مساندة الشعب الصحراوي في تقرير مصيره مسألة مبدئية للجزائر
سلط المشاركون في أشغال الجامعة الصيفية لإطارات جبهة البوليساريو والجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية ببومرداس الضوء على سياسة الابتزاز، التي يحاول المحتل المغربي تطبيقها في المنطقة ويناور باستمرار لوضع قبضته على المناطق المحتلة من الصحراء الغربية، بتشجيعه وتمويله لتجارة المخدرات ودعمه المستمر لشبكات الجريمة المنظمة والجماعات الإرهابية.
كشف الدكتور، عمر بن جانة في مداخلته تحت عنوان «المخدرات وسياسة المغرب في المنطقة»، عن الأوضاع الهشة التي تعيشها دول الساحل، والتي شكلت أرضية بامتياز، أمام المغرب لتطبيق استراتيجته الهادفة إلى إغراق المنطقة بالمخدرات وبالتالي زرع كل الآفات والمشاكل الاجتماعية والأمنية في مجتمعاتها.
وقال بن جانة الخبير في الشؤون الأمنية في هذا الشأن، أن هشاشة بعض دول الساحل وعدم سيطرتها على حدودها الرخوة والمفتوحة، أمام كل الآفات الاجتماعية، حفز السياسة الابتزازية للمغرب وشجعه على الاستفادة من تآكل النظام الجمركي وتفشي الفساد في المؤسسات الأمنية والعسكرية لهذه الدول، واعتماده أسلوب الرشوة. وشراء الضمائر ليتمكن من تصنيف وتجسيد مخططاته الإجرامية ميدانيا.
وأكد المحاضر في أشغال جامعة «حسنة الوالي» التي حملت شعار «السياسة المغربية في المنطقة: التوسع، ترويج المخدرات وعدم الاستقرار»، على العلاقة الوطيدة التي تجمع اليوم بين النظام المغربي وبارونات المخدرات وشبكات الاتجار بالسلاح والبشر، مشددا على خطورة انعكاسات هذه العلاقة وكذا تطبيق السياسة على استقرار وأمن مجتمعات دول الساحل.
وقال بن جانة: «إن تجارة المخدرات تؤدي حتما إلى تفشي الجريمة المنظمة وتبييض وغسل الأموال، انتشار الرشوة والفساد، ازدهار تجارة الأسلحة، وكذا الاتجار بالبشر».
وندد، الأستاذ الجامعي أيضا بأهداف المغرب من وراء تطبيقه لهذه السياسة الخطيرة، حيث يحاول اغراق الجزائر والدول المحيطة بها بالمخدرات وضرب صحة وسلامة شبابها وسكانها، رغبة منه في الضغط على الجزائر، وحملها على التخلي عن مبادئها السامية وفي طليعتها، مساندتها اللامشروطة للقضية الصحراوية، وكذا محاولة ارغامها على إعادة فتح حدودها مع المملكة، لكن هذه السياسة لن تجدي نفعا لأن مساندة الجزائر للقضية الصحراوية مسألة مدئية لا يمكن أن تتراجع عنها، وهي مرسخة في ميثاق الثورة التحريرية بيان أول نوفمبر.
ومثلما ساندت الجزائر قضايا التحرر في العالم، تساند نضال الشعب الصحراوي في حق تقرير المصير، بآخر مستعمرة في إفريقيا: الصحراء الغربية.