الاستقـرار الوطني خط أحمـر
خصصت المديرية العامة للأمن الوطني مجلة الشرطة للذكرى الـ53 لعيد الاستقلال والشباب متوقفة عند مختلف المحطات التي قطعتها الجزائر المستقلة والمكاسب المسجلة في مجال استتباب الأمن والطمأنينة والاستقرار.
بلونها الأزرق المعتاد الذي يعبر عن لون الشرطة الجزائرية، صدرت المجلة في أبهى حلة زادها جاذبية وثراء المواضيع المعالجة. وهي مواضيع متنوعة وظفت مختلف الأنواع الصحفية من تقارير، حوارات، تحقيقات واستطلاعات إلى جانب تغطية الأحداث.
تصدر أولى واجهة المجلة رسالة رئيس الجمهورية في ذكرى الاستقلال الغالي وما حملته من معان ودلالات تصب في هدف واحد اسمي واقدس: توحيد الطاقات ورص الصفوف لمواصلة بناء الجزائر. وتظهر هذه الرسالة الحاجة الملحة للتلاحم والتآزر في زمن كثرت فيه المؤامرات وتعددت غايتها المساس بالسيادة الوطني. وهي سيادة تعد خط أحمر لا يمكن التسامح مع من يتطاول عليها تطبيقا لوصاية من فجروا الثورة وصنعوا الاستقلال: «اذا استشهدنا حافظوا على ذاكرتنا».
وفي المجلة محطة تقييم وتقويم لمسار جهاز الأمن الوطني في ذكرى تأسيسه الـ53. وهو جهاز يستمر في تطبيق المخطط الوطني لمحاربة كل أشكال الجريمة المنظمة والإرهاب إلى جانب الأسلاك المشتركة مقدما أمثلة في الاحترافية والمهنية لا يمكن تجاهلها.
وجاء اهتمام المجلة في سرد هذا الموضوع واستطلاع الوضع في عيد الشرطة تحت عنوان دقيق له مفهومه ومدلوله. ويتمثل في «وفاء، التزام واحترافية». مع العلم أن مجلة الشرطة فرضت نفسها في المشهد الإعلامي التعددي واثبتت أنها رافد في تقديم المعلومة الأمنية في وقتها بأمانة لا تقبل أية مزايدة أو نقصان.
وبينت الشرطة أنها رافد إعلامي وحلقة اتصال وتواصل تحرص عليها المديرية العامة للأمن وتراها مرجعية في الترويج للشرطة الجوارية وما تشمله من انفتاح وتفتح على المحيط الثابت والمتغير وكذا المواطن الحلقة المركزية في المعادلة الأمنية.
وسبق أن أبرزت المجلة في أعداد سابقة هذا الموضوع الذي تصدر أشغال المؤتمر الـ11 لرؤساء اجهزة الاعلام الامني المنعقد بمقر الامانة العامة لمجلس وزراء الداخلية العرب بتونس شهر جوان المنصرم حيث اثيرت اشكالية دور الاعلام في التصدي للارهاب ومساهمته في تطهير المجتمع من آفة المخدرات التي باتت جريمة تخترق الحدود والاوطان. وتشكل الوجه الاخر للارهاب.
مجلة الشرطة تعود الى هذا الملف الحساس وتؤكد باستمرار على جدوى الاعلام الامني ليس فقط في صنع المعلومة الامنية للحد من الاشاعة والدعاية لكن بتنوير الراي العام المتطلع لحقائق الاشياء والامور استناد الى مصدرها دون اثارة وتضليل.
مجلة الشرطة التي تجول بالقارئ عبر مراحل قطعها الجهاز الامني الجزائري والانجازات المسجلة في ذكرى غالية تضع النقاط على الاحرف بالتاكيد الصريح على اهمية الاعلام الامني وضرورة مضاعفة دوره لمواجهة تداعيات محيط اقليمي ودولي مضطرب اختلطت فيه المفاهيم وطبقت سياسة المكيالين التي تفرضها حسابات المصالح وصراع النفوذ. وهو وضع يعيد الى الاذهان ضرورة التكاتف لرص صف الجبهة الداخلية وسد اية فجوة تستغلها جماعات الاجرام والموت التي تقف الشرطة الجزائرية الى جانب اسلاك الامن المشتركة بالمرصاد جاعلة من الاستقرار الوطني خط احمر لا يقبل المساس به مهما كان الثمن.