هل يقوم الوالي الجديد محمد مجدوب بحل مشكل مصنع الاسمنت بولاية بشار والجنوب الغربي، هذا المشروع الضخم الذي ينتظره شباب وسكان عاصمة الساورة والقاطنون بمنطقة بن زيرق منذ عقود، خاصة وأن الأرقام الرسمية تشير إلى توفيره بعد انطلاقه في الإنتاج حوالي 500 الى 600 منصب عمل دائم وعديد المناصب غير المباشرة، غير أن تأخير تجسيده على أرض الواقع يثير العديد من الاستفهامات والتساؤلات بإمكانية إنجازه في الآجال المحددة لتحريك التنمية بمنطقة تفتقر لمثل هذه المشاريع الهامة.
«الشعب» تعود إلى هذا المشروع وترصد أسباب عدم تجسيده في الميدان.
سبق للمدير العام للمجمع يحي بشير أثناء توقيع عقد تأسيس الشركة العمومية الصناعي جيسا إسمنت الجزائر التصريح أن انجاز مصنع الاسمنت بشار سيكون في غضون الثلاثي الأول من سنة 2015، كما أعلن عن توقيع عقود مع الشريك الصيني لتجسيد المشروع الصناعي الهام الذي تقدر تكلفته بمليون أورو ، ينجز على مساحة المشروع 60 هكتار و ينتج سنويا 1.5 مليون طن بمعدل 3500 طن يوميا، وهو ما سيساهم في إعطاء دفع لمختلف البرامج التنموية التابعة لقطاعات السكن والأشغال العمومية، بالإضافة إلى حل أزمة الاسمنت التي يعاني منها مقاولو الولاية المجبرون على تحمل تكاليف إضافية في قيمة انجاز المشاريع العمومية بسبب المضاربة.
لكن الإعلانات المتتالية بخصوص مستقبل هذا الاستثمار منذ قرابة سنتين جعلت من شباب وسكان بشار يعتبرون هذا المشروع الضخم مجرد «سراب» أو مهدئ لأعصاب شباب منطقة الساورة خاصة وأن فكرة إنجازه متداولة منذ السبعينات.
وينتظر سكان الولاية من الأمين العام بن يعيش و الوالي الجديد محمد مجدوب «نفض الغبار» عن هذا المشروع، كما ينتظرون السكان زيارة وزير الصناعة والمناجم للولاية لعله يعلن على انطلق المشروع أو طمأنة الشباب حول مصير مشروع مصنع الاسمنت وإعادة بعث الأمل بالانطلاق في بناء ورشة الانجاز، في ظل معاناة الولاية من تناقضات مركزية في تقسيم حصص السكنات والمرافق الصحية وقرارات الإعفاء من الفوائد البنكية وفتح الجزيئات العقارية ما أصبح يولد إحساسا بـ»التهميش» لديهم.
وسبق لوزير الصناعة أن وعد السكان بإعادة بعث نشاط المنطقة الصناعية ببشار، وبرمجة مناطق نشاطات أخرى خاصة بالمنطقتين الشمالية والجنوبية، كما تدخل شخصيا في قضايا الاستثمار بالولاية حيث عرفت بشار منذ تعينه على رأس قطاع الصناعة زيارة وفد من رجال الأعمال، كما وقف على المشروع الوزير الأول والوالي السابق إلا أن المنتخبين لم يحركوا ساكنا ليبقى مصنع الاسمنت «الكبوة» التي تنتظر تدخلا حازما من السلطات العليا من أجل تجسيد هذا المشروع الذي سيعطي دفعا لمختلف البرامج إذا تجسد على ارض الواقع، حيث يتوفر المكان الذي تم اختياره لاحتضان المشروع على مناجم الصخور الجيرية بجبل بشار، وصخور الشيست المبلورة بقرية بن زيرق الواقعة بمحاذاة الطريق الوطني رقم 06، و يتوفر على محطة قطار المسافرين القديمة تعد الشريان الرابط بين ولايات الشمل مرور بولاية سيدي بلعباس الى ولاية وهران، وهي معطيات جد هامة من شأنها أن تساهم في تسويق ونقل الاسمنت من محطة بن زيرق هذه المحطة التي تستقبل حتى المسافرين والعمال بالمنطقة و عمال المصنع .
وقد زارت «الشعب» مؤخرا مكان انجاز المصنع، حيث وقفت على موقع الأرض المخصصة لإنجاز المصنع، وهي عبارة عن «صحراء قاحلة» لم يتم الانطلاق في المشروع أو حتى تهيئة أرضيته التي تحمل لوحة إشهارية فقط كتب عليها «مشروع بناء مصنع الاسمنت الساورة».