طباعة هذه الصفحة

المشاركون في ندوة حول أبناء الجالية

بناء مدارس جزائرية المناهج والهوية بالمهجر ضرورة ملحة

سعاد بوعبوش

أجمع المشاركون في ندوة حركة البناء الوطني حول « أبناء الجالية و تحديات الهوية والاندماج « على أن الجالية الجزائرية هي امتداد للوطن بالخارج و إحدى القوى المكونة  للمنظومة الوطنية، ما يستدعي الاهتمام والتكفل أكثر بمشاكلها لتعزيز اندماجها في المنظومة المجتمعية، والبداية لا تكون إلا بالتركيز على الجانب التربوي والديني والثقافي من خلال بناء مدارس جزائرية المناهج والهوية بالمهجر.

في هذا الإطار قال رئيس حركة البناء الوطني مصطفى بلمهدي، أن أهم مسألة اليوم تطرح على مستوى الجالية الوطنية هو موضوع الهوية الذي بات مهددا من جهات متعددة، وهو أمر يستدعي حضور الدولة والوطن في الحياة الثقافية والتعليمية لأبناء المهجر على مستوى المضمون و ليس فقط شكلا أو على مستوى التمثيل الرسمي بل من خلال حضور المنظومة التربوية والثقافية في عملية الإنشاء التعليمي والثقافي للجالية وأبنائها.
واعتبر بلمهدي أن تفعيل دور الجالية للمساهمة في التنمية الاقتصادية ما يزال أقل من المستوى المطلوب، مرجعا ذلك الى هشاشة منظومة العلاقات الرسمية، وقوة الاستقطاب الخارجي للكفاءات الوطنية في المهجر، وهو أمر يتطلب – حسبه -  تعميق النظر في موضوع الآثار المستقبلية، انطلاقا من أن الأجيال الأولى للمهاجرين ارتبطت بالوطن بوهج الثورة، أما اليوم فهو أمر صعب ويحتاج إلى بدائل عصرية تتناسب مع التطور التكنولوجي الكبير .
وأكد رئيس الحركة أن الجالية الجزائرية هي مخزون ثري من الخبرة والتجربة والوعي والثروة ، ولكن قبل أن تطالب بالعطاء لابد من توفير أسباب وعوامل المشاركة الإيجابية من خلال الحضور في همومها و مساعدة أبنائها في مختلف الاحتياجات و إعطائهم الأمل في وطنهم من خلال الحرية والحقوق والتطور .
وفي المقابل دعا الأمين العام للحركة أحمد الدان في مداخلته وبصورة مباشرة وزارة التربية إلى بناء مدارس بالخارج لأبناء الجالية بدل إغراقها في مشاكل قال عنها «وهمية» والارتقاء بمضمون المدرسة الجزائرية، كما طالب وزارة الشؤون الدينية والأوقاف بتفعيل الدعوة الإسلامية داخل الجالية لتحقيق الاندماج الإيجابي في إطار الهوية الوطنية بعيدا عن أي تطرف ديني أو فكري .
في هذا الإطار شدد الدان على ضرورة الإسراع في الإفراج عن التعديل الدستوري وإزاحة الغموض الذي يحوم حول كونه ينقل إلى الجالية ، كما دعا إلى إبعاد المدرسة الجزائرية والمساجد والمؤسسة العسكرية عن اللعبة السياسية والحزبية لأنهم يمثلون ثوابت الأمة والدولة معا، ويجب الحفاظ عليها في مواجهة التحديات الحالية لاسيما الأمنية منها، كما طالب بتسهيل الاستثمار الآمن للجالية بداية بالقضاء على التعقيدات البيروقراطية وتخفيف الإجراءات، والقيام بحملات تشجيعية لاستقطاب الرأسمال الاستثماري وتسهيل دخوله.
من جهتها ركزت الأمينة العامة للعلاقات والجالية الدكتورة اصمهان سرموك، في مداخلتها حول «أولوية الاهتمام و التكفل بانشغالات الجالية»، على التحديات والرهانات التي تطرحها وضعية الجزائريين في العالم، التي تتطلب سياسة منسجمة ومتجددة ترسم بوضوح الأهداف المراد تحقيقها و البداية - حسبها-  تكون بتفعيل مشاركتهم في المنظومة الوطنية ما يستلزم طرح رؤية استراتيجية قائمة على المشاركة الفعلية للجالية في جميع الميادين التنموية.
و ترى سرموك أن أولى الأولويات التي من شأنها أن تعزز هذه الارتباط بأرض الوطن يكمن في تعميق مسألة الهوية في أبعادها «الإسلام العربية و الجزائر» من خلال تعزيز الجانب التربوي والتعليمي في إطار المدرسة لترسيخ هذه الأبعاد ومعها التنوع الثقافي لتعبيد الطريق نحو اندماج حقيقي وسلس في المنظومة المجتمعية الوطنية .
وحسب سرموك فإن خيار المدرسة المؤسسة على الهوية الوطنية في بلاد المهجر ضرورة ملحة لتجنيب الأجيال القادمة خطر الانفصال عن الوطن وصعوبة التأقلم مع مجتمعه فيما تعلق بالهوية التي تمثل شخصية الجزائري الذي لم تعجزه قلة الإمكانيات لأحداث ثورة كبرى لاسترجاع السيادة ونفس الانخراط والاستجابة هي مطلوبة في معركة البناء والتشييد اليوم.
وفي سياق آخر عرّج سليمان شنين مدير جريدة الرأي على التطرف و تصحيح المفاهيم حول الإسلام، حيث أكد أن التطرف كُرّس في إطار كراهية مؤسساتية للإسلام تحت رعاية لوبيات صهويونية وأنتجت خطاب سياسي مليء بالكراهية وتتعاطى مع الإسلام كظاهرة وبموجب قوانين مقيدة للحريات وسيرورة الحياة للجالية الإسلامية بدلا عن كونه دين كباقي الأديان فقط.