته مكانا مهما في أحد الزوايا الرئيسية لملعب كامب. ويقال أن فكرة إنشاء متحف البارصا تم الحديث عنها في عهده عندما كان رئيسا للنادي في العشرينيات من القرن الماضي، وتم تجسيدها ميدانيا في منتصف الثمانينيات في عهد رئيس النادي نونيز الذي ترأّس هذا النادي العملاق طيلة 22 سنة. وتقول الإحصائيات أن عدد زوار متحف النادي بلغ عام 2010 أكثر من مليون زائر.
وسائل تكنولوجية عالية لإبراز إنجازات النّجوم من تأسيس الفريق
فعلا إنه موردا ماليا معتبرا للنادي، وبالتالي كل الوسائل التكنولوجية الحديثة تزيد من فعالية وجذابة هذا المتحف بملعب كانب نو، الذي تستوقفك فيه نوعية الحفاظ على المحطات الأساسية للنادي وتجعلك تسير على خطى أمجاده في لحظات من خلال وجود صور لنجومه السابقين على غرار هدافه الأول الكانتارا وقميصه، كذا حذاء اللاعب الهولندي رونالد كومن، الذي أهدى كأس رابطة الأبطال للنادي عام 1992 تحت قيادة المدرب يوهان كرويف.ومحاذاة ذلك فإن الخزائن الموجودة على يمين ويسار القاعة الكبرى للمتحف مزينة بكل الكؤوس التي توّج بها النادي منذ تأسيسه، وإلى غاية كأس السوبر الأوروبية التي فاز بها منذ أيام فقط وكانت موضوعة في أحد الرفوف بافتخاز، والتي جلبت العديد من الزوار لأخذ صور بجانبها.
ولعل أكبر اهتمامات الزوار من مختلف الأعمار تتوجه مباشرة الى “منطقة رابطة الأبطال الأوروبية” المزينة بالعديد من الألقاب، وآخرها تلك التي “صنعها” الثلاثي نيمار، ميسي وسواريز في بداية الصيف الحالي بمدينة برلين الألمانية أمام السيدة العجوز، أي جوفتوس الايطالي.
كرات وأحذية ذهبية بالجملة..إنّه فريق كرويف، ريفالدو، رونالدينيو وميسي
كل شيء هنا مهم قال أحد الزوار الانجليز، الذين كانوا رفقتنا خلال هذه الزيارة وذلك عندما وصلنا الى منطقة “الكرات الذهبية العالمية”، إنه أكثر الفرق في العالم تتويجا بهذه الكرات التي نال منها صانع ألعابه الحالي ميسي 4 كرات كاملة موضوعة ببراعة على شاكلة براعة الموهبة الأرجنتينية التي أذهلت العالم. وبالرغم من المنافسة المستمرة مع البرتغالي رونالدو هداف الغريم التقليدي ريال مدريد الا ان جولتنا الى كامب نو، وحديثنا مع أنصار البارصا الذين ينتظرون كرة ذهبية خامسة لميسي هذا العام، لم لا والفتى الذهبي كان وراء تتويج البارصا بعدة ألقاب هذا الموسم؟كما أن الأحذية الذهبية موجودة بهذا النادي التي تقدم لأحسن الهدافين، الذين وضعوا البارصا في مقدمة البطولات التي لعبوها
وساهموا في المسيرة الذهبية عبر مراحل عديدة، خاصة وأن نوعية استقدامات فريق برشلونة تختلف كثيرا عن استراتيجية الفرق الأوروبية الكبرى، لا سيما ريال مدريد حيث ان ادراة “البرلاراغونا” تقوم بتدعيم نوعي لا يتعدى الـ 3 لاعبين في كل موسم، وفي الكثير من الأحيان يتلخص في رأس حربة أو صانع للألعاب، كما كان الشأن بالنسبة لنايمار ولويس سواريز، وهذا من أجل الحفاظ على توازن الفريق وتجنب المرور بمراحل انتقالية وانتظار الانسجام في مختلف الخطوط.
”لا ماسيا” مفخرة الفريق..تخرّج منها تشافي وإنييستا وآخرون
بالاضافة الى اعطاء الاهتمام أكثر بأكاديمية التكوين “لا ماسيا” التي يتخرج منها نجوم البارصا الذين يدعمون الفريق الأول في كل موسم، واعطائهم الفرصة لصقل مواهبهم بتكوين عال ويساهم في اعطاء اكثر قوة للفريق، ولعل أحسن مثال عن نوعية هذه الأكاديمية، هي تخرج انييستا وتشافي وبيكي وآخرون منها، والذين أعطوا أفضل ما عندهم للفريق الذي تكونوا ضمنه، لتكون استراتيجية التكوين جد فعالة بهذا النادي.تقودك الزيارة داخل المتحف الى غاية الشاشات العملاقة التي يمكنك متابعة اللحظات التاريخية لانجازات لاعبي البارصا بتقنية عالية الجودة، تظن أنك موجودا في مدرجات الملعب لحظات تسجيل هدف تاريخي من انيستا أو ميسي أو نيمار. يا لها من لحظات قبل أن يقودك الرواق نحو الملعب و مدرجاته!
إعادة بساط أرضية الميدان..لماذا؟
لقد كانت المفاجأة كبيرة ونحن نقف في المدرجات، لماذا ياترى؟ لقد وجدنا أرضية الميدان على غير العادة ترابية وليس عليها العشب الطبيعي الأخضر المعتاد الذي لعب فيه فريق البارصا منذ يومين في مباراة السوبر الاسباني التي خسرها أمام نادي اتلتيك بيلباو؟ حملنا هذا الانشغال خلال تواجدنا على المدرجات، وتأكدنا أن التميّز هو العنوان الرئيسي لهذا الفريق الذي خسر نهائي كأس السوبر الاسباني، وأخفق بعض اللاعبين في القيام ببعض الحركات الفنية التي أثرت على مردودهم بسبب وجوب بعض الهفوات على أرضية الملعب، بالرغم من ان كل من تابع المقابلة أمام بيلباو لم ينتبه لذلك، إنه الاحتراف الى أقصى درجة بالنسبة للتقنيين والاداريين للبارصا، أين تم “قلع” الأرضية السابقة في وقت قياسي، ليتم استبدالها خلال فترة وجيزة جدا بأرضية من النوع الرفيع تتفق مع الحركات التي ينتظرها الجمهور من نجوم البارصا، وحضرنا عملية “وضع” الأرضية الجديدة بوجود ماكنات وعربات تأتي بقطع بوتيرة متسارعة يتم وضعها بإحكام في مكانها تحت رقابة التقنيين المعنيين بالعملية. ففي حوالي ساعة من وجودنا على الأرضية سارت الأمور بوضع نسبة كبيرة من “البساط” تحت حرارة كبيرة.
والكل كان يتابع باهتمام هذه العملية التي تسمح لزملاء ميسي الانطلاق في موسم ماراطوني في ظروف جد مواتية، خاصة وان الهدف في كل موسم هو الفوز بكل الألقاب الممكنة محلية أو أوروبية وعالمية.
لا يمكنك معرفة عدد الكؤوس بسبب كثرتها على الرّفوف
بعد ذلك تكون الوجهة بالنسبة لنا الى مختلف المرافق التي يضمها الملعب، بداية من غرف تغيير الملابس الذي يحمل في زواياه ذكريات نجوم تعاقبت على هذا النادي، خاصة منذ مجيء الجوهرة الهولندية كرويف، الذي بالاضافة الى مساهمته في ألقاب البارصا كلاعب، فإنه وضع الاستراتيجية الجديدة في طريقة لعب الفريق، التي يسير عليها الى غاية الان، كما أن نجوم عديدة مرت من هنا على غرار مارادونا، شوستر، لينكر، روماريو، رونالدو، ريفالدو، رونالدينيو، إيتو..كل هذه النجوم العالمية ساهمت في مد برشلونة ألقابا تزين الخزانات التي رأيناها هنا، قبل أن يأتي “ عهد” ميسي الذي يعد الأكثر ثراء، في انتظار المزيد.
ومباشرة في الجهة اليمنى من غرفة تغيير الملابس، تقابلك سلالم تؤدي الى “المنطقة المختلطة” الخاصة بالحوارات الصحفية مباشرة بعد المقابلات التي وضعت فيها كل الامكانيات للعمل بالنسبة للصحفيين، الى جانب راحة نجوم البارصا ولاعبي الفرق الضيفة في مساحة كبيرة تعكس كبر هذا الفريق، وبجانب هذا المحيط الاستراتيجي توجد قاعة الندوات الصحفية التي تعد نقطة هامة يتداول عليها مدربي الفريق واللاعبين بصفة خاصة وكذا رئيس النادي والمسيرين عندما يتم استقدام اللاعبين بصفة خاصة، والحاضرون في هذه الجولة يتذكرون تدخلات المدربين الذين تعاقبوا على “برشلونة”، خاصة الذين حققوا الألقاب بالجملة ونعني بهم كرويف، غوارديولا والمدرب الحالي للفريق لويس انركي. إنها لحظات تسارع فيها الصور المميّزة لهذه «العلامة المسجلة” اسمها البارصا، اين تم وضع صور عملاقة على جدران الطريق المؤدي الى الميدان نجوم الفريق لتكبر قيمتهم أكثر وتساهم في التحضير البسيكولوجي لكل من يدعم الفريق، وبالعكس تربك الفرق الزائرة عند رؤية كل هؤلاء بوضعيات الابتهاج عند تسجيل انجاز لبرشلونة.
إنييستا ..مكانة مميّزة..ابن الفريق وصانع أمجاد الكرة الاسبانية
ولفت انتباهي صورة فرحة “الدينامو” اندرياس انييستا عند توقيعه هدف تاريخي في مرمى تشلسي في رابطة الأبطال الأوروبية، الذي سمح لفريقه بالعودة في النتيجة في نصف نهائي لا ينسى، كما أن جولة “الكامب نو” تؤكد القيمة الكبيرة التي يزخر بها قائد الفريق انييستا، الذي بالاضافة الى اهدائه العديد من الألقاب للبارصا، فانه ساهم بفوز اسبانيا بكأس العالم 2010 بهدف تاريخي في نهائي مونديال جنوب افريقيا أمام هولندا، أين تم وضع “الحذاء “ الذي سجل به الهدف في زاوية مميّزة لملعب الكامب نو، لتبقى هذه اللحظة خالدة في تاريخ النادي والكرة الاسبانية.
واضافة الى الأشياء المادية التي تعطي بصمة حقيقية لتاريخ النادي، فان التكنولوجية العالية تزيد من روعة وأهمية المتحف، أين خصصت العديد من الشاشات عبر الأروقة وبضغط على الصور التي تتوالى للاعبين برؤية مسيرة أي لاعب في البارصا واللقطات التاريخية المعروف بها، تلك التي سجلت بالأبيض والأسود الى غاية المقابلات الحالية بالتقنية العالية الدقة. كما أن فريق مختصا في “المكتبة” الخاصة بالنادي موجود في أحد الزوايا، وبامكانيات تقنية عالية منهمك في العمل وسط رفوف من مجلدات موضوعة والتي تحمل كل ما كتب عن الفريق الكتالاني.
رغم مرور أكثر من ساعتين عن الزيارة الا أنك لا تشعر بالتعب من خلال كل ما يتم اكتشافه بملعب كامب نو، لا سيما عندما تصل الى الطريق المؤدي الى الميدان الذي يعتبر الرواق الذي يظهر اللاعبين في آخر تركيز لهم قبل دخول الميدان، والذي صممّ بطريقة جد مدروسة بلون بنفسجي في ديكور “برشلوني” اعتاد حاليا “ثلاثي الخوف” في الهجوم ميسي، سواريز ونايمار عليه للوصول الى الشباك بطريقة تبدو للمتفرج أنها سهلة، حسب ما أكده لنا أحد الزوار الذي قضى وقتا كبيرا لأخذ الصور بهذه المنطقة التي تفصل بين الميدان و المدرجات.
2021 الكامب نو بحلّة جديدة..وطاقة استيعاب تفوق الـ 100 ألف متفرّج
ويبقى العمل الاعلامي من بين النقاط المهمة في استراتيجة الفرق المحترفة الكبرى عبر العالم من خلال توفير كل الظروف المواتية، ولذلك الى جانب قاعة الندوات الصحفية والمنطقة المختلطة، فان الاختيار كان صائبا الى أبعد الحدود في المنصة المخصصة للاعلاميين بملعب كامب نو، والتي توجد في أعلى الملعب، أي الطابق الثالث، دخلنا المنصة التي وفرت فيها كل الوسائل للصحفيين والتقنيين بالنسبة للسمعي بصري أو الصحافة المكتوبة،
والمفاجأة ان الاعلاميين يمكنهم رؤية كل صغيرة وكبيرة عن المباراة بهذا الموقع المميّز، أين يظهر حتى الرسم التكتيكي للفريقين بهذه الوضعية التي تسمح لهم بالتحليل الجيد لكل أطوار المقابلات، مع متاعة لقطات الأهداف خاصة بصفة دقيقة بوجود شاشات في هذه المنصة. لم يتم ترك أي شيء يقول المرء وهو يتجول في أرجاء الملعب، الذي عند مغادرتك للمدرجات تقابلك قاعة خاصة بالمشروع الجديد للملعب، الذي تم الفصل فيه والذي ستنطلق الأشغال به في عام 2017 والتي ستستمر الى غاية 2021 يتم تجديده تقريبا بصفة كلية ليكون بحلة عصرية أكثر وترتفع سعته الى أكثر من 100 ألف متفرج. وحسب المعلومات التي استقيناها، فإن ملعب كامب نو يواصل استقبال مقابلات البارصا في الوقت الذي تجري فيه الأشغال بفضل الدراسات الدقيقة التي أقيمت في عملية التجديد، ويظهر الشكل القادم لملعب البارصا في مجسم وضع في زاوية من القاعة التي تفتح رواقا مباشرا نحو
«المحلات الكبرى” لبيع كلا اللوازم الخاصة بالفريق، اين يمكن الزائر اقتناء كل ما يحتاجه بألوان البارصا، لا سيما أقمصة اللاعبين التي تعد مصدرا مهما في مداخيل النادي. ولاحظنا أن ميسي يبقى في مقدمة اللاعبين الذين تعرف أقمصتهم رواجا كبيرا واهتماما لدى الأنصار من خلال اقتناء العديد منهم لقميصه، وجاؤوا من مختلف بلدان العالم، كما أن الهداف سواريز و زميله نيمار يحتلان مراتب متقدمة في هذا المجال، حيث اكد لنا احد الحاضرين بالمحل أن تألق اللاعب يجلب له الاهتمام، وبالتالي فان قميصه يباع بصفة جيدة، كما أن استقدام أي نجم يساهم في زيادة مداخيل النادي بمثل هذه العملية.
«محلات البارصا” مورد مالي كبير للفريق وذكريات للأنصار
وتحمل هذه المحلات عددا معتبرا من المنتوجات، من كرات، أقلام، صور عملاقة للنجوم ومجسمات لا سيما ملعب كانب نو، أين لا يخرج الزائر والا معه على الأقل شيء واحد يرمز لهذا الفريق الكبير، الذي عرف كيف يستثمر في كل الأمور التي تفيد الفريق من الناحية الرياضية بوجود فريق يحصد الألقاب، والجانب الاقتصادي من خلال كل هذه المبادرات التي تقدم للفريق دعما ماديا كبيرا، خاصة وان جولات البارصا الى كل قارات العالم ساهمت كثيرا في الشعبية التي أصبحت عنده.
وكانت المحلات آخر محطة في الجولة كون الباب يؤدي مباشرة الى خارج الملعب، ويخرج الزوار وهم يبتسمون كونهم عاشوا للحظات «حلم البارصا” وفي أيديهم اشياء ستذكرهم ببرشلونة، هذا الفريق الذي بدأ حملة الدفاع عن لقب “لاليغا” بصفة موفقة ساهمت بشكل كبير في نسيان أنصاره الخيبة التي سجلها أمام اتلتيك بيلباو في كاس السوبر أين التقى مع نفس الفريق في الجولة الأولى وتغلّب عليه في عقر داره، في انتظار بداية المغامرة أيضا بالدوري الأوروبي الذي قد تكون المنافسة شديدة أيضا مع غريمه التقليدي في البطولة الاسبانية نادي ريال مدريد.
المهم أن الفرق الكبيرة لا تعني خطة المدرب فوق أرضية الميدان فقط، وانما الاستراتيجية المرسومة لتطوير النادي من كل النواحي التي تهمه لاعطائه الاستقرار في كل النقاط ليبقى في القمة لأطول مدة، ذلك ما لمسناه ونحن نغادر الـ “كامب نو”.