طباعة هذه الصفحة

بسبب نقص الأطباء باستعجالات مصطفى باشا

مشادات كلامية بين المواطنين وأصحاب المآزر البيضاء

صونيا طبة

شهدت أمس مصلحة الاستعجالات الطبية والجراحية بالمستشفى الجامعي مصطفى باشا فوضى كبيرة ومشادات كلامية بين المواطنين وأصحاب المآزر البيضاء، بسبب نقص في عدد الأطباء المداومين الذين هم في عطلة، على الرغم من تعليمات وزير الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات عبد المالك بوضياف بضرورة تطبيق نظام المناوبة وعدم التخلف في مواقيت العمل بالنسبة للمؤسسات الاستشفائية لخدمة المرضى. هذا ما رصدته «الشعب» بعين المكان.
بمجرد دخولنا إلى المستشفى الجامعي مصطفى باشا خلال الجولة الميدانية التي قمنا بها، حتى لاحظنا غياب أعوان الحراسة أمام المدخل الرئيسي للمستشفى على غير العادة، على الرغم من توافد أعداد هائلة من المرضى على مختلف المصالح الطبية، لاسيما منهم المواطنين الذين قطعوا مسافات طويلة لجراء الفحوصات والتحاليل الطبية إلا أنهم يصابون بالصدمة لحظة وصولهم لعدم وجود الأطباء الذين أغلبيتهم في عطلة.
واشتكى بعض الوافدين الذين وجدناهم يتشاجرون داخل مصلحة الاستعجالات الطبية من مسألة ضمان الحد الأدنى من الخدمات وغياب الأطباء بالعدد الكاف، ما تسبب في حدوث فوضى كبيرة بين المواطنين الذين استاءوا من كثرة الانتظار للقيام بالفحص دون فائدة ،وهو ما جعل إحدى العاملين بالمصلحة يتدخل ويقوم بإصلاح الوضع.
وحسب القائمين على مصلحة الاستعجالات فإن هذه الحالة لا تعد الأولى من نوعها وإنما تتكرر في كل مرة خصوصا في شهر أوت، ولا يقتصر الأمر على متشفى مصطفى باشا فقط وإنما يتم تسجيل نقص في الأطباء المداومين في مختلف المراكز الاستشفائية الموجودة في العاصمة وهو ما سيتسبب في زيادة الضغط على الفئة المتبقية المطالبة باستكمال مهامهم وعلاج العدد الهائل من المرضى.
من جهتها أكدت أمينة التي قدمت رفقة والدتها المريضة أن قاعة الكشف الطبي بمصلحة الاستعجالات بمستشفى مصطفى باشا تشهد حالة من الإهمال والتسيب والدليل على ذلك الانتظار الطويل للمرضى أمام قاعة العلاج دون وصول دورهم بسبب عدم وجود أطباء بالعدد الكاف وكذا قيام بعض الممرضين والعاملين بالمستشفى بإدخال ذويهم ومعارفهم للكشف والعلاج ،في حين يتم ترك المرضى يعانون ويتألمون على الرغم من خطورة حالتهم الصحية.
أما السيدة مباركي القادمة من ولاية جيجل أوضحت لـ«الشعب» أنها منذ الساعة الثامنة صباحا وهي تنتظر بمصلحة الاستعجالات وإلى غاية الساعة الواحدة بعد الزوال لم تتلق الفحص بالرغم من سوء حالتها الصحية، مشيرة إلى أن طبيب واحد في الاستعجالات الطبية لا يكف لفحص جميع المرضى المتوافدين على المصلحة.
وخلال قيامنا بجولة عبر مختلف المصالح الطبية بالمستشفى الجامعي مصطفى باشا اكتشفنا أن أغلبية مصالح الكشوفات الطبية دخلت في عطلة بداية من شهر أوت الجاري، حيث تم تأجيل المواعيد الى شهر سبتمبر المقبل، وبالتالي يضطر المرضى لا سيما ذوي الأمراض المستعصية إلى الانتظار لمدة شهرين في الوقت الذي تستدعي حالتهم تقريب موعد الفحوصات والعلاج.
وقد استقبلت مصالح الاستعجالات الطبية بالمستشفى الجامعي مصطفى باشا خلال الأيام الأخيرة عددا كبيرا من مرضى القلب وضغط الدم والمصابين بداء السكري وكذا المصابين بالربو جراء الارتفاع المتزايد لدرجة الحرارة في العاصمة وضواحيها.