أكدت رئيسة الهلال الأحمر الجزائري سعيدة بن حبيلس، أن ثقافة التضامن بين الجزائريين في خطر نظرا للأنانية وحب الذات والمادة التي أصبحت تطغى على القيم الأصيلة وروح التعاون والتآزر التي لطالما تميز بها المواطن الجزائري، مشيرة إلى أن عمل الهلال لا يقتصر على شهر رمضان فقط، وإنما يسعى إلى مساعدة المحتاجين طيلة السنة.
وأشادت رئيسة الهلال الأحمر الجزائري خلال نزولها، أمس، ضيفة على منتدى جريدة «المجاهد» بالميزانية التي أنفقتها الحكومة على الفقراء خلال هذا الشهر الكريم والتي تجاوزت الـ8 ملايير دج، موضحة أنها مبادرة إيجابية لفائدة الأشخاص الذين هم بأمسّ الحاجة إلى المساعدة، وليس الانتهازيين الذين يتحايلون ويتظاهرون بالفقر للاستفادة من هذه الإعانات التي ليست من حقهم.
ودعت بن حبيلس إلى ضرورة تقوية ثقافة روح التضامن بين أفراد المجتمع الجزائري، من خلال التنسيق بين مختلف الفئات منهم رجال السياسة والدين والأساتذة وجميع القطاعات، مشيرة في ذات السياق، إلى أن الهلال الأحمر سيعقد جلسة عمل في الأيام القادمة لمناقشة الاتفاقية التي سيمضيها مع وزارة التربية الوطنية، والتي تهدف أساسا لتوعية الأطفال في المدارس التربوية بأهمية ثقافة التضامن بدءً من جمع طوابع الهلال التي تعوّد عليها الطالب الجزائري حتى يتعلم كيف نحافظ على روح التآزر والتعاون.
وكشفت بن حبيلس عن إستراتيجية الهلال الأحمر الجزائري، موضحة أن هذه المنظمة الإنسانية ساهمت بشكل كبير في تحقيق الاستقرار الاجتماعي وتكملة مجهودات الدولة في الجانب الإنساني التضامني، كما يكمن دورها في الحفاظ على كرامة الإنسان ومد يد العون للأشخاص المحتاجين ليس في شهر رمضان فقط وإنما طوال السنة، مشيرة إلى أن الهلال قام بمساعدة القادمين من سوريا من خلال تخصيص لهم مراكز الإيواء على غرار 85 عائلة سورية بسيدي فرج بالإضافة إلى الشعب الصحراوي والفلسطيني ما جعل الجزائر تصبح مرجعا في العمل الإنساني.
وفيما يخص مساهمات الهلال الأحمر في شهر الصيام، قالت الرئيسة، إن الهلال توصل إلى مساعدة 10الاف عائلة جزائرية محتاجة عبر القطر الوطني من بينها 600 عائلة من أدرار و500 من تلمسان والرحالة المتنقلين ومناطق أخرى يعيش سكانها معاناة كبيرة بسبب الفقر، موضحة أن قائمة المستفيدين من المساعدات الإنسانية تمت بطريقة شفافة وذهبت للذين هم بحاجة إليها لاسيما سكان الجنوب والهضاب العليا، مشيرة إلى أن الهلال سيستفيد قريبا بفضل منتدى رؤساء المؤسسات من مركز لتخزين مساعداته الإنسانية وفق المواصفات الدولية.
من جهة أخرى، حذرت بن حبيلس من ظاهرة أصبحت منتشرة بكثرة على مستوى الإدارات، حيث أن الكثير من الجزائريين يعملون دون الانضمام إلى الضمان الاجتماعي، داعية مصالح البلدية إلى ضرورة تشديد المراقبة على هؤلاء الأشخاص.