أكد مصطفى خياطي رئيس الهيئة الوطنية لترقية الصحة وتطوير البحث فورام، أن نسبة تعاطي المخدرات عرفت انخفاضا محسوسا خلال هذا الشهر الفضيل، غير أنها تعرف منحي خطيرا في الأشهر العادية خاصة في الأوساط الجامعية والمؤسسات التربوية ما يستدعي تضافر الجهود للحد من هذه الآفة التي باتت تنخر المجتمع الجزائري.
تطرق خياطي بمنتدى الأمن الوطني الذي احتضن ندوة إعلامية حول المخدرات بمناسبة اليوم العالمي لها، إلى الدراسة الميدانية حول ظاهرة المخدرات في الجزائر والتي عكست واقع آفة المخدرات في الأوساط الجامعية وفي المؤسسات التربوية، وقد خص التحقيق عينة من 8645 تلميذ من الإكماليات والثانويات.
وخلص التحقيق حسب ما أفاد به خياطي إلى أن 7.75 ٪ من الذكور و1.27 من الإناث يتعاطون المخدرات، بينما على مستوى الجامعات تم أخذ عينة من 8500 طالب وطالبة أجريت عليهم دراسة تم استخلاص منها أن أكثر من 18 ٪ من الطلبة و 6 ٪ من الطالبات يتعاطون المخدرات.
وفي هذا الإطار دعا خياطي إلى ضرورة تضافر الجهود من أجل إيقاف هذه الآفة التي باتت تمس شريحة مهمة من المجتمع، من خلال تنظيم حملات تحسيسة وسط المؤسسات التربوية والجامعات، مشيرا إلى أن الجزائر أصبحت بلد مستهلك للمخدرات بعد أن كانت بلد عبور المخدرات.
وفي هذا الإطار تطرقت ممثلة الديوان الوطني لمكافحة المخدرات وإدمانها آسيا دهيمي بالإستراتيجية الوطنية لمكافحة المخدرات 2015-2011 الرامية إلى تطوير قدرات المكافحة وتعزيز التوعية والتحسيس، مبرزة في هذا السياق دور الديوان في مجال مكافحة هذه الآفة من خلال واقتراح سياسات وطنية وجمع معلومات لتسهيل البحث العلمي ودعم التعاون الجهوي وإعداد النصوص القانونية.
وفي هذا المقام دعت دهيمي إلى ضرورة إشراك كل الفاعلين وتطوير البرامج التكوينية لدعم الوقاية من هذه الآفة خاصة أن الديوان يقوم سنويا بإعداد تقرير مفصل حول نشاطاته في مجال مكافحة هذه الآفة ورفعه إلى الوزارة الوصية وكل الناشطين في مكافحة هذه الآفة الخطيرة التي باتت تعرف منعرجا خطيرا في وطننا.
من جهته ذكر ممثل الأمن الوطني عميد الشرطة لعراس بعزيز، بالإستراتيجية الأمنية التي تبنتها المديرية العامة للأمن الوطني لتكثيف الوقاية والمكافحة باللجوء إلى التحسيس وكذا الردع، حيث كشف في هذا السياق عن الإجراءات المتخذة من طرف جهاز الأمن الوطني
للوقاية ومكافحة ظاهرة تعاطي المخدرات والتهريب والإتجار بها وهذا انطلاقا من أهمية دعم الوقاية والمكافحة لوضع حد لظاهرة استهلاك المخدرات بتقريب عمل الشرطة الجوارية بالمواطن عن طريق تعميم خلايا الإصغاء للتكفل بانشغالاتهم لاسيما فئة الشباب، حيث سيتم قريبا تنظيم قافلة تحسيسية تجوب مناطق غرب الوطن للتحسيس بضرورة الوقاية من حوادث المرور ومن آفة المخدرات وقدر بعزيز كمية المخدرات التي حجزت في ظرف ثلاثة سنوات من طرف الأمن والدرك الوطنيين ومصالح الجمارك ب 550 طن وهو الرقم الذي يستدعي تضافر جهود كل الفاعلين لمحاربتها.
وفي رسالة بعث بها الأمين العام لمجلس وزراء الداخلية العرب الدكتور محمد بن على كومان إلى المديرية العامة للأمن الوطني بمناسبة اليوم العالمي لمكافحة المخدرات التي جاءت هذه السنة تحت»روعة الحياة لا تستحق أن ندنسها بتعاطي المخدرات» شعار أشاد بالجهود التوعوية والحملات التحسييسية التي تقوم بها مصالح الشرطة الجزائرية داعيا بالمناسبة جميع مصالح الشرطة في العالم العربي لأخذ مزيد من الحيطة والحذر تجاه خطر المخدرات الذي بات يهدد كيانات المجتمعات العربية من خلال بذل جهود أكبر لمحاربة هذه الآفة عن طريق إيجاد حلول مناسبة لمعالجة الآثار الناجمة عن استهلاكها.