يعيش سكان مدينة باتنة حالة من الفراغ كل موسم اصطياف نظرا لنقص الفضاءات العائلية التي من شانها الترفيه عنها ومساعدتهاعلى كسر الروتين خاصة بالمدن الكبرى بباتنة،كبريكة، مروانة، أريس، الشمرة وغيرها رغم الغنى الطبيعي لهذه المناطق.
حيث تعتبر مناطق غوفي تيمقاد أريس المعذر جرمة من المناطق السياحية المعروفة على المستوى العالمي، إلا أن غياب مرافق ترفيهية وخدماتية بهذه المناطق وغيرها حال دون تحولها إلى وجهات سياحية راقية وفضاءات عائلية تحج إليها عائلات عاصمة الاوراس باتنة وولايات الوطن خاصة المجاورة منها.
تيمقاد يمنح باتنة الحياة عشرة أيام فقط في السنة
يعتبر مهرجان تيمقاد الدولي من أهم واعرق المهرجانات العربية والدولية، خاصة وأنه يقام على مدينة تيمقاد التاريخية المصنفة كتراث عالمي تفتخر به كل الإنسانية إلا أن غياب إستراتجية واضحة لتحويله إلى قطب سياحي وترفيهي وثقافي على مدار السنة ساعد في إهماله وجعله خارج اهتمامات السكان بالاوراس، حيث تتذكره السلطات الرسمية فقط في عشرة أيام من كل عام لإقامة مهرجان تيمقاد الدولي، حيث تفتح أبوابه أمام العائلات من الساعة الثامنة إلى غاية منتصف الليل وهي فترة إحياء السهرات الفنية ليتحول بعدها إلى هيكل بلا روح طوال أيام السنة باستثناء بعض الرحلات العشوائية والمنضمة من قبل بعض المؤسسات التربوية أو السياحية.
“امدغاسن” ينزف على مرأى الجميع
كأن مسؤولي ولاية باتنة ضاقوا ذرعا بالكنوز التاريخية والأثرية التي تزخر بها باتنة لكون مصيرها الإهمال رغم نداءات الجميع بإنقاذ هذه التحف الأثرية، حيث يعتبر ضريح امدغاسن من بين أهم الكنوز التاريخية التي بإمكان السلطات المعنية تحويل محيطها إلى فضاء عائلي بامتياز في حال إعادة الاعتبار له بترميمه وحمايته من المؤثرات الطبيعية والجوية التي جعلته ينزف في صمت على مرأى الجميع.
شرفات “غوفي” الساحرة كنز مدفون تناسته العيون
إن الحديث عن المناطق السياحية التي تزورها عائلات الأوراس في الصيف أصبح كابوسا يؤرقها، عوض ان تصبح وجهة للعائلات من اجل الترفيه النفس اضحت اماكن منفرة، وهنا يقودنا الحديث عن شرفات غوفي الساحرة المعروفة عالميا والتي يقصدها السياح سنويا من كل أصقاع العالم في مقابل هجران سكان الولاية لها بسبب غياب المرافق الخدماتية كالمطاعم والحدائق والمحلات التجارية والمرشدين السياحيين رغم نداءات السكان للسلطات المعنية بالاهتمام بهذا القطب السياحي الساحر الذي سحر الأجانب، حيث زاره اغلب السفراء المعتمدين بالجزائر، بالإضافة إلى الرئيس المجري ولكن نداءات السكان ومحاولتهم إقناع المعنيين باءت بالفشل لتبقى شرفات كولورادوا الأمريكية كما يحلوا للأجانب تسميتها رهينة لا مبالاة المسؤولين وإهمال السكان من جهة أخرى.
حديقة لمباركية وقادري ملجأ العائلات الباتنية
بالرغم من محاولات بعض المستثمرين خلق أقطاب ترفيهية ممثلة في حديقتي لمباركية بجرمة وقادري بفسديس للتسلية والألعاب إلا أنها الوحيدة على المستوى الولائي، ما يجعلها ملجأ العائلات بباتنة والقادمة من الدوائر 21، حيث تشهد ضغطا كبيرا خاصة في فصل الصيف وفي الفترات المسائية وأيام العطل الأسبوعية ما يجعل ضرورة خلق مرافق أخرى أكثر من ضروري، حسب بعض العائلات التي تحدثت معها جريدة “الشعب” خاصة بالمناطق الجنوبية للولاية.
ونشير أن حديقتي التسلية بجرمة وفسديس تشهد ضغطا كبيرا واكتساحا عائليا يجعل الاستفادة من خدماتها آمر صعبا خاصة على العائلات التي لا تملك وسائل نقل، بحكم تواجد هاتين الحديقتين خارج التجمعات السكنية لمدينتي فسديس وجرمة.
وكحل لإشكالية الوصول إلى مقر الحديقة بادرت إدارة الحديقة إلى تخصيص بعض الحافلات لنقل العائلات بشكل مجاني من وسط مدينة باتنة إلى الحديقة إلى أن عدد الحافلات قليل مقارنة بالعدد الكبير للراغبين في قضاء أوقات ممتعدة بحديقة جرمة، بالإضافة إلى عقلية بعض العائلات في زيارة الحديقة في أوقات الذروة.