أعلنت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا عن جولة جديدة من الحوار الليبي بعد عيد الفطر المبارك، حيث سيتم دعوة جميع المشاركين في مسارات الملف الليبي إلى اجتماع مشترك للتأكيد على أن الحوار قد أنهى شوطا مهما من أعماله بإنجاز وثيقة اتفاق سياسي تمهيدا لمرحلة جديدة من الحوار.
وقد عقد وسيط الأزمة الليبية « بير نار دينو ليون» لقاءات مع مجموعة من المشاركين في الحوار للتشاور حول السبل الكفيلة لدعم الحوار السياسي ودعا المجتمعين إلى التطلع لصياغة مستقبل مشترك يعزز التعاون والمصالحة والوحدة الوطنية الليبية.
كما أعلن زعماء دول مجموعة «بريكس» على أهمية الوحدة الليبية وصيانة سيادة أراضيها وضرورة تجاوز الخلافات السياسية في البلاد للتوصل إلى اتفاق تشكيل حكومة وحدة وطنية في أقرب الآجال، وأعربوا في اجتماع لهم بمدينة «أوفا» الروسية عن قلقهم من تصاعد القتال في ليبيا وشددوا على التداعيات السلبية لهذا النزاع في الشرق الأوسط ومنطقة الساحل وشمال إفريقيا.
وأرجعت دول مجموعة «بريكس» سبب تفكك مؤسسات وجيش وهيئات حفظ النظام والقانون في ليبيا إلى التدخل العسكري الأجنبي الذي قام به حلف الناتو سنة 2011 وسمح للإرهاب كي يستعجل نشاطه، وعبروا عن دعمهم للجهود الساعية لحل أزمة ليبيا سواء من قبل المبعوث الأممي أو من قبل الأمين العام للأمم المتحدة أو الاتحاد الإفريقي ودول الجوار.
وقد أكد ممثل الأمين العام للأمم المتحدة إلى ليبيا يوم الجمعة أن أي تشريعات أو اتفاقيات أو قرارات سابقة تتعارض مع بنود الاتفاق السياسي الليبي تعد في حكم الملغاة، وكانت بعض الأطراف المشاركة في الحوار الليبي قد طالبت بمراجعة جميع قرارات البرلمان الليبي والمؤتمر الوطني أثناء فترة الانقسام السياسي من خلال إلغاء بعضها وتعديل بعضها الآخر كونها تسببت في تفاقم الأزمة السياسية والأمنية لأنها لا تلبي طموحات شريحة كبيرة من الليبيين.
وعلى الرغم من المساعي الخيرية المبذولة من أجل استتباب الأمن والسكينة في ربوع ليبيا إلا أن المواجهات المسلحة بين الليبيين مازالت قائمة بين الحين والآخر داخل ليبيا بل وامتدت حتى خارج أراضيها حيث نشب مساء الخميس عراك بين ليبيين في السفارة الليبية بأوكرانيا استخدمت فيه الأسلحة البيضاء أصيب خلاله أربعة أشخاص بجروح منها حالة خطيرة، فهل سينهي حوار ما بعد العيد الأزمة الليبية ويجعل أيام الليبيين كلها أعياد؟ نأمل ذلك.