أمتع المطرب مراد فرقاني العائلات بوصلات غنائية من مختلف الطبوع، الشرقي والمالوف استثناء، في سهرة رمضانية مميزة، ليلة أمس الأول، بقصر الثقافة مفدي زكريا بالقبة. هي سهرة عرفتها ساحة القصر البيضاوي المشيد في أحلي هندسة أندلسية، أعادت العائلات بكثافة إلى زمن الطرب الأصيل، حيث النغمة المنعشة واللحن العذب والكلمات المهذبة تفرض نفسها وتشنف لها آذان المستمعين وتجول بهم في عالم الأغنية الذي لا حدود له.
كانت بداية السهرة، التي امتدت على مدار 3 ساعات دون توقف، مع الأغنية الخالدة “سلام على الأحباب في القرب والبعد” وسط نغمة موسيقية شرقية دوى صداها قصر الثقافة المستمر في استضافة كبار نجوم الأغنية الجزائرية ضمن برنامج يستقطب الاهتمام.
وراح الفنان مراد، وهو ابن شيخ المالوف الحاج محمد الطاهر فرقاني، يردد أغاني تجاوبت معها العائلات بالتصفيق والرقص. وزارت الغنية “لميمة” التي أداها المطرب تحية تقدير واعترافا لوالده الحاج محمد الطاهر فرقاني لما أداه من دور في سبيل الارتقاء بالمالوف القسنطيني وأكسبه رواجا تخطى الحدود.
راح الفنان مراد وهو يعزف بقوة على آلة القيثارة يرافقه جوق موسيقي منسجم يغني “لميمة لحنينة”، مضفيا على الحضور حالة من التأثر الكبير بهذه القصيدة التي تروي بفن فقدان أعز بشر وأحن كائن: الأم الرؤوم.
كانت علامات التأثر بادية على المستمعين بهذا اللحن العذب الخالد وكل واحد ترتسم أمامه صورة أمه الحنون التي رحلت دون رجعة، تاركة فراغا لا يعوض.
ورافقت المطرب مراد فرقاني، ليلى الجزائرية، فنانة صاعدة جزائرية تقيم بمدينة ليل الفرنسية، حيث أدت أحلى الأنغام الشرقية لعاصمة المالوف وأظهرت تألقا منقطع النظير. غنت ليلى بصوتها الدافئ، “أشكو الغرام”، “قلبي وقلبك مجروح”، “بالله يا حمامي”. وردد معها المطرب مراد فرقاني “عاشق ملحون” التي تركت النساء الحاضرات تكسرن التردد وتقتحمن الساحة بالرقص مطلقات العنان لأنفسهن في التجاوب مع أحلى الألحان.
ولم تترك الفرصة تمر دون ترديد ليلى لأغنية أميرة الطرب العربي وردة الجزائرية، التي قال الفنان مراد فرقاني إنها أحق بالتكريم الخاص في سهرة قصر الثقافة بعد التفاتة قسنطينة.
غنت ليلى “في يوم وليلة” التي أحبها عشاق الطرب العربي الأصيل وتعلقوا بها إلى حد الإفراط.
على هذا الدرب سارت السهرة، أدى فيها مراد فرقاني أغاني تردد في الأعراس وتعطى حرارة وشوقا للأفراح، منها “محبوبي كحل الشفر”، “يا ربي يا ربي لعيون لحبارى”، “الطالب” و«قالوا لعرب قالوا” وغيرها من الأنغام، كانت مسك خاتمة السهرة الرمضانية التي أعطت حيوية وانتعاشا لعائلات وجدت فيها وجهة لراحة البال وتنفسا بعد يوميات شاقة.
وعلق على السهرة مراد فرقاني قائلا في تصريح لـ “الشعب”، إنه قدم كوكتيلا من الأغاني الشرقية والمالوف أطربت به العائلات التي تجاوبت مع اللحن الأصيل.
من جهتها ذكرت ليلى الجزائرية، أن السهرة التي أدت فيها، إلى جانب فرقاني، أعذب الألحان أظهرت مدى تمسك العائلات الجزائرية بهذا النغم المشكل لعبق حضارتها وعمق ثقافتها وأصالة انتمائها وهويتها. وهو نغم يعطى الجزائريين التمايز والخصوصية.
وذكرت ليلى، أن تأديتها لأحلى الأغاني في سهرة بالعاصمة قبل قسنطينة جعلها تكتشف كم هي العائلات ذواقة للفن الأصيل وجمال الجزائر وأسرارها التي تشكل الأغنية الشرقية والمالوف إحدى واجهاتها.