أحيت، ولاية سكيكدة، أول أمس، الذكرى المزدوجة لـ20 أوت، وقد تم التوقف عند هجومات 20 أوت 1955 إحدى المحطات التاريخية الهامة والحاسمة لمسار ثور التحرير الكبرى، والتي أعطت أحداثها التي تزعمها البطل الشهيد زيغود يوسف بعدا دوليا للقضية الجزائرية.
وتوجهت بعين المكان السلطات الولائية مرفوقة بالأسرة الثورية إلى مقبرة الشهداء برمضان جمال، حيث تم الترحم على أرواح من سقطوا فداء للوطن وقرأ الوفد فاتحة الكتاب ليتم بعدها رفع العلم وعزف النشيد الوطني، كما تجمع الوفد الولائي أمام المعلم التذكاري بملعب 20 أوت 1955 المخلد للأحداث، حيث تم وضع أكاليل من الزهور والترحم على أرواح الشهداء.
وبالمناسبة، أشرف الأمين العام شرفاء عصام على تدشين الوحدة البحرية للحماية المدنية والتي ستعطي بعدا عمليا جديدا لمصالح وفرق الحماية المدنية بسكيكدة، وتطلبت عملية الإنجاز التي شرع فيها سنة 2012 غلافا ماليا قدره 35 مليون سنتيما وتتربع الوحدة على مساحة قدرها 150 مترا مربعا.
وعرفت التظاهرة، العديد من الأنشطة الثقافية والتظاهرات التاريخية المخلدة لليوم الوطني للمجاهد، كإشراف الوكالة الجزائرية للإشعاع الثقافي على تنظيم فعالية «سيني مدينة» بالتنسيق مع مديرية الثقافة لولاية سكيكدة، ضمت عروض سينمائية متنوعة في الهواء الطلق احتضنتها ساحة أول نوفمبر على مدار ثلاثة أيام كاملة، وبدار الثقافة سراج محمد بوسط مدينة سكيكدة تم تنظيم المعرض الفردي للفن التشكيلي للفنان رابح بوفلورة بعنوان» الأصالة» برواق الفنون الجميلة، أما جمعية أول نوفمبر 54 النشطة بميدان التاريخ بسكيكدة، فقد برمجت ندوة تاريخية لإحياء الذكرى الستين لهجومات 20 أوت 55، بالتنسيق مع منظمة ومديرية المجاهدين، من تنشيط دكاترة وأساتذة جامعيين، مع شهادات حية من أفواه بعض المجاهدين الدين عايشوا الحدث، لتنشيط الذاكرة التاريخية وربط التواصل بين الأجيال، إضافة إلى قيام جمعية روسيكادا التاريخية التي يشرف عليها الأستاذ الجامعي توفيق صالحي، بعقد الجلسة السادسة التاريخية التي تمحورت حول أحداث هجومات 20 أوت 55، بدار الشباب الأخوة ساكر.
وعرضت مسرحية « الحي والروح» من إنتاج المسرح الجهوي لقالمة بقاعة المركز الثقافي عيسات ايدير، كما قام قصر الثقافة والفنون لمدينة سكيكدة، بعرض مسرحية للأطفال» درس في التاريخ» لجمعية اكاسيا فنون وفنون لمدينة جيجل، التي استقطبت الأطفال وأوليائهم، ونفس الهيئة الثقافية نظمت يوما شعريا في مديح وتدبر قيم الثورة التحريرية بمشاركة عدد من الشعراء.
وقد برمجت جمعية الشروق الثقافية الفتية بلعوينات بلدية خناق مايون، احتفالا يتمثل في تكريم عائلة الشهيد محمد معلم الذي سقط بقرية لعوينات، ولد بتاريخ 1930 والتحق بمدرسة المحافر ونال الشهادة الابتدائية 1945، كما تلقى تكوينا في الإسمنت المسلح 1949 بمركز التكوين المهني بوادي القبة بعنابة، وخاصة الفنان الذي أبدع في مجال التصوير والتركيب الصوتي والأفلام المدبلجة والمخضرم، نورالدين معلم الذي يعيش بين فرنسا وبين حبه الكبير لجزائر الحب والإبداع.
كما سطرت مصالح أمن ولاية سكيكدة، برنامجا ثريا ومتنوعا شمل مقر أمن الولاية والوحدة 214 لحفظ النظام وكافة أمن الدوائر للاحتفال بهده الذكرى تنوعت لمحاور عدة، حيث احتضن مقر الوحدة 214 لحفظ النظام باستضافتها مجاهدين عايشوا الثورة وأجواء الاستقلال على رأسهم المجاهد صياد محمد، رئيس الجمعية الثقافية والتاريخية أول نوفمبر 1954، الذي قام بإلقاء مداخلة حول المناسبة لفائدة قوات الشرطة بمختلف الرتب ومن مختلف المصالح تعرف بالمغزى والأبعاد الحقيقية لهذا اليوم، بدءا من أسباب ودوافع الهجومات ونهاية عند الأهداف المحققة من بينها أنها أعطت نفسا وقوة كبيرة للثورة وفكت الحصار على منطقة الأوراس، كما أن الهجومات فتحت عهدا جديدا تمثل في شمولية الثورة وانتشارها في كافة ربوع الوطن، وتمكنت من تحقيق كامل الأهداف السياسية والأمنية داخليا وخارجيا.
كما تم بالتعاون مع المتحف الجهوي للمجاهد على مستوى دار الثقافة محمد سراج تنظيم ندوة تاريخية تحسيسية حول أهمية الأوسمة والشارات والنياشين والقوانين المعمول بها بمشاركة مدير المجاهدين وأساتذة وقانونيين، وبحضور جانب كبير من قوات الشرطة الذين قدمت لهم كافة المعلومات بخصوص موضوع الندوة العلمية إلى جانب ذلك تم عرض أفلام وثائقية حول بعض المحطات الهامة من تاريخ الثورة التحريرية المجيدة وذلك على مستوى جميع أمن دوائر الولاية.