مع حلول فصل الصيف تتزين المحلات التجارية بالمناطق التي تقع بالقرب من الشواطئ والطرقات القريبة من البحر بالألعاب البلاستيكية والمناشف على اختلاف أشكالها خاصة الكبيرة منها، حيث يرتفع الطلب عليها من طرف المصطافين الذين يبحثون عن الراحة والمتعة على شاطئ البحر.
قامت “الشعب” بجولة عبر مختلف المحلات، ونقلت لكم هذه العينة التي اعتادت ممارسة مثل هذا النشاط الذي يدر عليها أرباحا كثيرة كلما حل موسم الاصطياف.
سلع بلاستيكية تنتعش في الصيف
“محمد ــ س«، بائع بمحل بجزائر الشاطئ اعتاد على عرض مثل هذه السلع كل موسم اصطياف، سألناه بشأن ذلك فقال: “منتصف شهر ماي أبدأ بتعليق الدلاء البلاستيكية والمسابح المطاطية والالعاب المختلفة التي تستهوي الاطفال في الشاطئ، وكذا المنشفات من الحجم الكبير لانها الخيار الاول للمصطافين، خاصة أولئك الذين يقطنون بعيدا عن الشاطئ فهم يفضلون شراء ما يلزمهم قبل حلول فصل الصيف بقليل حتى لا يثقلهم حملها في وسائل النقل التي عادة ما تكون مكتظة بالمصطافين حتى المساء، حيث تجدهم يتوافدون الى الشاطئ باعداد كبيرة”.
و استطرد “محمد ــ س« حديثه قائلا: “كل هذه الحركة التي تشهدها المنطقة تساعدني على ممارسة تجارتي بحرية تامة الى وقت متاخر من الليل”،
واضاف قائلا: “إن مكانا مثل الجزائر الشاطئ يعرف انتعاشا كبيرا في الصيف، لذلك تلاحظون ان المحلات هنا تركز على السلع الخاصة بالبحر”.
وأيده في الرأي “رضا سويسي” وهو بائع بحي نسيم البحر برج البحري قائلا: “جرت العادة ان تعرف مثل هذه السلع المرتبط بمثل هذا الموسم انتعاشا كبيرا حيث تشكل الالعاب البلاستيكية التي تباع باشكال مختلفة والكراسي الصغيرة السهلة الطي والمناشف والألعاب المائية والعجلة المطاطية التي يقتنيها الأولياء من اجل أطفالهم الذين لا يعرفون السباحة اهم المشتريات في فصل الصيف، وتجدهم يقبلون على هذه المقتنيات كلما حل هذا الموسم، وذلك بإلحاح من أطفالهم دائما لانها وسيلتهم للاستمتاع بشاطئ البحر واللعب برماله ومائه”. وأضاف قائلا:
« وما زاد اقبال المصطافين عليها ان اسعارها في متناول الجميع، فالدلو الواحد يتراوح ثمنه بين 300 دج و650 دج في كثير من الاحيان يتغير شكل الدلو الى شاحنة او سيارة او رافعة، ما يعطي الطفل خيالا اكبر لتشكيل الرمل بصور مختلفة”.
“زوجي يرفض شراءها”
«مونية عبيدي”، أم لطفلين جاءت الى شاطئ “لا بيروز” تمنفوست الشرقية للسباحة والاستمتاع بمياه البحر الباردة، سألتها “الشعب” عن الالعاب البلاستيكية فاجابت: “يلح ابنائي في كل مرة نذهب فيها الى الشاطئ على شراء الالعاب البلاستيكية الخاصة بالبحر، مثل الدلاء والألعاب المائية، وكذا لوح السباحة، ومسبح مطاطي صغير، يحب ابني الصغير ان نضعه داخله ونسبح به في البحر، هذا الاصرار يجعلني في كل مرة اشتري لهم واحدا منها لانني لا استطيع ان اقول لهم لا، ولكن والدهم يمنعني في كل مرة من فعل ذلك ويلومني عند شرائي لها”. وأضافت قائلة: “والسبب وراء امتناعه عن شرائها هو اقتناعه بانها مصنوعة من بلاستيك ذو نوعية رخيصة ما يجعلها خطر حقيقي على صحة الاطفال، بل اطلعني مرة على تقرير صحي يؤكد انها تحتوي على مواد مسرطنة، فهناك دراسات عدّة حسب زوجي تؤكد وجود أجزاء من ألعاب الأطفال مطلية بأصباغ ومكوّنات سامة قد
تنتقل الى أجسادهم عن طريق الملامسة أو الفم، وتؤثر في الخلايا العصبية وتعيق النمو، كما تؤدي الى تراجع الذكاء وسرعة الإنفعال والتوتّر والكسل والآلام العصبية والصداع والقيء، وحتى يقنعني يخبرني أن أوروبا تمنع شراء السلع الصينية إلا تلك المصنوعة وفق معايير السلامة والصحة. في الحقيقة لم أستطع التوقف عن شرائها لانها الخيار الوحيد الموجود في السوق، وكذا وجودها في كل المحلات يحفزك لشرائها خاصة اذا كان برفقتك اطفال لحوحين مثل أبنائي”.