يبقى المستشفى الوجهة الأولى التي يقصدها المريض وهو يتلوى من شدة الألم أو الإصابة حسب الحالات، وهو من المرافق الخدماتية العمومية القليلة التي لا تستلم لذهنية العمل بتوقيت رمضان كما وقفنا عليه صباح أمس بمستشفى باينام الذي سجل توافد على مصلحة الاستعجالات حيث يتم التكفل بالمصاب حسب ما هو متاح والتقليل من حيرته على الأقل أو توجيهه إلى المصلحة المختصة. في هذه المؤسسة لا يزال هناك قلة من أصحاب الضمير المهني لا يستسلمون للأمر الواقع الذي يعلمه العام والخاص عن مستشفياتنا وأحيانا يعجزون عن تلبية الطلب بالنوعية اللازمة ومع ذلك يجتهدون فيما ربما لا يبالي البعض الآخر على مختلف المستويات.
بالصدفة وقفنا أمس على عينة لطبيب يحاول أن ينهض بمهنته في المستشفى هو الطبيب المقيم رمضاني الياس الذي على غرار بقية زملائه وبعد يوم كامل من العمل بمصلحة الطب الداخلي يضمن المداومة على مدار 24 ساعة بلا انقطاع مع ما يرافق عمله من ضغط نتيجة تدفق المرضى بالعشرات(تم تسجيل فحص 5 مرض إلى غاية الساعة الـ8 و30 دقيقة صباحا).
وكشف لنا أن ظروف العمل متدنية مقارنة بما يجب أن يتوفر مسجلا غياب طبيب عام يقوم بالفرز والتوجيه. وبالفعل فإن عيادته داخل مكتب بسيط تستقبل المريض مباشرة ولا يتوانى في التكفل به بما يملك من وسائل عمل بسيطة فحتى جهاز قياس الضغط استعاره من زميل له ناهيك عن عدم وجود بعض الأدوية الضرورية لمواجهة حالات مستعجلة على الأقل ورداءة جهاز كشف صورة الأشعة (راديو)، ومع ذلك يحاول الاعتناء بالمرضى مرتكزا على نبل مهنته مسجلا في ذات الوقت وجود متاعب وصعوبات في التواصل بين الطبيب وبعض أعوان الشبه الطبيين الذين تتعلق نتائج الفحوصات بمدى نوعية وكفاءة تدخلاتهم مسجلا عدم تمتع الطبيب المقيم بصلاحيات مواتية في مواجهة محيطه المهني مع انه أول من يواجه الطلب على خدمات الاستعجالات وغالبا ما يتعرض إلى تجاوزات منها الشتم من بعض ذوي ومرافقي المرضى وأحيانا محاولات اعتداء في غياب ضوابط أمنية وقائية على امتداد مسار الدخول إلى عيادة الاستعجالات. وفي دردشة أكد الطبيب رمضاني- وهو من الشباب الذين تكونوا في المدرسة الجزائرية- على أهمية الدور الذي تتكفل به مصلحة الاستعجالات كجبهة متقدمة لتلبية احتياجات المرضى والمصابين، داعيا إلى تدعيمها بطبيب عام لتدعيم ترقية النوعية في العلاج علما أن الطبيب المداوم- كما هو الحال بالنسبة إليه- يواجه ضغوطات عمل كبيرة بحيث يضطر أحيانا عن الضرورة القصوى إلى الالتحاق بمصلحته للطب الداخلي (23 سرير للنساء و32 سرير للرجال إضافة إلى تغطية مصلحة علاج الغدد) لإسعاف نزلائها. وبخصوص العلاقة مع المرضى فقد اعتبرها طبيعية مع بعضهم ومتشنجة مع آخرين وفقا لسلوكات وثقافة كل شخص مؤكدا التزامه بالعمل وفقا لميثاق شرف مهنة الطبيب وتحمل كافة الظروف آملا أن يجد مرضاه الشفاء مع الحرص على جانب الوقاية. للإشارة فإن هذه المؤسسة الاستشفائية تتميز بالنظافة وحسن الخدمة علما أنها تغطي عددا من البلديات المجاورة ذات الكثافة السكانية.