يلتقي وزير الفلاحة والتنمية الريفية والصيد البحري، سيد أحمد فروخي، اليوم، أعضاء الفدرالية الوطنية لمربي المواشي، للنظر في جملة الانشغالات والمشاكل التي باتت تعيق تطوير وعصرنة هذه الشعبة، والخروج بإجراءات استعجالية من شأنها إعادة تنظيم الفرع والموالين على حد سواء، للحفاظ على الثروة الحيوانية ووضع حد للأوبئة والأمراض التي تهدد بزوالها، وكذا إيجاد حلول للمضاربة التي ترتفع حدتها غالبا مع اقتراب عيد الأضحى المبارك.
يستعرض رئيس الفدرالية الوطنية للمربين، جيلالي عزاوي، خلاله لقائه، اليوم، مع وزير القطاع، جملة من المشاكل وانشغالات فئة الموالين ومربي المواشي. وقد تم، أمس، عقد اجتماع لمكتب الفدرالية للاتفاق على جملة المطالب التي ترفع للمسؤول الأول عن القطاع، من أجل وضع حد للفوضى التي باتت تسيطر على المراعي وتطهير الفرع من الدخلاء عن المهنة وتوجيه الدعم الذي تقدمه الدولة لتنمية شعبة اللحوم للمربين الحقيقيين، دون نسيان فئة البدو الرحل التي يرتكز نشاطها على تربية الإبل والأغنام التي تعد مصدر دخل وحيد لها.
ولعل من بين المطالب التي ستطرح في لقاء اليوم، دعم الموالين بحصص إضافية من الشعير مع التشديد على مراقبة توزيع هذه المادة المدعمة، وإيجاد حلول عاجلة للمضاربة التي تمس أسعار العلف وأسواق الماشية، سيما في الأعياد والمناسبات الدينية، حيث تقفز أسعار «أضاحي العيد» إلى السقف متجاوزة عتبة 40 ألف دينار بحجة غلاء الأعلاف أو أسباب أخرى، يلجأ المضاربون إليها لتبرير سلوكاتهم المشينة.
كما سيركز المجتمعون على مقترح تنظيم عملية تسيير المحيطات السهبية، التي أصبحت تتعرض للنهب والاستنزاف، مما تسبب في تقليص المساحات المخصصة للرعي، خاصة بمنطقة الهضاب العليا والجنوب، وهو ما ضاعف من معاناة الموالين سيما البدو الرحل وجعلهم في رحلة بحث دائمة عن مواقع جديدة ونقاط تضمن لقطعانهم الكلأ والمياه.
ولأن مشكل تنامي ظاهرة تهريب قطعان المواشي عبر الحدود الشرقية والغربية ما زال يثير قلق الموالين، سيلحون في هذا الاجتماع على إيجاد حلول لها، بالتنسيق مع القطاعات المعنية، خاصة وأن الإحصائيات تشير إلى ارتفاع ظاهرة استنزاف الثروة الحيوانية للبلاد. والأخطر من هذا، بات التهريب يستهدف النعاج ذات النوعية الجيدة لمنع تكاثرها. ولم يتوقف عند هذا الحد، بل امتد ليشمل الصوف وأحشاء المواشي، التي أثبتت التحقيقات الأمنية أنها تهرب إلى دول الجوار ومنها إلى دول أخرى لاستعمالها في صناعة خيوط الجراحة.
ويشكل ملف دعم الموال أحد المطالب الأساسية لهذه الفئة، وسيحاول رئيس الفدرالية انتزاع وعود أو موافقة مبدئية على مطلب منح قروض دون فوائد للمربين، أسوة بالفلاحين الذين خصصت لهم ثلاثة أنواع من القروض الميسرة، وهذا لتمكينهم من المساهمة في تنمية هذا الفرع من خلال عصرنة نمط تربية المواشي عوض الطرق التقليدية، على غرار التربية المكثفة وتأهيل اليد العاملة الناشطة في هذا المجال.
وسيلقي مرض الحمى المالطية بظلاله على أشغال هذا الاجتماع، فقد عاد للظهور مجددا بولاية البويرة مستهدفا الأبقار ومهددا الثروة الحيوانية الأخرى المتواجدة بالولايات المجاورة وحتى تلك البعيدة، خاصة وأن المربين لم يتقيدوا بالتعليمات وسارعوا إلى بيع أبقارهم دون انتظار نتائج تحليل المصالح البيطرية، ما بات يهدد باتساع بؤرة هذا المرض الذي كبّد الجزائر، السنة الماضية، خسائر كبيرة، وكانت الحصيلة ستكون ثقيلة لولا تدخل الوزارة الوصية وتعجيلها باستيراد اللقاح وتوزيعه على الفلاحين والموالين بالمناطق المتضررة للقضاء على الوباء.
كما ستطرح الفدرالية مشكل ذبح الأبقار المخصصة لإنتاج الحليب، من طرف مربين لا ينتمون لهذا الهيكل الإداري، وستطالب بوضع حدّ لهم ووضع قائمة بأسماء المربين الحقيقيين.
من جهة أخرى، سيتم استعراض مشروع عصرنة المذابح بعد إنشاء مؤسسة الجزائرية للحوم الحمراء، التي تسير ثلاثة مذابح عصرية عبر كل من الجلفة، أم البواقي والبيض، بهدف استقطاب الموالين، والسهر على تخفيض أسعار اللحوم الحمراء.