الذكرى محطة لاستخلاص العبر وتطبيق وصية الشهيد.. «حافظوا على الجزائر»
اعتبر المتدخلون في الندوة التاريخية التي نظمها أمس المتحف الوطني للمجاهد بعنوان»أبعاد ومغزى عيد الاستقلال»، بمناسبة الذكرى الـ 53 للاستقلال، أن الاستقلال يعد محطة هامة في تاريخ الجزائر القديم والحديث، وفي هذا اليوم استرجعنا سيادتنا الوطنية من الناحية القانونية، مؤكدين أن فرحة الشعب الجزائري بعيد الاستقلال لا توصف، وتحولت فيه الدموع والدماء إلى مواكب الأفراح، الندوة عرفت حضور مجاهدين وطلبة من الأمن والدرك الوطنيين والجمارك. كما تم عرض شريط وثائقي بعنوان» وجاء الاستقلال» مدته 6 دقائق.
أبرز المجاهد محمد كشود ووزير العلاقات مع البرلمان سابقا، أن 5 جويلية 1962 يشكل محطة هامة في تاريخ الجزائر القديم والحديث، وأنه من الناحية القانونية استرجعنا السيادة الوطنية، مضيفا في تدخله أن كل أمة أو شعب سواء كانت فقيرة أم غنية لها دعائم أساسية التي نعبر عنها باسم السيادة الوطنية ولابد من توفرها وتتمثل في الدين، التاريخ المشترك، اللغة، الأماني، الآمال، الأهداف والحلول المشتركة.
وفي هذه النقطة، أوضح كشود أن هناك اختلاف حول تاريخ الاستقلال، فمنهم من يقول أن 1 جويلية 1962 هو التاريخ الرسمي حين أدلى الشعب الجزائري بصوته في الانتخابات بنعم للاستقلال، بينما البعض الآخر يعتبر عيد النصر في 19 مارس 1962، بأنه الاستقلال الفعلي للجزائر، وآخرون يقولون أن أول إطلاق رصاصة في نوفمبر 1954 وعلى الساعة الواحدة هي إعلان لاستقلال الجزائر قائلا:»حين كنت مسؤول لمكتب سياسي راسلتنا الحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية، بطلب تأجيل الاحتفال بعيد الاستقلال إلى 5 جويلية، لغرضين».
وأضاف أن قادة الثورة أرادوا أن يكون هذا التاريخ بمثابة رد فعل لفرنسا التي احتلت الجزائر في 5 جويلية 1830، وثاني هدف هو تزامنا مع عيد الشباب العربي والإفريقي، متوجها للشباب بقوله أن استقلال الجزائر جاء بدماء الشهداء من 1830 لغاية 1962، وأنه ينبغي الاحتفال به باستخلاص العبر والمحافظة على مكاسب الاستقلال.
أنيسة بركات: عيد الاستقلال تحولت فيه الدموع والدماء إلى مواكب الأفراح
من جهتها، قالت المجاهدة بالمنطقة الثانية من الولاية الخامسة أنيسة بركات، أنها عاشت فرحة الاستقلال بمسقط رأسها بندرومة، حين جاءها أحد ضباط جيش التحرير الوطني وطلب منها ارتداء الزي العسكري ورفع العلم الجزائري بساحة المدينة، أين ألقت خطبة هامة، حيث شاهدت بأم عينها الابتهاج الكبير للسكان، وهناك مجاهدون قاموا بتقبيل تراب الأرض كونهم شهدوا يوم الحرية، واصفة يوم الاستقلال بأنه يوم تاريخي لا يمكن محوه من الذاكرة.
وأضافت المجاهدة أن الشعب الجزائري، استطاع تحقيق انتصاره على أعدائه وانتزاع استقلاله في 5 جويلية 1962، حيث تحولت فيه الدموع والدماء إلى مواكب الأفراح، ووقف الشعراء ينشدون قصائد تتغنى ببطولات جيش التحرير ومعاناة الشعب الجزائري، مثل محمد العيد آل خليفة في قصيدته» وحي الثورة والاستقلال»، مفدي زكرياء، ابو القاسم خمار، محمد الهادي السنوسي وغيرهم. مبرزة السياسة الجهنمية للاستعمار الفرنسي ومحاولته طمس الهوية الوطنية بمحاربة الإسلام، وتجهيل الجزائريين.
وأشادت أنيسة بركات في معرض تدخلها، بدور المرأة من خلال مساهمتها في عالم الشغل، مما كان له أثر على تحسين الوضع الاجتماعي للمجتمع، داعية الأجيال الصاعدة إلى مزيد من الالتحام والتمسك بثوابت الأمة، واليقظة، مؤكدة أنه بفضل الالتزام الوطني وسياسة المصالحة الوطنية استطاعت الجزائر الخروج من دوامة العشرية السوداء التي مرت بها.
واعتبر المجاهد والدبلوماسي السابق صالح بلقبي، عيد الاستقلال بأنه يوم مشهود له في تاريخ الأمة والشعب الجزائر، قائلا:» من يعرف قيمة هذا اليوم هو من عاش ويلات الاستعمار مثلنا، وشاهد العنصرية بين أبناء الجزائريين في المدارس الفرنسية»، مشيرا إلى أن احتلال الجزائر كان بتواطؤ من طرف الدول الأوروبية بما فيها أمريكا، كون الجزائر كانت تسيطر على الملاحة البحرية، مما دفعهم للانتقام منها بحجة حادثة المروحة، ناصحا الشباب بقراءة كتاب «المرأة» لمؤلفه حمدان خوجة.