طباعة هذه الصفحة

العرض الأولي لفيلم «عملية مايو»

المسيرة النضالية لهنري مايو من أجل الجزائر

هدى. ب

المخرج عكاشة تويتة يرحل بالجمهور إلى زمن الثورة التحريرية

رحل المخرج عكاشة تويتة بجمهور قاعة ابن زيدون، أمس الأول الخميس، إلى زمن الثورة التحريرية، التي لاقت تعاطفا من قبل مختلف دول العالم، وحتى أبناء فرنسا، الذين وقف العديد منهم في وجه فرنسا الاستعمارية، فناضلوا لأجل القضية الجزائرية وعلى رأسهم «هنري مايو»، الذي فضل الانضمام إلى صفوف المجاهدين والمساهمة في الكفاح التحرري.
عكاشة تويتة قدم عبر فيلمه «عملية مايو»، مسيرة المناهض للاستعمار هنري مايو، حيث صور قصة أحد الشباب الذين التحقوا بالثورة التحريرية واستشهدوا لأجل الجزائر. وفي هذا الصدد قال مخرج الفيلم عكاشة تويتة، إن هذا الفيلم هو إحياء لذاكرة الشهيد الجزائري ذي الأصول الفرنسية «هنري مايو»، الذي أبى إلا الوقوف إلى جانب أبناء هذا الوطن ضد همجية المستعمر الفرنسي، والنضال لأجل أن تكون الجزائر حرة مستقلة.
وأضاف عكاشة، أن هذا الفيلم بني على شهادات عائلة هنري، وعلى وجه الخصوص شقيقته «إيفات»، التي أمدتهم بمختلف المعلومات حول شقيقها الشهيد ومكنتهم من تقديم هذا الإنتاج السينمائي الطويل، لتسليط الضوء على واحد من شهداء الثورة التحريرية الكبرى.
من جهته «مارتن بوتار»، الذي تقمص دور الشهيد هنري مايو، فقد أكد على صعوبة الدور الذي أداه، مشيرا إلى أنه بذل جهدا مضاعفا لأجل أن يقدم الصورة الحقيقية لهذا المناضل.
الفيلم السينمائي الذي كتبه عكاشة تويتة والسيناريست الفرنسية ناديا شار، ومن إنتاج الوكالة الجزائرية للإشعاع الثقافي، سلط الضوء أيضا على شخصيات أخرى رافقت هنري مايو في نضاله، واستشهدت إلى جابنه، على غرار موريس لابان.
وتنطلق قصة الفيلم من حكاية شاب فرّ من صفوف الجيش الفرنسي سنة 1956 ليلتحق بصفوف جبهة التحرير الوطني، بعد أن كان يتقلد رتبة عريف.
هنري مايو ولد في 11 جانفي 1928، التحق بالحزب الشيوعي الجزائري باكرا، وشغل منصب الأمين العام لاتحاد الشبيبة الديمقراطية الجزائرية، بداية انضمامه إلى صفوف المجاهدين، جاءت بعد اشتعال فتيل الثورة الجزائرية، وحين رأى بأن الثوار الجزائريين يعانون من نقص السلاح، قام هنري بموافقة الحزب الشيوعي الجزائري بتحويل شاحنة أسلحة وذخائر من ثكنة خميس مليانة وسلمها إلى أفراد منظمة مقاتلي التحرير، ومجاهدي جيش التحرير الوطني، ليلتحق بعدها بجبال الونشريس ويؤسس هناك ما عرف بـ «مقاتلين من أجل التحرير CDL»، وبعد العديد من العمليات أوقف المناضل مايو ورفاقه، ليستشهد بعدها يوم 05 جوان 1956، بجبل دراقة بالناحية الغربية للشلف.
المخرج عكاشة وُفق في إبراز الجانب الإنساني والنضالي لهنري مايو، حيث صور العديد من المواقف والبطولات في شخصية هذا المناهض، الذي آمن بقضية عادلة فحارب لأجلها.