طباعة هذه الصفحة

أشرف عليها لعمامرة بحضور الأسرة الثورية ودبلوماسيين

وزارة الخارجية تحيي الذكرى الـ53 لعيد الاستقلال

جلال بوطي

نظمت وزارة الخارجية، أمس الأول، حفلا بمناسبة إحياء الذكرى الـ53 للاستقلال والشباب بمقر الوزارة، بتنظيم وقفة ترحم على أرواح الشهداء وذلك بإشراف رمطان لعمامرة وزير الدولة وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي بحضور إطارات الوزارة وعدد من المجاهدين والدبلوماسيين السابقين .
بعد الاستماع للنشيد الوطني ورفع العلم الوطني وقراءة الفاتحة، وضع لعمامرة رفقة بعض المجاهدين باقة من الورود على نصب تذكاري مخلد لأرواح شهداء الثورة التحريرية.
وفي كلمة له، دعا المجاهد والدبلوماسي السابق رابح مجحود، شباب اليوم إلى الحفاظ على المكاسب التي حققتها الجزائر في عز الاستقلال الذي اقترن تاريخه هذا العام بتاريخ غزوة بدر المباركة.
وأشاد الدبلوماسي بالجهود التي بذلتها الدولة لتعزيز السلم والأمن الوطنيين، قائلا إن هذا اليوم العزيز لدليل على ذلك، مؤكدا أن الحفاظ على مكسب استقلال الجزائر واجب على جيل اليوم ورجال المستقبل، لأنه البلد الذي ضحى من أجله أجدادهم ودفعوا في سبيله أرواحهم. وقال، على أبناء الجزائر أن يكونوا واعين بالتضحيات الجسام والتحديات التي تتطلبها سيادة البلاد والمحافظة على عزتها وكرامتها.
من جانبه المدير العام للأرشيف الوطني عبد المجيد شيخي، ألقى محاضرة بقاعة النصر بمقر الوزارة، دعا فيها الشباب الجزائري إلى الابتعاد عن الصور النمطية السائدة لديه والتي غيّبت مفهوم الدولة الحديثة، على حد تعبيره، موضحا أن الكثير من شباب اليوم يحمل أفكارا سلبية على ما حققته الجزائر من مكاسب بعد الاستقلال.
وأكد أن الجزائر قدمت الكثير في مذبح الحرية، متسائلا: لماذا لم ترسّخ فكرة الدولة لدى المواطن الجزائري في 2015، موضحا أن الاعتراف بالتاريخ مسألة غائبة في وقتنا الراهن، رغم أن الثورة التحريرية والحركة الوطنية والمقاومات أكبر دليل على تأسيس دولة السيادة.
يمثل عيد الاستقلال موعدا لتأكيد الحفاظ على استقلال الجزائر وسيادتها، خصوصا في هذا الظرف الدولي الخاص وهذا ما أكده عبد المجيد شيخي في مداخلته التي حملت عنوان «السيادة الوطنية»، مشددا على ضرورة الاهتمام بتاريخ الجزائر الحافل بالبطولات عبر كل العصور التي مرت عليه وضد كل مستعمر حاول طمس هويته.
وقال شيخي بالمناسبة، إن الجزائر كانت تملك أسطولا بحريا يجوب المتوسط ويذود عن الحدود الإقليمية للبلاد قبل عام 1830 ويطارد كل قوى الاستعمار وتملك دولة قوية معترف بها في أصقاع العالم، موضحا أن انضمام الجزائر للدولة العثمانية كان بمحض الإرادة بناء على طلبها، نافيا أن يكون ذلك احتلالا كما تروّج له بعض الأطراف محاولة تزييف الحقائق.
وأضاف شيخي، أن الدولة الجزائرية ذات السيادة، ساهمت قبل العام 1830 في تطوير وسن القوانين البحرية، إضافة إلى القواعد القانونية للنقل البحري عبر البحر الأبيض المتوسط والتي ماتزال سارية المفعول إلى يومنا هذا وهو ما يحفظه الأرشيف الوطني والوثائق التاريخية المحتفظ بها.
وأوضح المدير العام للأرشيف، أن التعريف بالتاريخ السيادي للجزائر عبر العصور أولوية الجميع، داعيا الدبلوماسيين إلى العمل على ذلك، كونهم حاملي رسالة الوطن إلى الخارج وممثلي الجزائر في المحافل الدولية، قائلا إن الجزائر واجهت العداء الغربي طيلة الاستعمار وهي تواجه اليوم تحديات كبيرة تتطلب مواجهتها.