طباعة هذه الصفحة

نظمتـه اتصـالات الجزائـر بالسوفيتال بالتعاون مـع جمعية “الأمـل”

تكريم 46 تلميــذا مصابا بالسرطـان متفوقــا في الامتحانـات الدراسيـة

فنيدس بن بلة

لحظـات مؤثـرة ودمــوع الفــرح في جــو احتفــالي رمضـــاني مميـــز

فرحة عارمة عمت، أمس، الفائزين في شهادات التعليم الابتدائي، المتوسط والثانوي وكذا الأولياء كانت ميزة حفل التكريم الذي نظمته “اتصالات الجزائر” بالتعاون مع جمعية «الأمل» لمكافحة السرطان بفندق السوفيتال. دموع غزيرة سالت تعبيرا عن سعادة تكريم 46 متحصلا على شهادتي البكالوريا والمتوسط والسنة الخامسة ابتدائي منحدرين من مختلف الولايات مرفوقين بأوليائهم لتناول فطور احتفالي بحضور إطارات مسيرة لاتصالات الجزائر، أساتذة في الطب وإعلاميين.
ولخصت هذه الأحاسيس والعواطف واللحظات المؤثرة تلميذة باسم 46 متفوقا مصابا بمرض السرطان قائلة والدموع تنهمر على خديها بغزارة أثرت في الحضور أن هذا النجاح هو عصارة عمل ونشاط تقاسمت أدواره مختلف الإطراف من أساتذة أطباء وأولياء رافقوا فلذات أكبادهم في أصعب الظروف ولم يستسلموا للإحباط واليأس.
على عكس ذلك، جعلوا من الصعوبات قوة انطلاق نحو الأحسن وتحدي المرض وأتعابه وآهاته محققين أعلى المراتب في الامتحانات جرت في موسم دراسي مضطرب عكرت صفوته الاضرابات التي هددت بسنة بيضاء.
عبّر عن هذه اللحظة المؤثرة أزواو مهمل، الرئيس المدير العام لاتصالات الجزائر، التي قامت العام الماضي بنفس المبادرة التي وجدت الاستحسان: “تأثرنا واعجبنا بالشجاعة التي تحلى بها هؤلاء التلاميذ الذين تحدوا المرض وحققوا النجاح الباهر ضاربين المثل للكبار بعدم الاعتراف بالمستحيل”.
وذكر مهمل في تصريح صحفي “واصل هؤلاء مشوارهم الدراسي وهم في كفاح دائم مع مرض السرطان. ولذا حرصنا على تكريمهم في هذا الحفل المقام على شرفهم تقديرا لما قدموه للمجتمع قاطب درسا في الأمل. واتصالات الجزائر بصفتها مؤسسة مواطنة تقف إلى جانب هذه الشريحة المتألقة المتفوقة في التحصيل التعليمي العلمي.”
من جهتها، ذكرت السيدة حميدة كتاب مسؤولة جمعية ‘’الأمل’’ لمساعدة مرضى السرطان بأهمية حفل التكريم الذي ترعاه اتصالات الجزائر ودلالته قائلة: “إن هؤلاء النجباء الذين لم يستلموا لمعاناتهم مع داء السرطان أحق لهذه الالتفاتة التي تحمل قيمة لا تقدر بثمن.
وأضافت حميدة وهي توجه كلامها للحضور بنبرة حارة أن المرض لم يكن يوما عائقا في التحصيل المعرفي والتتويج. فقد أثبت التلاميذ المكرمين بجهاز كمبيوتر محمول ولوحة من مكتبتي هدية من اتصالات الجزائر أن تمسكهم بالحياة أقوى من أي شيء آخر. والنتيجة التفوق المميز في الدراية وانتزاع اعلى المعدلات.
من جهتهم، عبّر بعض المتفوقين في تصريحهم لـ«الشعب” عن سعادتهم بالتكريم قائلين إن هذه المبادرة أنستهم همومهم ومعاناتهم مع السرطان وزادتهم إرادة وعزيمة في المثابرة جريا وراء المزيد من التألق والتحصيل العلمي.
وقالت قوباية دنيا، التي فازت بشهادة البكالوريا بمعدل 12.12 شعبة العلوم، ثانوية صلاح الدين بالمسيلة، أن التكريم يشجعها على المزيد من الإرادة في تحقيق نتائج أكبر مستقبلا.
عاش المتفوقون في شهادات البكالوريا، المتوسط والخامسة ابتدائي أجواء رمضانية في سهرة مميزة تخللتها أنغام من الموسيقى الأندلسية الأصيلة وألعاب سحرية أعادت لهم روح التحدي في مواصلة المشوار التعليمي جاعلين من مرض السرطان قوّة إضافية في الذهاب إلى الأبعد في عالم المعرفة الفسيح.