تنطلق، أمسية اليوم، بدار الثقافة «الدكتور أحمد عروة» بالقليعة، فعاليات الطبعة السابعة للمهرجان المغاربي للموسيقى الأندلسية بمشاركة عدّة فرق موسيقية مهتمة بهذا النمط الفني، قدمت من البرتغال وإسبانيا وتونس والمغرب وفرنسا وتركيا، فيما انقطع الاتصال مؤخرا مع الفرقة الليبية المبرمجة لتنشيط جزء من ذات التظاهرة.
بحسب ما أشار إليه محافظ المهرجان «جيلالي زبدة»، فإنّ جلّ الفرق من مختلف البلدان المعنية أكّدت مشاركتها سلفا، فيما انقطع الاتصال مؤخرا مع الفرقة الليبية المبرمجة لتنشيط جزء من التظاهرة لأسباب لها علاقة بما يجري على الساحة الليبية حاليا.
كما ركّز المحافظ على أهمية تغيير فترة إقامة المهرجان من فصل الخريف إلى عزّ الصيف وهي الفترة التي تتزامن وموسم الاصطياف بولاية تيبازة التي يقصدها الزوار من كل حدب وصوب مما يمكّن من تلبية الحاجيات الثقافية لهؤلاء. ومن هنا جاءت فكرة توسيع برمجة النشاطات إلى مدينة شرشال التاريخية التي يرتقب أن تحتضن جزءاً من الفعاليات خلال هذه الطبعة فيما كانت جلّ العروض تحتضنها مدينة القليعة بلا منازع.
وقد تمّ تحضير متوسطة يمينة عوداي بوسط مدينة شرشال، لاستقبال الحدث، مع الإشارة إلى كون ذات المدينة تنشط بها 4 جمعيات متخصصة في الموسيقى الأندلسية.
أما عن طبيعة المشاركة فقد قال محافظ التظاهرة «جيلالي زبدة»، إن هذه الطبعة ستحظى بمشاركة فرقة موسيقية من دولة تركيا، لأول مرة، بحيث سيتم ذلك باللغة التركية، مع الإشارة إلى طبيعة العلاقة التاريخية التي تربط الثقافة التركية بالموروث الثقافي الثري لبلدان المغرب العربي، لاسيما خلال الانتداب العثماني على الجزائر طيلة 4 قرون.
كما يرتقب أن يشارك في التظاهرة جوق موسيقي نسوي خاص بولاية تيبازة تحت قيادة الفنانة «نوال إيلول» خريجة «دار الغرناطية» بالقليعة، وذلك بمعية الجوق النموذجي لولاية تيبازة والذي تشكله الركائز الفنية لـ8 جمعيات موسيقية، 4 منها من شرشال و3 جمعيات أخرى من القليعة بمعية جمعية السليمانية من حجوط.
وتأتي هذه الفسيفساء الفنية امتدادا لتشكيل الجوق الموسيقي المغاربي الذي يضم منذ 3 سنوات خلت، جمعية الغرناطية من الجزائر وجمعيتين أخريين من المغرب وتونس.
ولإعطاء طابع التميّز للمهرجان، أشار عضو المحافظة «نورالدين لابري» إلى برمجة نشاطات فنية للمدارس الموسيقية الثلاث المشكلة لهذا الفن، بحيث يرتقب أن تمثل مدرسة المالوف بمجموعة الأستاذ «سقني» من قسنطينة، فيما تمثل مدرسة الصنعة العاصمية المطربة الحرة «إيمان سحير» خريجة جمعية الغرناطية القليعية، ومن تلمسان يرتقب أن تمثل النمط الغرناطي مجموعة الأستاذ «حجاج شفيق»، على أن تكتمل الفسيفساء بمشاركة الجوق المغاربي الذي يحيي السهرة الأخيرة من المهرجان والجوق النموذجي لولاية تيبازة، إضافة إلى الجوق النسوي المحلي الذي يتم تشكيله لأول مرّة.
تجدر الإشارة أيضا، إلى أنّ إدارة المهرجان برمجت تكريم كل من «الحاج محفوظ» من البليدة في سهرة الافتتاح والفنانة «نادية بن يوسف» في سهرة الاختتام نظير الجهود المبذولة من طرفهما لترقية الموسيقى الأندلسية، كما يرتقب إلقاء محاضرتين متخصصتين في الموسيقى تلقي إحداهما «فازيلات ضيف» أمسية الأثنين القادم، فيما يلقي الأستاذ «نور الدين سعودي» محاضرة حول صراع الهوية لمحمد زروقي.