يبدو أن الأوضاع في بورندي مقبلة على التعقيد أكثر وهذا بعد العملية التي استهدفت، أمس، الجنرال أدولف نشيميريمانا، أحد أعمدة نظام نكورونزيزا، وأدّت إلى مقتله واثنين من حراسه، وهذا بعد استهداف موكبه بقذائف وسط العاصمة بوجمبورا منتصف نهار أمس.
هذا ويأتي هذا الحادث بعد أسبوع واحد على انتخاب الرئيس نكرونزيزا لعهدة رئاسية ثالثة، وسط معارضة داخلية لترشحه للانتخابات، ثم رافضة لنتائجها التي لم تلق كذلك رضا وتزكية المجتمع الدولي، الذي وصفها بالمهزلة وكان طالبه في السابق بتأجيل إجرائها بسبب الأوضاع الاستثنائية التي انزلقت فيها بورندي منذ إعلان نكورنزيزا ترشحه لعهدة جديدة قال إنها دستورية، باعتبار أن عهدته الأولى جاءت بتزكية من البرلمان البورندي.
يكون الرئيس نكورنزيزا قد فقد في الجنرال أدولف نشيميريمانا يده اليمنى وأحد العناصر المهمة المشكلة للنواة الصلبة لنظامه وهنا لابد من التذكير أن هذا الأخير كان، بحسب ملاحظين ومتتبعين للأوضاع في بورندي، وراء إجهاض المحاولة الانقلابية التي استهدفت الرئيس البورندي بيار نكورونزيزا، شهر ماي الماضي، خاصة وأن الجنرال نشيميريمانا كان يشغل منصب مدير المخابرات البورندية في السابق، حيث يجمع الكثير من الملاحظين على أنه لايزال يتمتع بنفوذ داخل هذه المؤسسة بحكم حساسية وأهمية المنصب الذي كان يشغله وهذا بالإضافة إلى أنه كان قبل ذلك رئيس حركة أركان تمرد “المجلس الوطني للدفاع عن الديمقراطية “ ومن أبرز وجوهها أثناء الحرب الأهلية البورندية التي تحولت لاحقا إلى أحد أهم الأحزاب السياسية في البلاد الممثلة لطائفة الهوتو.
الأكيد أن بورندي تعيش مرحلة حرجة واستثنائية منذ إعلان بيار نكورنزيزا عن ترشحه للانتخابات الرئاسية، حيث دخلت البلاد في دوامة من العنف والفوضى ولاتزال تعيش على وقعهما وهذا رغم إجراء الانتخابات الرئاسية التي زادت نتائجها من الاحتقان والتشنج في أوساط المعارضة، كما قد تزيد حادثة اغتيال الجنرال نشيميريمانا، أمس، وسط العاصمة بوجمبورا من مخاوف غرق البلاد أكثر في مستنقع العنف والفوضى.