أعلن المبعوث الأممي إلى ليبيا «برناردينو ليون»، أن أطراف الأزمة هناك أحرزت تقدما كبيرا في طريق التوصل إلى اتفاق سياسي، رغم أن المؤتمر الوطني العام مازال لم يوافق على مسودة الاتفاق التي طرحتها الأمم المتحدة لتشكيل حكومة وحدة تساعد في إخراج البلد من الأزمة.
وينتظر المجتمعون حول طاولة المفاوضات الليبية، عودة المؤتمر الوطني العام عن قرار مقاطعة الجلسات، للتوقيع على الاتفاق السياسي الذي ينصّ على تشكيل حكومة توافق وطني تعمل لسنة واحدة، فيها مجلس وزراء برئيس ونائبين وصلاحيات تنفيذية، لكن الخلاف الأساسي الذي بقي مطروحا بين الجانبين يتعلق بمجلس الدولة والمسؤول عن قيادة الجيش.
كما يتعلق أيضا بمسألة سحب الثقة من الحكومة وتعيين قائد عام للجيش، وكيفية اختيار تسعين عضوا بمجلس الدولة الممثلين في المؤتمر.
ورغم العراقيل التي يفرضها هذا الطرف وذاك، فإن الآمال كبيرة في قرب تتويج جلسات الحوار الليبي باتفاق ينهي فصول أزمة دموية مستمرة منذ أزيد من أربع سنوات في ليبيا التي يتقاذفها برلمانان وحكومتان واحدة بطرابلس والثانية بطبرق، ومواجهات عسكرية بين الطرفين، في وقت سيطر فيه تنظيم الدولة الإسلامية الإرهابي على مناطق عديدة منها خاصة بمدينة سرت.
وفي ظل هذه الأجواء، تشير مختلف التحليلات إلى أن ليبيا تحولت إلى محطة استقطاب رئيسية للإرهابيين، وإلى مركز تدريب تحضيرا لشن هجمات في بلدان أخرى.
ويشير خبراء إلى أن ليبيا تشهد حركة تنقل للمقاتلين بين جبهات القتال الداخلية وجبهات قتال خارجية، وخصوصا سوريا.
ويرون أن «الفوضى الأمنية التي يخلفها النزاع في ليبيا، أصبحت تفرض تحديات أمنية خطيرة وبعيدة المدى على المنطقة».
ويقول المحلل السياسي التونسي صلاح الدين الجورشي، إن «الوضع الراهن في ليبيا والإمكانات التي تمتلكها القوات الإرهابية أصبحت تمثل خطرا حقيقيا على الأمن الاستراتيجي في تونس»، معتبرا أن «تونس لن تستعيد وضعها الطبيعي إلا بعد أن يحسم الوضع في ليبيا».
وتابع الجورشي، «رغم الإجراءات الأمنية التونسية مازالت هناك شبكات قادرة على اختراق الحدود لإيصال الشباب إلى معسكرات في ليبيا لتدريبهم على استعمال الأسلحة ثم تأمين عملية رجوعهم إلى تونس ليجري استخدامهم في الوقت المناسب».
وكانت السلطات التونسية أعلنت، الثلاثاء، أن الإرهابي التونسي سيف الدين الرزقي، الذي قتل، الجمعة، برشاش كلاشنيكوف 38 سائحا أغلبهم بريطانيون في فندق «امبريال مرحبا» بولاية سوسة السياحية (وسط شرق)، تدرب على حمل السلاح في ليبيا المجاورة
قتلى بمفخخات في درنة واشتباكات ببنغازي
ميدانيا، أقدم انتحاري من عناصر تنظيم «داعش» على تفجير نفسه داخل سيارة مفخخة، مساء الجمعة، بحي «شيحا» بمدينة درنة شرق البلاد، ما أودى بحياة 14 شخصا، بينهم طفلة، إضافة لجرح خمسة آخرين منهم 4 نساء. وفي بنغازي، قالت مصادر إن أكثر من عشرين شخصا قتلوا وأصيب حوالي 35 من قوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر، الجمعة، في اشتباكات مسلحة مع مقاتلي مجلس شورى ثوار بنغازي في مناطق عدة من المدينة.
هذا ولقي 25 جنديا ليبيا مصرعهم وأصيب 122 آخرون جراء الاشتباكات مع «قوات مجلس شورى ثوار بنغازي» بمدينة بنغازي خلال شهر جوان الماضي بحسب ما نقلته، أمس السبت، مصادر إعلامية.
على صعيد آخر، أعلنت صحيفة «نيويورك تايمز»، استنادا إلى مسؤول أمريكي، أن زعيم تنظيم «أنصار الشريعة» في تونس سيف الله بن حسين، المعروف باسم «أبو عياض»، قتل في غارة جوية استهدفت مختار بلمختار في منتصف جوان على الأراضي الليبية.