طباعة هذه الصفحة

«الشعب» تقف على يومياتهم في عز حرارة الصيف

سد «جرف التربة» بالقنادسة الوجهة المفضلة لسكان بشار

بشــار / دحمــان جمــال 

تاغيت، واحة بويعلى، فضاءات للترفيه والاستجمام

تختلف الوجهة التي يفضلها البشاريون من أجل قضاء يومياتهم الصيفية، حيث رهنت درجات الحرارة المرتفعة خيارات الترفيه في المنطقة في قضاء صيف منعش وممتع بعد شهر من الصيام والقيام، وتجعلها منحصرة في جرف سد التربة بالقنادسة أو الأحواض المائية والأودية أو واحات النخيل الموجودة بهذه المنطقة القاحلة.
يبقى موسم الاصطياف بالنسبة لشباب بشار حلما بعيد المنال في ظل غياب الإمكانيات المادية، لذلك فهم يهربون من لفحات أشعة الشمس الحارقة التي تتجاوز في غالب الأحيان الـ 50 درجة إلى الواحات والسباحة في الأحواض المائية المخصصة لسقي النخيل أو الأودية أو التنقل إلى سد جرف التربة بالقنادسة.
ونجدهم يبحثـون عـن الاستجمام في كــل مكـان، حيث يقضي سكان عاصمة الساورة، يومياتهم الصيفية بين الراحة والاستجمام في واحة تاغيت والمنابع المائية، في ظل غياب المرافق الترفيهية بالولاية، بسبب التأخر المسجل في إنجازها على غرار المتنزه العائلي العسكري بوسط المدينة ببشار، حيث ينتظر سكان بشار تجسيده على أرض الواقع بفارغ الصبر... وبالرغم من الوضعية الراهنة لم يمنع ذلك العائلات البشارية من قضاء العطلة الصيفية وفقا للبرنامج الذي تراه مناسبا لها.
وهو ما وقفت عليه «الشعب» في كل من تاغيت وســد جرف التربة بالقنادسة وعديد الواحات كواحة بويعلة وهي المنطقة المفضلة لسكان بني ونيف وبشار، حيث يقضي السكان يومياتهم بالاستمتاع في الغابات والمنابع المائية.

واحة بويعلى المكان المفضل للبشارين

تفضل العديد من العائلات البشارية «واحة بويعلة»، المتواجدة بإقليم دائرة بني ونيف، حيث تمتاز مياهها بالبرودة صيفا والحرارة شتاءً وكذا الغطاء النباتي الكثيف الذي يغطي المنطقة والمشكَل من أشجار الصفصاف والبطم ، إضافة إلى العديد من أنواع الطيور منها طائر الحجل، فيما تفضل عائلات أخرى «واحة تاغيت « بنصب خيم داخل واحة النخيل تغنيهم عن التنقل إلى البحر وتحمل مصاريف مالية إضافية.
ومن بين هؤلاء «عبد الصمد ي«، الذي أكد «للشعب»، أن الواحات هي نعمة من الله، نشأت بضفاف الأودية او التي ساهم الرحالة في إنشائها فيها وغذتها المياه الجوفية التي صعدت الى السطح عن طريق تقنية الفقارات، داعيا الجهات المعنية الحفاظ عليها من خلال جعلها فضاء للراحة والاستجمام.

سد جرف التربة هو وجهات لشباب والعائلة بمناسبة الأعراس

وفي المقابل يفضل البعض الآخر من السكان، التوجه إلى سـد جرف التربة والذي يمتاز بالغطاء النباتي الكثيف وأجواءه المرحة للأطفال، حيث يستقبل الســد العديد من الطلبة الجامعيين وتلاميذ المدارس من مختلف مناطق الولاية ومن خارجها.
يستهوي سد جرف التربة أو كما يسميه العديد من الشباب سـد هواري بومدين، الذي يتميز بالمساحة الواسعة و الغطاء الغابي المتكون من أشجار متنوعة كالصنوبر وغيرها، حيث يتردد الكثير من الزوار، خاصة الشباب عليه لممارسة هواية الصيد بعد أن عملت مديرية الصيد البحري على فتح المجال أمام الشباب وزيادة تربية الأسماك به، وأصبح العديد من المواطنين يعشقون عملية الصيد وانخرطوا بجمعية الصيد القاري .
كما يتوافد على المكان العرسان الجدد برفقة عائلاتهم في اليوم الثالث أو السابع من أدبيات العادة، حيث يقوم بها سكان الجنوب الجدد من خلال إخراج العريس الى السد و الواحات . والملفت للانتباه، تلك الأعداد الغفيرة من المواطنين الذين يقصدونه نهاية كل أسبوع، حيث خصصت المؤسسات التعليمية خرجات ترفيهية من شتى إقليم الولاية والاستمتاع بجوها، حيث أكد مولسهول بن أحمد لـ«الشعب» أن ســد جرف التربة مكسب ثمين للسكان بشار، داعيا السلطات المحلية إلى تهيئته ، حيث ينتظر الانطلاق في تهيئة شاطئ الاصطناعي على مستوى سد جرف التربة ليكون وسيلة لتعزيز مجال التسلية بمنطقة بشار، ومن شأن تهيئة هذا الموقع الاصطناعي تغطية العجز المسجل فيما يخص منشآت التسلية و الاستجمام خلال موسم الاصطياف ببلديتي كل من بشار و القنادسة المجاورتين لهذا المجرى المائي بجنوب-غرب البلاد.
وتأمل الجمعية المحلية للصيد القاري والصيادين التي تضم أكثر من 500 منخرط و تنشط منذ عدة سنوات على مستوى هذا السد في استحداث هذا النوع من الفضاءات من أجل المحافظة على الثروة الحيوانية والنباتية والبيئية بهذه المنطقة الرطبة كما ذكر رئيس الجمعية.
وسيكون لتهيئة هذا الشاطئ الاصطناعي على مستوى المجرى المائي لسد جرف التربة نتائجها لتنمية وترقية نشاطات التسلية والسياحة بالمنطقة ، حيث تمتد البحيرة على 94 كلم مربع ، حسبما أشار إليه بن احمد مولسهول ،قائلا:»لطالما كنا نشجع بالتشاور مع مسؤولي قطاعات الموارد المائية والصيد والشباب والرياضة جميع أنشطة التسلية والترفيه بهذا الفضاء الطبيعي واستحداث مثل هذا النوع من الفضاءات المائية ، سيكون بلا شك إسهاما معتبرا في تعزيز أماكن التسلية والترفيه لفائدة سكان هذه المنطقة.
وعلى الصعيد التقني تستدعي تهيئة هذا المجرى المائي - وهي العملية التي لا تواجه أي عائق مادي- الحصول على تراخيص من جانب قطاعي البيئة والصيد والوكالة الوطنية للسدود والتحويل ليس إلا، وتكلف هذه الوكالة بتسيير هذا السد الذي تصل طاقة استيعابه 365 مليون متر مكعب من المياه التي تمثل غالبيتها المياه الفائضة الدورية لوادي قير الذي يعد أهم مجرى مائي بمنطقة الجنوب الغربي للبلاد حسب ما أوضحته المديرية المحلية للموارد المائية .
ويعد مشروع المحطة الملاحية الجاري إنجازه حاليا بهذا الموقع بهدف تنمية وترقية الرياضات المائية وممارسة الرياضة الشراعية فضلا عن استحداث فضاء حقيقي للتسلية والترفيه لشباب وسكان منطقتي كل من بشار والقنادسة الأول من نوعه في المناطق الصحراوية للبلاد، إلى جانب التنمية عموما و الرياضات الملاحية بجنوب البلاد.
 وقد خصص قطاع الشباب والرياضة «المسؤول على المشروع « غلافا ماليا بقيمة 200 مليون دج لتجسيد وتجهيز هذه المحطة، التي ستساهم دون شك في تنمية وترقية النشاطات السياحية بالمنطقة ، وستشكل هذه المحطة المرتقب استلامها في غضون السنتين المقبلتين على مستوى سد جرف التربة الواقع على بعد 70 كلم جنوب غرب بشار والممتد على مساحة إجمالية قوامها 21.500 كلم مربع من بينها 94 كلم مربع تشكل البحيرة المائية وسيلة لترقية مختلف تخصصات الرياضات المائية.
 كما يمكن أن تستغل كمخيم لتدريب الفرق الوطنية المدعوة للمشاركة في المنافسات الدولية للرياضات الملاحية عبر المياه القارية ، بالإضافة الى ذلك ينظر أن يساهم مشروع إنجاز شاطئ اصطناعي بمجرد تجسيده في تطوير أنشطة التسلية والترفيه والسياحة بالمنطقة التي هي في أمس الحاجة لمثل هذا النوع من التجهيزات العمومية في منطقة تتوفر على مؤهلات سياحية وطبيعية هامة مما سيسمح بدفع عجلة التنمية الاقتصادية.