أكد وزير التهيئة العمرانية والسياحة والصناعة التقليدية، عمار غول، أمس، خلال زيارة تفقدية قادته لولاية تيزي وزو، أن السياحة الحضارية تكمن في المهنية والاحترافية وبناء الفنادق، مشيرا إلى أن السياحة في الجزائر لكي تكون لها انطلاقة سليمة يجب أن تتوفر على 5 شروط أساسية وهي إنجاز مرافق ضرورية وفق المعايير الدولية، الاهتمام بالتكوين على كل المستويات، الرفع من مستوى الخدمات والترويج للمنتوج السياحي الجزائري، ناهيك عن نشر ثقافة سياحية وتغيير الذهنيات التي هي مسؤولية الجميع.
تأسف غول للوضعية التي آلت إليها مدرسة التكوين في الفندقة الكائنة بولاية تيزي وزو، حيث قال أنها تشكو العديد من النقائص، وهذا ناتج عن تهاون كبير في التسيير من طرف مسؤوليها، مؤكدا أنه سيضع حدا لهذا التهاون خاصة المتعلق منها بالتسيير، قائلا في هذا الشأن «يجب أن يلتزم كل مسؤول بمسؤوليته».
الوزير عرج من جهة أخرى، على النقائص المسجلة في الاحترافية في السياحة على كل الأصعدة والمستويات، سواء الإدارية منها المدارس والمرافق والفنادق والمركبات السياحية، مشيرا إلى أنه حان الوقت للرفع من هذا المستوى.
وبخصوص الفنادق التي تضمها الولاية، قال الوزير إن الدولة وضعت ميزانية جد ضخمة لتحسين الخدمات في هذه الفنادق، وكذا كل الوسائل المادية اللازمة، لكن للأسف هناك تأخر في الصيانة وعصرنتها، مشيرا إلى فندق عمراوة ولالة خديجة، هذا الأخير خصصت له ميزانية 200 مليار سنتيم، إلا أن الأشغال لم تنطلق بعد، ما جعل هذا الأخير في تدني وفي حالة جد سيئة، وقال الوزير إن إجراءات جد صارمة ستتخذ ضد مسؤولي الفنادق الستة التي تحتويها الولاية والمبرمجة لأشغال الصيانة والترميم والتي لم تنطلق بعد هي أيضا، معطيا مهلة إلى نهاية الصيف لانطلاق الأشغال، كاشفا عن اتخاذ إجراءات ردعية في حق مسؤولي هذه الفنادق في حال عدم إلتزامهم بعصرنتها.
وبخصوص السياحة الجبلية، صرح الوزير أن تيزي وزو تحتوي على إقليم سياحي هام يؤهل الولاية لتكون قطبا سياحيا بامتياز، ومؤهلة لأن تكون منطقة سياحية لتوفرها على معالم جبلية وكذا الصناعات والحرف التقليدية العريقة التي تعكس ثقافة المنطقة، ما يجعل الولاية لتكون رافدا سياحيا، داعيا إلى عصرنة هذه المرافق العمومية، مشيرا إلى أن هناك برامج سياحة هامة متمثلة في برمجة 33 مشروع فندق خاص بالولاية ما سيوفر 4300 سرير، وهدفه عصرنة القطاع حسب العرض والطلب.
وبخصوص السياحة الساحلية والداخلية بولاية تيزي وزو، قال الوزير أن هناك 8 مناطق توسع سياحي وبرنامج خاص لإعادة بعث هذه المشاريع، على أن تكون بدائل خارج قطاع المحروقات.
وفي الأخير، ثمن الوزير المجهودات الجبارة التي يقوم بها أفراد الجيش الوطني الشعبي لاسترجاع الأمن عبر الوطن، مشيرا إلى أن الجزائر ليست البلد الوحيد الذي يعاني من الإرهاب بل أضحى مشكلا يهدد دول العالم ولن يكون هذا عائقا أمام تطوير السياحة بالجزائر.
أشار غول في هذا الصدد، أن الجزائر لطالما وقفت مع الشعب التونسي، وهذا معروف عبر التاريخ، فالجزائر متعاونة مع الشقيقة تونس دولة وشعبا، قائلا: الجزائر متضامنة مع تونس على كل المستويات في المحنة الأخيرة التي مسّتها والمتعلقة بالاعتداء الإرهابي الخطير، سواء بالتنديد بالإرهاب الهمجي أو بتقديم مساعدات تضامنية، ولا يمكن للجزائر أن تقف متفرجة ومكتوفة الأيدي أمام مثل هذه المواقف الصعبة.