إن الحصيلة التي كشفت عنها وزارة الدفاع الوطني والتي قدمت فيها أرقاما تتعلق بنشاطات الجيش الوطني الشعبي في مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة خلال السداسي الأول من السنة الجارية، أثبتت الفعالية الكبيرة لهذه المؤسسة بمختلف أجهزتها وخاصة جهاز الاستعلامات ـ بصفته الحلقة الأقوى في مكافحة الإرهاب ـ الذي أبان عن كفاءة عالية في الحصول على المعلومة في الزمان والمكان المناسبين ضمن حرب وقائية استباقية شلّت عمل الجماعات الإرهابية وأفقدتها عامل المباغتة الذي كانت تعتمد عليه في السابق في تنفيذ عملياتها الإجرامية بهدف نشر الرعب وسط المواطنين وبث الارتباك وسط المؤسسة الأمنية والتشويش على أداءها، وهي المعادلة التي لم تعد صالحة اليوم، حيث أصبح الجيش هو من يأخذ بزمام المبادرة، هو من يباغت الجماعات الدموية المختبئة في جحورها كالفئران على غرار العملية النوعية التي قام بها الجيش الوطني ـ شهر ماي الماضي ـ في منطقة جبال فركيوة التابعة لإقليم ولاية البويرة والتي تم خلالها القضاء على 25 إرهابيا واسترجاع كميات معتبرة من الأسلحة، الذخائر، المتفجرات.
إن هذه المعطيات، تثبت أن الجيش الوطني الشعبي، أصبح يتمتع بجاهزية كبيرة مردها إلى الخبرة، الاحترافية التي اكتسبها خلال سنوات طوال في حربه ضد آفة الإرهاب وأساليبها الشيطانية وهي احترافية استطاع بفضلها قلب الكثير من المعطيات لصالحه ضمن هذه الحرب اللاتناظرية، حيث أبدى جيشنا قوة كبيرة في التكيف مع هذا النوع من الحروب، وفوّت على الجماعات الإرهابية فرصة استغلال هذا العامل كورقة رابحة واستراتيجية فعّالة في مواجهة الجيوش النظامية التقليدية.
الأكيد أن هذه الحصيلة، هي رسالة قوية، تعكس حدتها الأرقام المقدمة، فالقضاء على أكثر من 102 إرهابي خلال 6 أشهر - أي بمعدل 17 إرهابي كل يوم ـ ليس بالرقم الذي يستهان به ـ، هي ضربة موجعة للإرهاب خاصة أمام تراجع قدرة هذه التنظيمات الإجرامية على التجنيد والتعبئة. وهي رسالة الجيش الوطني الشعبي إلى الجماعات الإرهابية وإلى رؤوسها المدبرة ومموليها ومنظريها مفادها أن أرض الجزائر لا ملجأ فيها للإرهابيين وليست المكان المفضل لتنفيذ مخططات الإرهاب الدولي وهي كذلك رسالة وفاء إلى الشهداء الأبرار في عيد الاستقلال في هذه الذكرى الـ53 فالمجد والخلود للشهداء، تحيا الجزائر.