تواصل السلطات التشادية المداهمات وموجة الاعتقالات في عملية التحقيق والتعقب التي تقوم بها على خلفية الهجوم الإرهابي المزدوج الذي وقع وسط العاصمة نجامينا منتصف جون الجاري مخلفا 27 شخصا والذي تبنته جماعة بوكو حرام و هذا بعد يومين على احتضان نجامينا لقوة افريقية مشتركة مهمتها محاربة هذا التنظيم الإرهابي الناشط في غرب إفريقيا.
ويبدو أن هذه الحملة التي تشنها قوات الأمن التشادية في عاصمة البلاد بالإضافة إلى التعرف على هوية منفذي هجوم منتصف جوان تهدف إلى منع وقوع اعتداءات جديدة وكذا اكتشاف خلايا نائمة أو نشطة محتملة تابعة لتنظيم بوكو حرام الإرهابي تقوم بتنفيذ مخططاته داخل البلاد.
هذا وأوردت وسائل إعلام أن العملية التي قامت بها قوات الأمن التشادية صبيحة أمس في إطار هذه الحملة الواسعة أودت بخمسة أفراد من عناصر الشرطة و هذا عند محاولتها القبض على مشتبه فيه بعد اقتحام الشرطة لأحد الأحياء شرق العاصمة نجامينا بهدف توقيف عناصر تابعة لتنظيم بوكو حرام بعد حصولها على معلومات تفيد بتواجدهم في الموقع إلا أن هذا الأخير قام بتفجير حزامه الناسف ما أدى إلى مقتل 11 شخصا منهم 5 أفراد شرطة و 6 إرهابيين.
المداهمة التي قامت بها الشرطة لهذا الحي شرقي العاصمة أسفرت كذلك على اكتشاف ترسانة من المتفجرات في شكل عبوات ناسفة وأحزمة ما استدعى تدخل فرقة مختصة في المتفجرات لإبطال مفعولها كما أسفرت العملية عن تفكيك خلية إرهابية تضم العديد من العناصر الإرهابية من جنسيات كاميرونية، تشادية ومن مالي ونيجيريا، وهذا حسب ما أكده وكيل جمهورية التشاد السيد القاسيم خميس الذي أعلن عن توقيف 60 شخصا من هذه الجنسيات سالفة الذكر.
في السياق ذاته تم التعرف على هوية الانتحاري الذي نفذ الهجوم كما أثبتت التحاليل التي أجريت على شظايا التفجير أن المواد المستعملة والطريقة التي صنعت بها المتفجرات متطابقة في كل العمليات الإرهابية.
الجدير بالذكر أن مكتب التحقيقات الفديرالي الأمريكي «أف. بي.آي» يقدم مساعدة تقنية للأمن التشادي تتمثل في خبراء أمريكيين في التحليل الجنائي وتحليل شظايا المتفجرات والتعرف على هوية منفذي العمليات الإرهابية وقد تكون هذه المساعدة التقنية الأمريكية وراء التوصل السريع إلى هوية الانتحاري الذي نفذ هجوم 15 جوان الماضي وسط العاصمة نجامينا.