هي رابع كبريات المدن الجزائرية، ومن أبرز الموانئ على المتوسط وتقع الى اقصى الشمال الشرقي من البلاد، وهي مدينة تاريخية أسسها الفينيقيون وحكمها الرومان واطلقوا عليها اسم “هيبوريغيوس”، واستولى عليها الفندل عام 431.
وفي القرن السابع الميلادي أصبحت عنابة تحت الحكم العربي الاسلامي هي مدينة هامة وميناء تجاري نشط، استولى الاسبان عليها في القرن السادس عشر ثم الفرنسيون عام 1832 الى ان نالت كبقية مدن الجزائر استقلالها عام 1962.
ومن أبرز معالم عنابة المسجد الكبير وكاتدرائية القديس اوغسطين، وهو فيلسوف ولد وترعرع في الجزائر قبل اكثر من 1500 عام، وقد وضعت وزارة السياحة الجزائرية برنامجا سياحيا للتعريف به، ومما يشار اليه ان لهذا القديس 18 مليونا من الاتباع لا سيما في الولايات المتحدة، حيث بنوا هناك اكثر من 500 كنيسة.
وعلى مرتفعات عنابة توجد حاليا مرافق سياحية تضم منتجعا للاستجمام وممارسة الرياضة، وتعتبر هذه الولاية اليوم مركزا تجاريا وصناعيا هاما، حيث يوجد بها مجمع مرموق للحديد والصلب ومصانع لتسييل الغاز وتكرير النفط وللكيماويات وتعليب الأغذية وإنتاج الفلين والاسمنت، وتخدمها شبكة الخطوط الحديدية وهي مركز مهم لتصدير الحديد والفوسفات والحمضيات.
وتمتاز مدينة عنابة بموقعها لم ينقطع فيه العمران البشري منذ ظهور الإنسان، وعبر العصور شدت لها الأنظار والرحال، فَعُرفت بمسميات عديدة: هبورجيوس، هيبونة، هيبون، بونة، بلد العناب، بون، عنابة، ومهما اختلفت أسماء هذه المدينة الغلابة عبر التاريخ، فإنها تبقى مقصد ومطمع لكثير من بني البشر والتاريخ بَيَنَ ذلك ومازال يكشف لنا الكثير.
عنابة اليوم جوهرة الشرق الجزائري، قطب إقتصادي وإنمائي هام في الاقتصاد الوطني، من أكبر مدن البلاد، واجهة سياحية تستقطب أعداد هائلة من السياح من داخل وخارج القطر، بفضل آثارها ومعالمها وشريطها الساحلي ونسيم جبل الإيدوغ وهواء السرايدي النقي.
مدينة عنابة بونة العتيقة تزخر بمعالم أثرية عالمية أبرزها بازليك القديس أوغسطين، التي تقع بالمدخل الغربي للمدينة فوق هضبة ببوخضرة على ارتفاع 450 متر، وهي من أهم الأماكن المقدسة للمسيحيين من داخل وخارج الوطن لوجود بقايا جثمان القديس أوغسطين الذي اشتهر كفيلسوف ورجل دين أثرت شخصيته بطابعها على مدينة هيبون وجهتها أكثر من ثلاثين سنة، وقيمته الشخصية عالمية أيضا، إذ كان من دعائم الكنيسة المسيحية كما كان لتعليمه وآرائه الدينية اعتبار شائع، فهو الذي بنى الفكر اللاهوتي الكاثوليك.
وعمل القديس أوغسطين على نشرها ودعّم أسسها منذ كان قديس عليها، إلى أن جاء نور الإسلام فعمّ نور الله أهل المنطقة وبنيت المساجد والمدارس الدينية، وعاش الناس في أمان إلى حين قدوم همجية جحافل الاستدمار الفرنسي، التي غيرت معالم المساجد وبنت الكنائس، إلاّ أنّ نور الله أقوى من أن يطفئه هؤلاء، فاستقلال البلاد أعاد المساجد إلى أهلها كمسجد أبو مروان الشريف.
ويمتد كورنيش عنابة من شاطئ القطارة إلى أعالي رأس الحمراء
وشاطئ الرميلة ببلدية شطايبي، ويعد فضاء للسهرات العائلية للتمتع بنسمات البحر وموسيقى المألوف، وتناول وجبات العشاء بالمطاعم المتواجدة بشاطئ ريزي عمر المعروف بمحلات البيتزا الملكية والبوراك العنابي، بالإضافة إلى تهيئة محلات المثلجات التي تعتبر من أحسن المثلجات بمدن البحر الأبيض المتوسط حسب شهادة السياح الأجانب، الذين أكّدوا أنّ البيتزا الملكية والمثلجات تنافسان تلك المتواجدة بالمدن الفرنسية والإيطالية خاصة.