طباعة هذه الصفحة

منتدى الأمم المتحدة للشباب الجزائري بالعاصمة

الشباب قوة فاعلة في حاجة إلى تأطير

حببية غريب

أكدت منسقة برنامج الأمم المتحدة بالجزائر كريستينة امرال، أمس، أن الشباب الجزائري هو رأس مال الدولة الجزائرية، حيث أن تطورها وازدهار نموها وتنميتها المستدامة، منوط بإشراكه (الشباب) في السياسة والمشاريع التنموية، بشرط أن يتم تدعيم قدراته المعرفية وتعزيز مستواه العلمي والتقني وزرع فيه ثقافة المواطنة والمشاركة المدنية.  
أضافت كريستينا أمرال في كلمة ألقتها لدى افتتاح أشغال منتدى الأمم المتحدة، حول الشباب الجزائري تحت شعار «المشاركة المدنية للشباب في الجزائر»، الذي احتضنه المركز الثقافي عز الدين مجوبي ببلدية سيدي امحمد بالعاصمة، «أن الشباب الجزائري قد سجل أشواطا لا بأس بها في مجال المواطنة والمشاركة المدنية في الحياة اليومية، باعتماده درب النشاط الجمعوي والعمل التطوعي، مؤكدة أن برنامج الأمم المتحدة بالجزائر، يسعى إلى تشجيع وتدعيم مشاريع إنشاء المؤسسات الصغيرة والمتوسطة وخاصة المقاولاتية الشبانية التي تصب في حماية البيئة والمحيط».
وأشادت من جهتها مريم خان ممثلة صندوق الأمم المتحدة للسكان، بالطاقات الشبانية الكبيرة التي تمثلها الجزائر، إذ يشكل الشباب في سن العمل 64٪ من مجموع السكان، وهو معدل يخدم بامتياز مشروع الهيئة الأممية التي تمثلها، والمسطر لـ15 سنة القادمة والرامي إلى تحسين ظروف المعيشة  للسكان، وخاصة الحياة اليومية للشباب، حتى يتسنى لهذا الأخير المساهمة في مسار التنمية المحلية المستدامة.
وذكر من جهته، حنفي سي العربي ممثل وزارة الشباب والرياضة، بالأهمية الكبيرة التي توليها الحكومة الجزائرية لفئة الشباب، إيمانا منها بدورهم في معركة التسيير والتشييد وحمل المشعل ومواصلة برامج التنمية والتطور التي تشهدها البلاد، وحرصها على بلوغهم المكانة التي تعود إليهم وتدعيمهم بكل الوسائل والإمكانيات  اللازمة لبناء مستقبلهم، مؤكدا أن الوزارة التي يمثلها تفتح أبوابها على مصرعيها لكل الجمعيات الشبانية و لكل الشباب الحاملين للأفكار والمشاريع البناءة والرامية  في مجال المشاركة المدنية والمواطنة.
واعتبر المنتدى الذي نظم احتفاء باليوم الدولي للشباب المصادف لـ12 أوت من كل سنة، من قبل جمعة «سيدرا» بالتعاون مع مركز الإعلام للأمم المتحدة، وبالتنسيق مع صندوق الأمم المتحدة للسكان ومشروع شبكات البحر الأبيض المتوسط لليونيسكو، فرصة للعديد من الجمعيات المشاركة والشباب الحاضرين للتحدث عن تجربتهم في العمل التطوعي والمشاركة المدنية والتواصل سواء مع السلطات العمومية أو الجمعيات أو كل فئات المجتمع الجزائري وحتى مع شباب ضفتي البحر الأبيض المتوسط، معتمدين على تقنيات التكنولوجيات الحديثة والنشاطات الجوارية والعمل الميداني.

تجربة جمعية «سيدرا» في العمل التطوعي
 
وكان من بين التجارب القيمة التي تم عرضها خلال اللقاء، النشاط الاجتماعي والتطوعي الذي تقوم به جمعية «سيدرا»، التي تسهر حسب منسقتها مريم «شيكيرو» منذ 2013 في تجسيد برنامج بنك الطعام الجزائري، الذي تمكنت من خلالها هذه السنة وبمناسبة شهر رمضان من إيصال 5000 طرد يحتوي على المواد الغذائية الأساسية إلى العائلات المعوزة على مستوى 30 ولاية من الوطن.
وقالت مريم شيكيرو في هذا الصدد، أن الجمعية تعمل بالتنسيق مع شبة من الجمعيات وشباب متطوع وبالتعاون أيضا مع الجماعات المحلية وكذا المؤسسات الخاصة، حيت تمت عملية بنك الطعام الجزائري لرمضان الماضي بمعية منتدى رؤساء المؤسسات.
وتقوم الجمعية حاليا بالتحضير للموسم الدراسي المقبل بشنها لعملية توزيع المحفظة بكل لوازمها المدرسية للتلاميذ المعوزين، إلى جانب مشاريعها الخاصة بحماية البيئة والمحيط ومحاربة الأمية وغيرها من المشاريع الاجتماعية الهامة.

شبكات تواصل دولي للشباب

اعتبر المنتدى مناسبة لتقديم بعض البرامج الدولية والأممية التي تهتم عن كثب بواقع الشباب وإمكانياتهم وإنجازاتهم  وتواصلهم فيما بينهم عن طريق التكنولوجيات الحديثة ومن بينها مشروع اليونيسكو تحت عنوان «شبكات شباب البحر الأبيض المتوسط»، الذي عرفه منسقه نسيم فيلالي، بالمشروع الرامي إلى توطيد أواصر الاتصال بين شباب ضفتي البحر الأبيض المتوسط، وخلق ديناميكية شبانية تقوم على تشجيع الأفكار والحس المدني والتضامني والعمل التطوعي والمشاركة المدنية لدا هؤلاء وتمكينهم من تجسيد مشاريعهم  لفائدة أوطانهم ومجتمعاتهم.
وكانت من بين التدخلات التي استقطبت اهتمام الحضور، تلك التي قدمها المؤطر والناشط في مجال حماية البيئة نجيب بن بوستة حول التنمية المستدامة بالجزائر ودور الشباب في حماية والحفاظ على البيئة والمحيط، وكذا مداخلة ممثل الكشافة الإسلامية حول برنامج محاربة الإدمان والمخدرات التي تجسد ميدانيا لمدة 3 سنوات.
واختتم المنتدى الذي شارك فيه قرابة 150 شاب وشابة بعقد سلسلة من الورشات خاصة بالمشاركة المدنية  للشباب في مجال  التعليم، العمل، البيئة و التنمية المستدامة، والتي شكلت فرصة لتبادل الآراء والتجارب بين القادمين من مختلف ربوع الوطن، واطلاعهم عن كثب على برامج وقيم الأمم المتحدة الخاصة بالسلم والاستثمار والمشاركة في ترقية وحماية الشباب.